الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 أغسطس 2022 12:41
للمشاركة:

وثائق سرية بريطانية تكشف كيفية موافقة البريطانيين والإمارات على سيطرة إيران على الجزر الثلاث

كشف وثائقي مشترك بين "بي بي سي" العربية والفارسية أسراراً وصفقات تتعلّق بكيفية مغادرة بريطانيا منطقة الخليج في الشرق الأوسط، وكيف تركت جزراً تحت السيطرة الإيرانية يدور نزاع عليها اليوم بين طهران وأبو ظبي، بالإضافة إلى روايات لشهود عيانٍ عن انقلاب نظمته بريطانيا.

وذكّر الوثائقي بأنّه خلال سنتي 1967 و1968 عانت بريطانيا من تحطّم عملتها الوطنية إثر دورها في دعم إسرائيل في حربها ضد العرب ورد الدول العربية بعدم بيع النفط بالجنيه الإسترليني، مما سرّع قرار لندن بالخروج من منطقة الخليج الشرق أوسطية وعقد اتفاقيات حماية مع دول خليجية عدة.

وبحسب وثائقي BBC، بمجرّد أن أعلنت بريطانيا عام 1968 اعتزامها الانسحاب من الخليج، تصاعد التوتر بين القادة العرب وإيران، حيث تمحورت الخلافات على البحرين وثلاث جزر صغيرة ذات موقع استراتيجي بالقرب من مضيق هرمز: أبو موسى، طنب الصغرى وطنب الكبرى.

وأشارت BBC إلى أنّ الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان يحكم إيران آنذاك كان لديه موقف حاسم من الانسحاب البريطاني، وفق مذكرة سرية تروي ما جرى في لقاء بين الشاه ووزير بريطاني، حيث وافق على منح الاستقلال لجميع الجزر الخليجية العربية باستثناء البحرين، التي طالب الشاه بإعادتها إلى إيران، بالإضافة إلى الجزر الثلاث الأخرى، مدعياً أنّ هذه المناطق تمت سرقتها من بلاده من قبل بريطانيا.

على إثر ذلك، بحسب BBC، وقع انفجار دبلوماسي بين الحكام العرب وبريطانيا والشاه خلف الكواليس.

ونقلت الوكالة البريطانية عن سفير بريطانيا في طهران قوله في تسجيل صوتي لم تتم إذاعته من قبل: “قالت لندن: حسناً، سنحاول ذلك، لكنها عملية حساسة للغاية لأننا لا نثق بالإيرانيين، والإيرانيون لا يثقون بنا، ولا البحرينيون لا يثقون بأي منا”.

وتابعت BBC: “في العلن، تغيّر موقف الشاه. خفف من مطالبته بشأن البحرين، وترك الأمم المتحدة تتحمل المسؤولية عن قرار استقلالها، بناء على دراسة استقصائية أُجريت عام 1970، لكن بقيت الجزر الثلاث المتنازع عليها”.

وجاء في وثائقي الوكالة البريطانية أنه تم اكتشاف مذكرة سرية جديدة من وزارة الخارجية الإيرانية بتاريخ 1970 تسجّل أنّ الشاه قال لوزير الخارجية البريطاني السير أليك دوغلاس هوم: “هذه الجزر تابعة لإيران ويجب إعادتها إلى إيران”.

وفي حين أكد المسؤولون البريطانيون علنياً أنّ الجزر الثلاث تنتمي إلى الإمارات العربية المتحدة، كشفت البرقيات التي رُفعت عنها السرية مؤخراً والتي تحدثت عنها هيئة الإذاعة البريطانية أنّ السير ويليام لوس، وهو مسؤول استعماري بريطاني ودبلوماسي، وافق سرّاً مع الشاه على تسليمه اثنين من الجزر الثلاث قبل انسحاب القوات البريطانية في كانون الثاني/ يناير 1971.

وتُظهر الوثائق التي رُفعت عنها السرية مؤخراً أنه على الرغم من الاحتجاجات العديدة اللاحقة للإمارات بشأن “احتلال إيران” للجزر الثلاث في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 1971، فقد تم إخبار الشيخ زايد في أبو ظبي والشيخ راشد مؤسس دولة الإمارات بقرار بريطانيا بشأن الجزر قبل دخول القوات البحرية الإيرانية إليها، كما أنّ الشيخ زايد وافق على القرار!

علاوةً على ذلك، كما ورد في الوثائق البريطانية، وافق أمير الشارقة على “صفقة اللحظة الأخيرة” مع إيران لتقاسم إدارة جزيرة أبو موسى، وهو ما استمر حتى عام 1992، عندما سيطرت إيران بشكل كامل على الجزيرة.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: