الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة1 مارس 2019 21:23
للمشاركة:

الغلاء يُبعد اللحوم الحمراء عن مائدة الإيرانيين والإعلام الرسمي يدعو لتجنبها لأنها تسبب السرطان!

جاده إيران- شيرين سمارة

زلزال يستمر بضرب الاقتصاد الإيراني يوماً بعد يوم، و مائدة المواطنين ضحيته الأولى. هكذا تشطب العائلات يومياً مادة من المواد الأساسية الغذائية عن موائدها، فينتهي بها المطاف واقفةً منذ طلوع الفجر في طابور طويل أمام المؤسسات الحكومية كي تحصل على اللحوم الحمراء بأسعار منخفضة.

الغلاء يُبعد اللحوم الحمراء عن مائدة الإيرانيين والإعلام الرسمي يدعو لتجنبها لأنها تسبب السرطان! 1

أدى ارتفاع الاسعار الذي وصل إلى ثلاثة اضعاف أو أكثر، إلى شل القدرة الشرائية لدى المواطن الإيراني. ووصل متوسط الراتب الشهري للموظف في إيران إلى مليوني تومان (ما يعادل 150 دولار)، بسبب تدهور العملة المحلية مقابل الدولار الذي ارتفع بشكل جنوني خلال الأشهر الماضية. يضاف الى ذلك سوء الإدارة الداخلية وعوامل خارجية أهمها إعادة فرض العقوبات.
ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء بصورة تفوقت فيها على جميع أسعار السلع الضرورية، حيث وصلت نسبة ارتفع أسعار اللحوم الحمراء إلى ما يقارب 110% وأصبح سعر الكيلو اكثر من 100 ألف تومان (ما يعادل 8 دولارات).
واضطرت الحكومة الإيرانية لاستيراد اللحوم من دول اخرى كي تسد الحاجة المطلوبة في البلاد، لكنّها اعتبرت أنّ هذا الغلاء ناجم عن تهريب المواشي إلى إيران وبيعها بأسعار مرتفعة، الأمر الذي فنّده نائب رئيس الشرطة الإيرانية أيوب سليماني بالقول إنّ المواشي المهربة لا تشكل سوى 1 % من اللحوم المستهلكة في البلاد، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
وبينما أرجع الرئيس الإيراني حسن روحاني أزمة الغلاء في إيران إلى الضغوط الأميركية، إلا أنّ آراء المسؤولين المتضاربة تُظهر أنّ هنّاك عوامل داخلية تقف وراء نار الأسعار التي تحرق السوق الإيراني.

الغلاء يُبعد اللحوم الحمراء عن مائدة الإيرانيين والإعلام الرسمي يدعو لتجنبها لأنها تسبب السرطان! 2

تراشق اللوم بين التيارين الرئيسيين في البلاد

وعلّقت صحيفة كيهان الأصولية على الظاهرة قائلةً “في حال حذف اللحم من مائدة الإيرانيين ينبغي على المسؤولين عوضاً عن هدر دموع التماسيح تقديم إجابات حول الاوضاع وتوضيح حقيقة ما قاموا به لحل هذه المشكلة، وهل موائدهم خالية من اللحوم مثل المواطن العاطل عن العمل الذي يعود إلى بيته مطأطأً رأسه خجلا فارغ اليدين لأنّه غير قادر على تأمين متطلبات عائلته”.
من جهته، قال المرشح السابق عن التيار الأصولي ومحافظ طهران السابق محمد باقر قاليباف “من غير اللائق في الذكرى الأربعين للثورة أنّ يقف المواطنون في صف اللحم المجمد، اللوم ليس على الثورة”.
الصحفي الإيراني علي مليحي ألقى اللوم على الحكومة مخاطبا الشعب بالقول إنّ “عليكم تزامنا مع الوقوف في صف اللحوم المجمدة قراءة كتب التاريخ حول السنوات الاخيرة للاتحاد السوفيتي. الشعب في صف قوتهم والحكومة منشغلة في حرب النجوم”.
ودعا النائب عن مدينة طهران محمود صادقي إلى إلقاء اللوم على الحكومة والمسؤولين في البلاد كي يحلوا هذه الأزمة بدلاً من ربطها بالاتفاق النووي وانتظار ناكثي العهود كي يلتزموا بتعهداتهم.

الغلاء يُبعد اللحوم الحمراء عن مائدة الإيرانيين والإعلام الرسمي يدعو لتجنبها لأنها تسبب السرطان! 3

طرق علاج اثارت صخب الشعب

العجز الحكومي عن تقديم ردود مقنعة على أسباب الغلاء الفاحش الذي طال أحد أهم عناصر المائدة الإيرانية مترافقا مع تصريحات غير مقنعة للمسؤولين أثار صخب المواطنين. وزير ما يعرف بالجهاد الزراعي محمود حجتي قال إن “علينا القبول بأنّنا ندير البلاد تحت ظروف صعبة وعلينا أنّ نشكر الرب على وجود اللحوم حتى الآن.”
تصريحات حجتي تضاربت مع ما قاله عضو لجنة التخطيط والميزانية في مجلس الشورى الإسلامي حاجي دليغاني، الذي أكد أنّ اللحوم والدجاج موجودة بوفرة وأكثر من الحاجة المطلوبة، ولكن “سوء الإدارة ووجود بعض الاشخاص ذوي النفوذ في البلاد هو ما جعل الأوضاع تؤول إلى هذا المصير.”
وفي خطوة بدا أنّها محاولة لتخفيف استهلاك اللحوم الحمراء في إيران، قامت مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بتقديم إرشادات للجمهور الإيراني تدعوه لاستبدال اللحوم بالفطر كون اللحوم مضرة ومسببة للسرطان وأمراض أخرى.
وتظهر هذه الارشادات من خلال الإعلانات التلفزيونية، والملصقات الدعائية في محطات المترو.
بالتوازي نشرت وكالة “ايسنا” نصائح على لسان المتخصص في العلاج الإشعاعي والأورام احمد رضا سبزواري الذي اعتبر أنّ اللحوم تصنّف الى جانب التبغ على قائمة المواد المسببة للسرطان، ولكن هذا لا يعني أنها في ذات درجة الخطورة.

الغلاء يُبعد اللحوم الحمراء عن مائدة الإيرانيين والإعلام الرسمي يدعو لتجنبها لأنها تسبب السرطان! 4

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: