الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة22 يوليو 2022 21:55
للمشاركة:

بعد محادثات الدوحة.. لماذا تتصاعد التوترات مع إيران؟

لاحظت مجلّة "الناشيونال إنترست" الأميركية أنّ إيران كانت أكثر إيجابية بعد جولة المحادثات الأخيرة التي جرت في الدوحة أواخر الشهر الماضي بشأن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة، حيث عبّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن تصميم بلاده على مواصلة التفاوض حتى يتم التوصل لاتفاق واقعي، في حين اعتبر المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي أنّ جولة الدوحة مثّلت فرصة ضائعة.

وبرأي المجلّة، تعكس “تجارب الدوحة” المتناقضة كيفية إدراك الأطراف المعنية للبيئة الجيوسياسية الأوسع التي تجري فيها مفاوضات الصفقة النووية، والقيود المحلية الخاصة بهذه الأطراف.

وأشارت “الناشيونال إنترسنت” إلى أنّ الدراسة الدقيقة للحجج والتصريحات من قبل الأطراف خلال الأسابيع القليلة الماضية – خاصة بعد محادثات الدوحة – تؤدي إلى فرضية أنّ القادة الإيرانيين يرون أنفسهم أصحاب اليد العليا لأنّ الغرب يحتاج إلى صفقة أكثر من طهران، كما يشعر الإيرانيون بأنّهم قادرون على طلب تنازلات تتجاوز النسخة الأصلية للاتفاق النووي.

ووفق المجلّة الأميركية، تستند وجهة النظر الإيرانية إلى قناعتين أساسيتين: الأولى، أنّ الحرب في أوكرانيا تدفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تجنّب صراع آخر يمكن أن يتحوّل بسرعة إلى حرب إقليمية، والثانية، حاجة أوروبا الماسة إلى بدائل النفط والغاز الروسيين.

وفي هذا الإطار، لفتت “الناشيونال إنترست” إلى تصريح لمستشار فريق التفاوض الإيراني محمد مرندي أكد فيه أنّ الأميركيين والأوروبيين يتعرّضون لضغوط كبيرة بسبب كورونا والأزمة في أوكرانيا، وأنهم بحاجة للتوصل إلى اتفاق مع إيران. وأضاف: “لو كان القرار متروكًا للأوروبيين، فسيكون هناك اتفاق بالتأكيد”.

المجلّة استنتجت بأنه نتيجة لهذه الاعتقادات، أصرّت طهران على ضمانات بألا تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مرة أخرى، وأن تزيل الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وتابعت “الناشيونال إنترست”: “باختصار، تعتقد إيران بأنّ الصبر سيضمن في النهاية أن تصل ضغوط الصراع والطاقة على الاتحاد الأوروبي إلى نقطة التنازل. وهذا يساعد بتفسير تقييم إيران الإيجابي لمحادثات الدوحة واستعدادها لمواصلة الحديث. إنها تستشعر بأنّ هناك صفقة أفضل معروضة. وفي الوقت نفسه، تواصل إحراز تقدم بأن تصبح دولة عتبة نووية”.

وعبّرت المجلّة عن بعض الشكوك حيال النظرة الإيرانية، إن لجهة اعتبار الإيرانيين أنّ الأوروبيين قادرون على تقريب الأميركيين من التوصل لصفقة، أو لجهة الظن بأنّ حربًا إقليمية في الشرق الأوسط ستكون أكثر تأثيرًا على بروكسل من طهران.

ونوّهت “الناشيونال إنترست” إلى أنّ الأطراف الرئيسية في الصفقة النووية تتحدث عن السلام، لكنها تستعد للصراع، مؤكدة أنّ الحرب المباشرة والواسعة النطاق في الشرق الأوسط ليست في مصلحة أحد، باستثناء إسرائيل.

وهنا شددت المجلّة على أنه من دون الدعم الأميركي العلني لعمل عسكري ضد إيران، لا يمكن لإسرائيل أن تتصرّف بشكل حاسم، مضيفةً أنّ دعمًا علنيًا أميركيًا سيُشعل حربًا مباشرة بنتائج غير مؤكدة، فضلًا عن تسريع وتيرة برنامج إيران النووي.

وخَلُصَت “الناشيونال إنترست” إلى أنّ نتيجة كل ذلك، فقد دخلنا بالفعل في سيناريو غير رسمي لعدم وجود صفقة ما لم يحدث تنازل كبير، في حين يظل من المناسب للأطراف المعنية الاستمرار بالحديث إلى ما بعد الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة على الأقل.

وحددت المجلّة الهدف من وراء هذه المحادثات بـ”دعم الوهم القائل إنّ الصفقة لا تزال ممكنة”، مما يُغني واشنطن عن النظر في دعم العمل العسكري الإسرائيلي المباشر ويمنع فشل سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل الانتخابات الداخلية، كما يسمح إيران بمواصلة العمل على برنامجها النووي.

ورجحت “الناشيونال إنترست” أن يستمرّ الصراع بعد الخريف على مستوى منخفض عبر سوريا، العراق ودول الخليج العربية، بالإضافة إلى استمرار حرب الظل بين إيران وإسرائيل، محذّرة من أنه بهذا التاريخ تصبح إيران دولة عتبة نووية، مما سيقيّد عملًا عسكريًا إسرائيليًا مباشرًا ضدها.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: