اعتقلتها الشرطة الأخلاقية وتوفيت بعد نقلها للمستشفى.. ما قصة الإيرانية مهسا اميني؟
تُوُفِّيَتْ الفتاة الإيرانية مهسا أميني في مستشفى كسرى في طهران بعد يومين من نقلها إلى هناك، إثر تدهور صحتها في أحد أقسام شرطة الأداب الإيرانية.
وكانت دورية من الوحدة قد قامت قبل يومين بنقل أميني إلى مركز في شارع الوزرا في العاصمة من أجل التوجيه والتدريب، بحسب بيان الشرطة الإيرانية. وفي وقت لاحق وافتها لاحقًا في المستشفى، بعد يومين من دخولها في غيبوبة. وقالت عائلتها إنّ جثمانها نُقل إلى مركز الطب الشرعي في كهريزك.
مهسا أميني أو “زينا أميني” البالغة من العمر 22 عاماً، تعود أصولها إلى منطقة سنندج في محافظة كردستان غرب إيران، وتعيش في طهران مع عائلتها، وقد تم توقيفها في 13 أيلول/ سبتمبر بالقرب من محطة مترو الشهيد حقاني من قبل عناصر دورية شرطة الأخلاق من أجل إحضارها إلى درس توجيه بسبب ارتدائها ما يوصف بالحجاب السيء، لكن بعد ساعتين من ذلك تم نقلها إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف إثر دخولها في غيبوبة.
وأشار شقيق الفتاة إلى أنه في الساعتين الفاصلتين بين اعتقال شقيقته ونقلها إلى المستشفى، لم يُعرف ماذا حدث لها، حيث كانت أجزاء عديدة من جسدها مصابة بكدمات وملطخة بالدم.
وقبل ساعة من إعلان خبر وفاة أميني رفض خالها – في مقابلة مع موقع “اعتماد أونلاين” الإيراني – مزاعم بعض المسؤولين عن معاناة الفتاة من أمراض سابقة، وتابع: “لدينا ملف طبي يثبت صحتها الكاملة وبإمكاننا تقديمه”، واصفًا عناصر الإرشاد بـ”المتقاعسين والمتكالبين على أرواح الناس”. وأكمل: “اليوم جاء دور ابنتنا، وغدًا سيكون دور فتاة أخرى”.
وقبل ساعتين من إعلان خبر وفاة أميني، وبعد أن أحدث هذا الأمر ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، أصدر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من مدينة سمرقند في أوزباكستان توجيهاته لوزير الداخلية أحمد وحيدي بإجراء التحقيق في ما حصل للفتاة ورفع تقرير بنتيجة التحقيقات لرئاسة الجمهورية.
بعد ساعة من الوفاة، بثّ التلفزيون الإيراني صورًا من كاميرات المراقبة في مركز الشرطة التي نفت حصول أي ضرب او تعنيف من قبل عناصرها.
وأثارت هذه الحادثة الكثير من الجدل بشأن دور دوريات الإرشاد وأسلوب عملها، حيث أصدر عدد من السياسيين وعلى وجه الخصوص من التيار الإصلاحي مواقف في هذه القضية
قال الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي: “مرة أخرى، كارثة مؤسفة، الألم الذي يصيب نخاع العظم! وبحسب النبأ، ألقي القبض على فتاة بزعم ارتدائها ملابس غير مناسبة، وتعرّضت لإصابات ومضاعفات في القلب والدماغ أثناء القبض عليها ونقلها”!
وعلّق المسؤول عن حرم مؤسس الثورة الإسلامية في إيران روح الله الخميني، حفيد الأخير حسن الخمینی، بالقول: “خبر وقوع حادثة لـ مهسا أميني في غيبوبة بعد دخولها مجمع الشرطة أضر بمشاعر مجتمعنا وأربك العقول. من دون شك إنّ الشرطة يجب أن تخضع للمساءلة بشفافية ودقة عما حدث لهذه الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا باسم التدريب. وسلطة القضاء، بالنظر إلى مسؤوليته المتأصلة، وكذلك نهج العصر الجديد القائم على متابعة الحقوق العامة والاستجابة للرأي العام، يجب أن تتعامل بشكل فوري وحاسم مع مرتكبي هذا الحادث المأساوي”.
وفي السياق لفتت مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة أنسية خزعلي إلى أنّ الرئاسة أرسلت خطابًا إلى وزارة الداخلية طلبت فيه مزيدًا من التوضيح للحادث.
واعتبر إسحاق جهانغيري المساعد الأول للرئيس الإيراني السابق حسن روحاني أنه لا يمكن تجاهل هذا الحادث المأساوي. وأردف: “قم بإنهاء هذه السلوكيات، حادثة ألقت فيها شرطة دورية التوجيه في طهران القبض على راكبة. الآن عائلتها في حداد على فقدان ابنتهم والرأي العام هو الآخر مستاء للغاية وغاضب”.
من جهته طالب رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف بفحص جميع جوانب الحادث الذي وقع لمهسا أميني بشكل عاجل ودقيق ورفع التقرير إلى البرلمان الإيراني.
أما اللاعب الدولي الإيراني في كرة القدم على دایی فقال: “ماذا جلبت لهذه الأرض و الدهر؟ لأي ذنب”؟
ونشر علي كريمي، وهو لاعب سابق في المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم، صورة لأميني وهي على سرير المستشفى على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي وكتب: “مخلّص ومحقق العدل لمستقبل إيران هو امرأة”.
ومن الجدير ذكره إنّ مهسا أميني أصبح ترند التفاعل في موقع “تويتر” في إيران.