الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 أغسطس 2022 23:10
للمشاركة:

لتأمين ميزانية إيران العسكرية.. هل يكون تصدير الطائرات المسيرة بديلًا عن بيع النفط؟

أكد الكاتب الإيراني دانيال داوودي أنّ إيران لديها فرصة لبيع طائرات مسيّرة بقيمة يمكن أن تصل إلى 6.5 مليارات دولار خلال 6 سنوات، أي حتى عام 2028. وأضاف داوودي في تقرير له في وكالة "تسنيم" أنه إذا تمكنت إيران من إثبات تفوّق تكنولوجي لطائراتها المسيّرة، فمن المتوقع أن تحتل مكانة تركيا في السوق بحلول عام 2028 والاستحواذ على 25 ٪ من القيمة السوقية لهذا النوع من الطائرات.

وتابع داوودي: “إيران ستصدّر قريباً مئات عدة من الطائرات المسيّرة إلى روسيا. هذا ما صرح به جايك سوليفان – مستشار الأمن القومي الأميركي – في مؤتمر صحفي مساء الاثنين ٢٠ تموز /يوليو”. وذكّر الكاتب بأنه تم افتتاح مصنع أبابيل 2 لتصنيع المسيّرات الإيرانية الثلاثاء 17 أيار/ مايو في طاجيكستان، بحضور مسؤولي البلدين، كما تحدث الجنرال ماكنزي – قائد القيادة المركزية الأميركية – عن الطائرات المسلّحة المسيّرة الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تصنعها إيران، حيث قال: “هذه الطائرات تشكل تهديداً جديداً ومعقداً لقواتنا وشركائنا وحلفائنا، لأول مرة منذ الحرب الكورية، نعمل من دون تفوّق جوي كامل”.

قدرة تنافسية عالية

ونوّه داوودي إلى أنّ القيمة السوقية للطائرات العسكرية من دون طيار في العالم عام 2021 قُدِّرت بنحو 11.3 مليار دولار، لافتاً إلى أنّ التقديرات في هذا الإطار تتحدث عن 26.1 مليار دولار بحلول عام 2028، في حين استحوذت تركيا عام 2021 على أكثر من ثلاثة مليارات دولار من القيمة السوقية، أي أكثر من 25٪ من السوق في العام الماضي، في حين لا توجد معلومات عن قيمة صادرات إيران من المسيّرات.

واستطرد الكاتب الإيراني: “في وقت سابق، عندما باعت تركيا طائرات من دون طيّار للمتمردين الإثيوبيين، تمكّن الجيش الإثيوبي من تغيير التوازن لصالحه من خلال شراء طائرات مسيّرة إيرانية. وكذلك قبل بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، زوّدت تركيا كييف بمسيّرات وادّعت أنها من بين الأفضل في العالم، في حين أظهرت تجربة الروس في حرب أوكرانيا أنها ضعيفة للغاية”.

تفوّق على الأوروبيين

أكد داوودي أنّ إيران وتركيا تتمتعان بميزة نسبية على الأوروبيين في إنتاج المسيّرات، حيث يمكنهما إنتاج هذا المسيرات بتكلفة أقل بكثير، لذلك، فإن لهما اليد العليا في سوق البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض. واستطرد الكاتب: “يُظهر بناء خط إنتاج في فنزويلا وطاجيكستان وخطة تصدير مئات الطائرات من دون طيار إلى روسيا أن رقم 6.5 مليارات دولار ليس بعيد المنال، وهو يعادل تقريباً إجمال صادرات إيران إلى تركيا عام 1400 هجري. لذلك، فإن تصدير الطائرات المسيّرة يمكن أن يحقق مكاسب كبيرة للاقتصاد الإيراني وتحسين العملة الإيرانية”.

تحقيق الدخل المباشر وغير المباشر

ورأى داوودي أنّ بيع الطائرات المسيّرة والأسلحة بشكل عام له آثار إيجابية غير مباشرة على الاقتصاد الإيراني. على سبيل المثال، أدى إطلاق خط إنتاج الطائرات من دون طيار في طاجيكستان، بالإضافة إلى تحقيق الدخل الاقتصادي، إلى تحقيق هدفين آخرين، الأول هو تقوية هذا البلد لمواجهة الخطر المحتمل لحركة “طالبان” في المستقبل، والآخر هو طمأنة طاجيكستان من أنّ إيران لا تسعى إلى دعم اي انقلاب داخل أراضيها.موضحًا أن بناء الثقة في الأمن من الممكن أن يكون الأساس لتعزيز التعاون الاقتصادي، حيث كان حجم التجارة بين البلدين 55 مليون دولار في عام 2020، بينما وصل هذا الرقم إلى 121 مليون دولار في عام 2021. ويبدو أنه هذا العام، وفق داوودي، بعد تشغيل خط إنتاج الطائرات المسيّرة الإيرانية في هذا البلد، فإن تعزيز الثقة بين البلدين الجارين سيؤدي إلى استمرار نمو التجارة الثنائية.

وخلص داوودي في تقريره إلى أنه يمكن لإيران من خلال التركيز على ميزتها التكنولوجية في صناعة الطائرات المسيّرة الحصول على جزء كبير من الميزانية اللازمة لضمان أمنها في المنطقة وتقليل اعتماد الميزانية العسكرية على النفط.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: