الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 يوليو 2022 08:47
للمشاركة:

في مقال بمجلّة “تايم” الأميركية.. إيهود باراك: إيران تستطيع أن تصبح قوة نووية وفات الأوان لإيقافها

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك أنّ الجهود المبذولة لمنع إيران من التحوّل إلى قوة نووية هي اليوم في أدنى مستوياتها على الإطلاق، مضيفاً أنها تتجه نحو الفشل.






وفي مقال له في مجلّة “تايم” الأميركية، اعتبر باراك أنّ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 سمح لإيران بإضفاء الشرعية على “زحفها المستمر” نحو العتبة النووية، أي امتلاك ما يكفي من التخصيب العالي لصنع قنبلة نووية.


وعلّق باراك الذي شغل في السابق أيضًا منصب وزير دفاع إسرائيل على هذا الأمر بالقول: “عام 2018، كانوا على بعد نحو 17 شهراً من هذه العتبة. اليوم هم على الأرجح على بعد 17 يوماً فقط. حان الوقت الآن لمواجهة الواقع”.


باراك لاحظ أنّ إيران تحوّلت من دولة كُلِّفت روسيا بمراقبتها، إلى دولة تزوّد روسيا بطائرات مسيّرة مسلّحة، لافتاً إلى أنّ إعادة إحياء الاتفاق النووي في هذه المرحلة سيكون مفيداً للولايات المتحدة لأنه يوفر لها “مظلّة إنكار” للاحتياجات المحلية، ويجنّبها حقائق أكثر قسوة، بينما يسمح للإيرانيين بإبقاء العقوبات عند أدنى مستوى ممكن.


رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق قال إنّ إيران ستتحوّل إلى دولة نووية هذا الصيف، مضيفاً أنها ستحتاج من 18 إلى 24 شهراً لصقل مهاراتها في معالجة اليورانيوم المعدني وتعبئته في رأس حربي صاروخي.


وبرأي باراك، قد يكون من الجيّد أنّ علماء الدين الحاكمين في إيران سيتظاهرون بعدم امتلاك سلاح نووي حتى لو أصبحت بلادهم دولة عتبة نووية، وسيحافظون على انضمامهم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية NPT من أجل تجنّب عقوبات أشد، لكنّ هذا الأمر لن يغيّر الواقع، على حد تعبيره.


وشدد باراك على أنّ الوصول إلى دولة عتبة نووية كان طموح النظام الإيراني طوال الوقت، معتبراً أنّ طهران سارت بنجاح على خطى كوريا الشمالية وباكستان، اللتين تحدتا العالم كله وتحوّلتا إلى دولتين نوويتين، كما تجنّبت الإنهاء القسري للبرامج النووية في ليبيا وجنوب أفريقيا، ومصير البرنامجين العراقي والسوري اللذين دمرتهما الغارات الجوية الإسرائيلية الجراحية عامي 1981 و2007، كما أورد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق.


وتابع باراك: “لأسباب غير قابلة للتفسير، بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2018، لم يعد للولايات المتحدة ولا لإسرائيل خطة “ب” عسكرية متاحة، أي هجوم قادر على تأخير البرنامج الإيراني لسنوات على الأقل”.


ويسخر باراك من الكلام عن القدرة على إيقاف إيران الآن عن صنع سلاح نووي، حيث يلفت إلى أنّ المرحلة الأخيرة في برنامج إيران النووي لصنع سلاح تتطلّب مساحات أصغر، “ربما في أنفاق عميقة جداً بعيدة عن متناول أي سلاح”


وهنا يقول: “حتى لو كان لديك ذكاء ممتاز، وهو ليس الحال دائماً، وكنت تعرف في الوقت الفعلي ماذا يحدث، فقد تجد بالفعل أنه لا يمكنك فعل الكثير حيال ذلك. لقد حدث ذلك للولايات المتحدة أكثر من مرة، بما يتعلق بكوريا الشمالية”.


وحسب باراك: “لا يزال هناك مجال أمام الولايات المتحدة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، من خلال إنذار دبلوماسي مدعوم بتهديد موثوق، متمنّياً أن يحدث ذلك”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: