الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 يوليو 2022 19:10
للمشاركة:

في حال عدم إحياء الاتفاق النووي.. هل ستخسر إيران كثيرًا؟

قال الكاتبان المتخصصان في شؤون الشرق الأوسط اسفنديار باتمانغليج وإيللي جيرانمايه إنّ الاتفاق النووي الإيراني قد يكون اقترب من نهايته في الذكرى السابعة لتوقيعه، حيث أنّ العملية على وشك الانهيار رغم مرور عام من المحادثات التي بدأت في فيينا.

وفي مقال لهما في مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، أكد الكاتبان أنّ كل الأطراف المعنية ستخسر في حال عدم التوصل لاتفاق، كما أنّ هذا الوضع يدفع باتجاه التصعيد العسكري في منطقة تلعب دوراً حاسماً في أزمة الطاقة العالمية التي أثارتها الحرب في أوكرانيا، لكنّ المخاطر بالنسبة لإيران أكبر، على حد تعبير الكاتبين.

باتمانغليج وجيرانمايه ذكّرا بأنّ الشهر الماضي شهد فشلاً للمفاوضين بكسر الجمود في الدوحة، مشيرين إلى أنّ إيران حاولت إعادة فتح الدورة الجديدة بشروط تمّت تسويتها في شباط/ فبراير الماضي.

ووفق الكتابين، يوجد إجماع في واشنطن والعواصم الغربية على أنّ قادة إيران يكسبون الوقت، أو أنّ هؤلاء القادة يحتاجون لمزيد من الوقت للتوصل إلى إجماع في طهران بشأن ما إذا كان الأمر يستحق التراجع عن البرنامج النووي للبلاد من أجل صفقة قد تستمر للفترة المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتابعا: “تراجعت إيران بشأن استعادة الاتفاق النووي إلى حد كبير لأنّ الإدارة الأميركية لا تستطيع ضمان استمرار الاتفاق لفترة أطول من الولاية الرئاسية. أظهر دونالد ترامب مدى سهولة الانسحاب، مما أدى إلى تدمير الاتفاقية. وتفاقمت المخاوف الإيرانية بشأن استمرارية الصفقة لأنّ بايدن أبقى على عقوبات الضغط القصوى التي فرضها سلفه”.

ورأى باتمانغليج جيرانمايه أنّ خروجاً أميركياً آخر من الاتفاق يبقى محتملاً بالنظر إلى فرص تنصيب رئيس جمهوري جديد للولايات المتحدة عام 2025، مضيفين أنه رغم ذلك هناك سيناريو واحد فقط مؤكد: إذا انهارت المحادثات النووية الآن، فإنّ العواقب السياسية والأمنية والاقتصادية لإيران ستكون سلبية للغاية.

وأكملا: “ستكون الفوائد الاقتصادية لصفقة متجددة لإيران فورية. إذا تم رفع العقوبات الثانوية الأميركية، فسترتفع صادرات إيران النفطية بنحو مليون برميل يومياً. حتى لو افترضنا أنّ سعر النفط انخفض إلى 80 دولاراً أمام زيادة العرض وضعف الطلب، فستكسب إيران 80 مليون دولاراً إضافية من عائدات النفط كل يوم”.

ونصح الكاتبان في مقالهما صانعي السياسية الذين يديرون إيران أن يأخذوا بعين الاعتبار الإمكانات الاقتصادية طويلة الأمد لإيران وكيف سيتم تبديد هذه الإمكانات إذا ظلّت العقوبات سارية المفعول.

على سبيل المثال، أشار الكاتبان إلى أنّ آثار قلة الاستثمار ونقص نقل التكنولوجيا باتت أكثر وضوحاً في السيارات القديمة والحافلات والقطارات والطائرات التي تنقل الإيرانيين في جميع أنحاء بلادهم، لافتين إلى أنّ أي آلة جديدة منتجة محلياً تعتمد على تصميمات قديمة.

ووافق باتمانغليج جيرانمايه على فكرة تمكّن الاقتصاد الإيراني من مقاومة العقوبات الاقتصادية حتى الآن، ووصفا الأمر بالإنجاز الذي أنقذ الشعب الإيراني من الحرمان الكبير، مشددين على أنه في حين لم ينهَرْ هذا الاقتصاد بعد، إلا أنّ التشققات داخله تتكاثر.

وربطت الكاتبان بين التهديدات الإيرانية الأخيرة عن قدرتها على صنع قنبلة نووية والاستراتيجية التي استخدمتها باكستان في التسعينيات في المواجهة مع الهند، على الرغم من الضغوط الواسعة في ذلك الوقت من الغرب، حيث يجادل البعض في إيران إنه تماماً مثل باكستان سيضطر الغرب في النهاية إلى قبولها واحترامها كقوة نووية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: