الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 سبتمبر 2022 21:27
للمشاركة:

بلومبيرغ: الصين وروسيا وإيران تتحالف ببطء ضد الولايات المتحدة

قال الخبير الأميركي في الشؤون الدولية هال براندز إنّ الخصوم الجيوسياسيين للولايات المتحدة يصنعون بشكل دائم قضايا مشتركة ضدها، مذكّرًا بأنه في حين أعلنت روسيا والصين شراكة استراتيجية "بلا حدود" قبل غزو أوكرانيا، تساعد إيران الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خوض حربه من خلال تزويده بمساعدات عسكرية.

وفي مقال له على موقع وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، أكد براندز أنّ بكين وطهران تتمتعان بعلاقة استراتيجية خاصة، مشيرًا إلى أنّ هذه العلاقة استغرق تكوينها عقوداً عدة.

وفي حين اعتبر أنّ واشنطن لا تواجه حتى الآن تحالفاً كاملاً من القوى المعادية لها، أضاف براندز أنّ هذه الطريقة هي طريقة خاطئة للتفكير في التقارب بين ثلاث دول تتّحد بشكل متزايد في عدائها للأميركيين.

ورأى براندز أنّ التحالفات العسكرية الرسمية هي المعيار الذهبي للتعاون الدولي بالنسبة للولايات المتحدة، واصفاً العلاقات بين إيران، الصين وروسيا بأنها لا تزال متواضعة مقارنةً مع العلاقات بين الأميركيين وحلفائهم، سواءً بما يتعلّق بحلف شمال الأطلسي أو خارج إطار هذا الحلف.

وتابع الكاتب: “إيران، روسيا والصين ليست حليفة بالمعنى الذي يستخدم لأجله الأميركيون عادةً هذا المصطلح، لكن ربما لا تحتاج إلى ذلك”.

ولفت براندز إلى أنّ روسيا والصين سعتا إلى علاقات أقوى مع إيران، منوّهاً إلى أنّ طهران وموسكو كانتا حليفتين في سوريا عام 2015، حيث وحّدتا قواهما لإنقاذ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

إضافة إلى ذلك، وفق براندز، عززت مبيعات الأسلحة من الصين وروسيا الجيش الإيراني منذ فترة طويلة، كما ساعدت هذه العلاقات الإيرانيين على التخفيف من تأثير العقوبات الاقتصادية الدولية.

وفي حين قامت إيران والصين بإضفاء الطابع الرسمي على علاقتهما طويلة الأمد من خلال اتفاقية شراكة استراتيجية مدتها 25 عاماً تم توقيعها عام 2021، اعتبر براندز أنّ العلاقات بين طهران وموسكو تبقى أكثر أهمية، خاصة ما بعد ما قيل عن تقديم طائرات مسيّرة إيرانية للرّوس ودروسٍ في التهرّب من العقوبات، وهو أمر مفيد للغاية وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا، على حد تعبير الكاتب الأميركي.

في المقابل، كما يذكر براندز في مقاله، يساعد الروس إيران في برنامج الأقمار الصناعية الخاص بهم ويوفّرون لهم أفضلية في إمدادات الحبوب. هنا يذكّر الكاتب بما قاله مستشار الأمن القومي جايك سوليفان عن التقارب الروسي – الإيراني: “شيءٌ يجب على العالم بأسره أن ينظر إليه ويعتبره تهديدًا عميقًا”.

وفسّر براندز التعاون الصيني – الروسي – الإيراني بسعي الدول الثلاث من أجل الحفاظ على أنظمتها السياسية غير الليبرالية وحمايتها، إضافةً إلى دفع الولايات المتحدة للخروج من جوارها الجغرافي، ثم إنهاء نظام ما بعد الحرب الباردة الذي هيمن عليه الأميركيون.

وأكمل الكاتب: “في حين أنّ موسكو وطهران وبكين ليست متحمسة لخوض معارك بعضها البعض، هي بالتأكيد تدرك أنّ هناك قوة في العدد عندما يتعلّق الأمر بتحدّي قوّة عظمى: يمكنها وضع القوة الأميركية تحت الضغط على جبهات متعددة في وقت واحد”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: