الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 أغسطس 2022 23:16
للمشاركة:

“من الجمود السياسي إلى فوضى الشوارع”.. قراءة إيرانية للأزمة السياسية في العراق

نشر موقع "ايران دبلوماسي" مقالاً عن الأوضاع السياسية في العراق، تساءل فيه عن الاتجاه الذي يدفع إليه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، خاصة بعد دخول المتظاهرين التابعين له مبنى البرلمان العراقي، والاعتصام داخله. موقع "جاده إيران" يقدم ترجمة كاملة للمقال:

دخل أنصار مقتدى الصدر – الذين طالبوا بالتراجع عن ترشيح محمد شياع السوداني لتولي منصب رئيس وزراء العراق بدعم من “الإطار التنسيقي” – إلى البرلمان العراقي للمرة الثانية أمس، بعد أن اجتاحوا المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد. وكان الصدريون قد هاجموا الأربعاء الماضي البرلمان العراقي وهتفوا بشعارات مناهضة للإطار التنسيقي وإيران.

لكن يبدو أن هناك فرقاً كبيراً بين هجوم الأمس والهجوم الذي وقع قبل خمسة أيام، حيث إنّ إبراهيم الجابري، مدير مكتب مقتدي الصدر، كتب في تدوينة على صفحته على فيسبوك: “يختار الناس الاعتصامات العلنية داخل البرلمان العراقي .. الناس سيعتصمون علناً داخل البرلمان. حفظكم الله”. وأضاف: “الناس الآن في البرلمان، نشكر القوى الأمنية”.

وفي مثل هذه الحالة يمكن القول إنّ مواجهة الصدريين والإطار التنسيقي ستنتقل من مرحلة الاحتجاج على ترشيح السوداني إلى مرحلة تعطيل البرلمان في عملية تشكيل الحكومة. وتكمن أهمية هذه النقطة في أنه من المقرر أن يختار البرلمان العراقي في الجلسة المقبلة رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية.

وأشار فيصل النائلي إلى هذا الموضوع في مقابلة مع وكالة أنباء “الفرات نيوز” بقوله: “في الجلسة المقبلة للبرلمان العراقي والتي ستعقد باتفاق الكرد والسنة والشيعة سيُنتخب فيها رئيس الجمهورية وأيضاً محمد شياع السوداني مرشح الإطار التنسيقي رئيسا لوزراء العراق”.

بالنظر إلى هذه النقاط، هناك إمكانية لازدياد الصراعات السياسية والفوضى في الشوارع، والأهم من ذلك تعميم وتوسيع الاحتجاجات في كل العراق. وقال الأمين العام لحزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني صلاح الدين بهاء الدين إن الأحداث الجارية في العراق ستمتد إلى إقليم كردستان عاجلاً أم آجلاً.

وحاولت بعض وسائل الإعلام أن تربط إيران ووجود قائد فيلق القدس إسماعيل قآني بتحركات وأعمال شغب للتيار الصدري، لكنها قوبلت برد فعل بعض الشخصيات السياسية العراقية.

بعد هذا الأمر، علّق زعيم تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم في مقابلة مع قناة “بي بي سي” العربية على مسألة مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء والعلاقة مع إيران بالتالي: “لا يخفى على أحد أنّ بعض قوى الإطار التنسيقي مرتبطة بالجمهورية الإسلامية، وهم يقولون ذلك علنا ويفتخرون به، مثلما لدينا في العراق قوى تفتخر بعلاقاتها مع دول أخرى مثل تركيا ودول الخليج والدول العربية وغيرها”. وتابع: “بعض هذه العلاقات في مصلحة العراق، وبعضها يتعدى المصالح الوطنية. لذلك، يجب تقييم العلاقات بين جميع الأحزاب السياسية بنفس الطريقة”.

وردا على سؤال عما إذا كانت الاحتجاجات العراقية الأخيرة لها علاقة بزيارة إسماعيل قاآني للعراق، أكد زعيم الحكمة الوطنية العراقية أن “لا علاقة لهذه الزيارة بأي شكل من الأشكال بالاحتجاجات”. وأضاف الحكيم: “إنّ قآني يجعل أحياناً رحلاته علنية وأحياناً غير علنية لأسباب أمنية؛ لكن على أي حال، في هذه الأيام القليلة لم يتم القيام بأي رحلة تتعلق بالاحتجاجات”.

على الرغم من كل النقاط التي تم ذكرها، يبدو أن التيار الصدري مصرّ على الإجراءات التي اتخذها في الأسبوع الماضي، وكذلك الأحداث الأخرى مثل إقامة صلاة الجمعة الاحتجاجية في 15 تموز/ يوليو، وأيضا ما يتعلّق بإثارة جدل سياسي – إعلامي عن التسريب الصوتي المنسوب لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي. ويبدو أنّ الصدر يسعى إلى خلق أزمة سياسية واجتماعية واسعة النطاق للعراق، والتي يمكن أن تخلق مستقبلاً غامضاً لهذا البلد، لأنّ الكثيرين يعتقدون بأنّ زعيم التيار الصدري سيواصل أعماله التخريبية حتى يتم حل البرلمان الحالي وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ موقع “ايران دبلوماسي

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: