الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 يوليو 2022 22:12
للمشاركة:

وسط التحولات الإستراتيجية في المنطقة.. هل تعود العلاقات بين إيران ومصر؟

رأى المحلل السياسي الإيراني حميد خوش آيند، في مقال له في النشرة الإعلامية الصادرة عن الإدارة السياسية بمكتب القائد الأعلى علي خامنئي في الحرس الثوري، أنّ انخفاض مستوى الخلافات بين طهران والرياض يؤثر على العلاقات الإيرانية المصرية، مشيرًا إلى أنّ المحادثات بين إيران ومصر خالية إلى حد ما من العقبات والاعتبارات التي تقف في طريق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية.

في ما يلي ترجمة المقال من “جاده إيران”:

لقد مضى أكثر من 43 عامًا على إنهاء العلاقات بين إيران ومصر. وكان دعم الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات للشاه محمد رضا بهلوي ومعارضته للثورة الإسلامية في إيران، بالإضافة إلى إبرام ما يسمى باتفاق “كامب ديفيد” ثلاث قضايا مهمة تسببت في قطع العلاقة بين البلدين عام 1979.

في هذا السياق، نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر مصرية قولها إنه جرت مؤخرًا اتصالات على مستوى المخابرات بين مسؤولين إيرانيين ومصريين بحثوا خلالها قضايا تتعلّق بأمن المنطقة.

وأكد مسؤولون مصريون لنظرائهم الإيرانيين معارضتهم أي مساس بالأمن الإيراني في ظل ما يحصل بين طهران وتل أبيب، كما رفضت القاهرة الانضمام إلى المخططات العسكرية المناهضة لإيران في الفترة الماضية.

بناء على تطورات المنطقة، تحتل دول الجوار والدول الإسلامية مكانة خاصة في السياسة الخارجية لإيران. وعلى الرغم من أن مصر لا تُعتبر من الدول المجاورة، إلا أنها من الدول العربية والإسلامية المهمة التي حُرمت من العلاقات الطبيعية والفرص التي يمكن أن تتاح لها مع إيران منذ سنوات.

وبالطبع، إيران تدرك أهمية مصر جيدًا ولا تنظر إلى هذا البلد ماديًا وثقافيًا وسياسيًا وإستراتيجيًا فقط، حيث أنّ مصر تمثل ممرًا مهمًا لتوسيع تعاون إيران مع الدول الإفريقية. كما أن 6000 عام من الحضارة، وماض مجيد، وعدد سكان كبير، وموقع جيوسياسي خاص، وقيمة إستراتيجية عالية، وأيضًا تاريخ النضالات ضد الاستعمار، كل هذه تعد بعض الخصائص البارزة للمصريين.

وليس من المناسب لدولة كبيرة مثل مصر أن تعدّل سياستها الخارجية والإقليمية بحسب مواقف وآراء دول الخليج، والتي لديها عدد سكان أقل من عدد سكان مقاطعة مصرية واحدة، وأن تنفصل عن بلد مثل إيران وهو من مستواها على الصعيد التاريخي. فإن العامل الأهم الذي فرّق بين البلدين على مدى 43 عامًا الماضية وأضعف مكانة مصر التقليدية والإستراتيجية بين الدول العربية والإسلامية هو تأثر القاهرة بالسياسات الأميركية الإقليمية.

لذا، فإستراتيجيًا، يُعتبر بدء المحادثات والتعاون مع الدول العربية، بما في ذلك السعودية ومصر، بالإضافة إلى الفرص التي تتاح من خلال توسيع مساحة التفاعل لأطراف الحوار، نموذجًا مناسبًا وقابلًا للتطبيق، وأيضًا رادعًا مهمًا ضد تكثيف التوجهات والترتيبات الأمنية و”عسكرة” المنطقة على أيدي الولايات المتحدة وإسرائيل.

وإن كان انخفاض مستوى الخلافات بين طهران والرياض يؤثر أيضًا على العلاقات الإيرانية – المصرية، إلا أنّ المحادثات بين إيران ومصر خالية إلى حد ما من العقبات والاعتبارات التي تقف في طريق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية. فإذا كانت هناك “الإرادة الضرورية” من الجانب المصري، يمكن للبلدين استئناف علاقاتهما في المستقبل القريب.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: