الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 يوليو 2022 22:08
للمشاركة:

خلافات خطيرة وآراء متباينة.. هذا ما أخفته القمة الثلاثية في طهران

اعتبر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، ومركزه تل أبيب، أنّ القمة الثلاثية الأخيرة التي جمعت رؤساء إيران وروسيا وتركيا في طهران، هدفت إلى تقديم جبهة موحدة ضد الغرب الذي يفرض عقوبات متفاوتة على الدول الثلاث، معتبرةً أنّ هناك خلافات خطيرة بين طهران وموسكو وأنقرة، على الرغم من الصور الودية والمصافحات الحارة التي نُشرت صورها بعد القمة.

وبرأي المعهد، فإنّ المنافسة بين هذه الأطراف الثلاثة لا تقل عن الشراكة بينها، مشككاً بما إذا كان اجتماع القادة الثلاث سيؤدي إلى أي مكاسب جوهرية.

ولاحظ المعهد أنّ زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران هي الأولى لهما منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، حيث قدم هذا اللقاء لهذه الأطراف الفرصة لإثبات الشراكة بينها ضد الغرب ومناقشة التحديات التي تواجهها محلياً ودولياً.

وجاء في المقال الذي نشره موقع المعهد أنّ طهران رأت في زيارة بوتين فرصة لتوسيع التعاون مع روسيا ضمن سياستها القاضية “بالتطلّع نحو الشرق”، والتي اتبعتها القيادة الإيرانية خلال السنوات الماضية ردًا على عزلتها، حيث ذكرت الصحافة الإيرانية خلال الزيارة إنّ شركة الطاقة الوطنية الإيرانية وقعت اتفاقية تاريخية بقيمة 40 مليار دولار مع شرط الغاز الحكومية الروسية “غازبروم” للاستثمار المشترك في مشاريع نفط وغاز.

وتابع المقال: “مع ذلك، من المشكوك فيه بشدة أن تكون روسيا قادرة في الوقت الحاضر على استثمار مثل هذه المبالغ الكبير في تطوير حقول النفط والغاز في إيران”.

ورأى المعهد أنّ إيران وروسيا لا تزالان متنافستان أكثر من كونهما شريكتان في مجال الطاقة، خاصة أنه بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا تعرّضت مبيعات النفط الخام الإيراني إلى الصين لضربة شديدة بسبب بيع النفط الروسي منخفض السعر.

وفي نفس الإطار، لفت المعهد إلى أنّ مستويات التجارة بين روسيا وإيران ليست عالية جدًا، رغم ارتفاع قيمة هذه التجارة عام 2021 إلى أربعة مليارات دولار، وهو ما لا يزال يُعتبر مستوى منخفضًا، حيث تتركز الأعمال التجارية بشكل أساسي على المنتجات الغذائية، خاصة لجهة تصدير القمح الروسي إلى إيران.

من جهة أخرى، لفت المعهد إلى أنّ الأزمة الأوكرانية أعطت إيران فرصة لتعميق تعاونها العسكري مع موسكو، مرجحةً أن تكون قد عُقدت مناقشات عسكرية خلال الزيارة، حيث أنّ أحد أعضاء الوفد الروسي الذي رافق بوتين هو رئيس فرع المخابرات الرئيسي للقوات المسلّحة الروسية.

على صعيد آخر، يعكس الاجتماع الثلاثي في طهران مصلحة إيرانية – روسية في ثني تركيا عن إطلاق عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، وفق المعهد، الذي أشار إلى أنّ إيران تخشى من أن تؤدي عملية عسكرية تركية إضافية إلى تقويض سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد وتوسيع الوجود العسكري التركي في المنطقة المحيطة بتل رفعت في الضاحية الشمالية لمحافظة حلب المتاخمة لمدينتي نبّل والزهراء القريبتين من إيران.

إضافة إلى ذلك، تحدث المعهد عن اختلاف بين الروس والإيرانيين يتعلّق بالنشاط الإسرائيلي في سوريا، حيث لم يذكر البيان الرسمي المتعلق بالقمة الثلاثية الصادر عن الكرملين الهجمات الإسرائيلية في سوريا، رغم إثارة إيران هذا الموضوع ومطالبتها بوقف الأنشطة الإسرائيلية هناك، بحسب ما نقل المعهد.

أما من وجهة النظر التركية، كما أورد المقال، فقد عُقدت القمة على خلفية التوترات المتزايدة بين أنقرة وطهران بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك التنافس على النفوذ في القوقاز والعراق، بالإضافة إلى الخلافات بشأن الموارد المائية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: