العبور البحري خيار غير ضار لإيران
إيران هي إحدى الدول التي تتمتع بمزايا عبور جيدة من حيث كونها في موقع جغرافي مناسب. ومن خلال توسيع شبكة النقل والتواصل الموثوق والفعّال، يمكنها زيادة أرباحها بالنقد الأجنبي وتحسين موقعها الاستراتيجي في المنطقة.
تقع میاه الخليج جنوب إيران قرب الدول الرئيسية المنتجة للنفط. وتُعتبر هذه المنطقة عنق الزجاجة للطاقة في العالم. في شمال إيران، يمكن لبحر قزوين – وهو أفضل جسر اتصال بين إيران، روسيا، كازاخستان، تركمانستان وأذربيجان – أن يلعب دوراً مهماً في التجارة بين هذه الدول. من ناحية أخرى، تجاور إيرانُ العراقَ، تركيا، باكستان وأفغانستان من الغرب والشرق.
بعبارة أخرى، يتم تأسيس ارتباط إيران بـ 15 دولة في العالم من خلال الحدود المائية والبرية، وفي الوقت نفسه، يمكن أن تلعب دور الجسر بين هذه الدول.
من جهة ثانية، لدى هذه البلدان عدد كبير من السكان، كما لديها مداخيل جيدة، والتي بدورها، بالإضافة إلى وجود موارد وثروات وطنية، يمكن أن تكون عاملاً في تطوير العبور والتجارة في المنطقة.
يُعتبر ربط دول آسيا الوسطى بالمیاه الخلیجیة، فضلاً عن إقامة علاقات تجارية بين شرق آسيا والدول الأوروبية عبر إيران، عنصراً فعالاً للغاية من حيث التكلفة، لذا يسعى العديد من هذه الدول لإقامة مثل هذه العلاقات من خلال إيران.
قدرة النقل البحري في إيران
تمتلك إيران 11 ميناءاً تجارياً بسعة 186 مليون طن من البضائع، كما أنّ جميع الأساطيل الإيرانية لديها القدرة على نقل أكثر من 6.5 مليون طن من البضائع. على الرغم من أنّ المساحة البحرية لإيران أكبر من تلك التي تعود لدول الخليج، إلا أنها لا تزال تنقل كمية أقل من البضائع مقارنة مع البلدان المقابلة.
ميزة النقل البحري الإيراني
وفقاً لموقع إيران الاستراتيجي، هناك العديد من الفرص لازدهار صناعة النقل البحري، بحيث يكون ممكناً من خلال وجودها على طريق ممرات العبور بين الشمال والجنوب إقامة اتصالات ترانزيت مع روسيا ودول آسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا الشرقية وأوروبا الوسطى، كما يمكن الوصول إليها من جنوب آسيا والشرق الأقصى عبر المياه الإيرانية.
علاوةً على ذلك، نظراً لوقوع إيران في المركز الجغرافي للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي (إيران، تركيا وباكستان في موقع النوى الأساسية لهذه المجموعة)، فهناك العديد من فرص التعاون. سيؤدي ذلك إلى زيادة عائدات النقل في إيران ومساعدة اقتصاد البلاد على النمو.
وفي هذا الإطار، قال الخبير في اقتصاديات النقل علي ضيايي إنّ تطوير النقل بالسكك الحديدية بين الصين وأوروبا يُعَدُّ أحد أفضل الفرص لإحياء وإنماء العبور من خلال الأراضي الإيرانية، إيران، مضيفاً أنه يمكن للمؤسسات المعنية وكذلك وكلاء الشحن في القطاع الخاص – إذا كانوا مجتهدين – الترويج لإيران كإحدى أعمدة ممر الشرق والغرب وطريق الحرير.
وتابع ضيايي في حوار مع وكالة “مهر”: “ربما، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وإنشاء دول غير ساحلية، يمكن اعتبار هذه الظروف أفضل فرصة لعبور إيران. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، كانت هناك دول غير ساحلية في جوار البلاد تحتاج إلى المرور عبر إيران للوصول إلى المياه الدولية من أجل توسيع اقتصادها، ولكن في ذلك الوقت بسبب اعتماد الاقتصاد الإيراني على بيع النفط الخام، لم يتم إيلاء الاهتمام المناسب لهذه الفرصة الاقتصادية العظيمة”.
وبحسب الخبير في النقل البري، حالياً، “يتم تبادل نحو 300 مليون طن من البضائع بين مختلف البلدان على طول الممر الشرقي الغربي لإيران، منها نحو 130 مليون طن فقط تنتمي إلى طريق الصين – أوروبا – الصين”.