الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 يوليو 2022 19:48
للمشاركة:

بين عقوبات مجلس الأمن والقنبلة النووية.. هل تعيش مباحثات إيران والقوى الدولية أيامها الأخيرة؟

تتلبّد أجواء المباحثات النووية الإيرانية مرة جديدة، بعد جولة وُصفت بـ"الفاشلة" في العاصمة القطرية الدوحة، رغم أجواء إيجابية سبقتها حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إيران والغرب.

واتهمت واشنطن طهران بأنها قدمت طلبات “غير ذات صلة بالاتفاق النووي”، في ما يرجح أن يكون إشارة الى طلب رفع اسم الحرس الثوري من قائمة واشنطن للمنظمات “الإرهابية” الأجنبية.

في المقابل، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن بلاده لم تقدم سوى طلبات “منطقية” خلال المباحثات المتعثرة مع القوى الكبرى بشأن إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي.

“مضيعة للوقت”

في هذا السياق، نقل مدير برنامج إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ عن مسؤول أميركي كان حاضرًا في اجتماع الدوحة، أن “هذه الجولة من المحادثات كانت مضيعة للوقت، وأن الجانب الإيراني قدم مطالب غير واقعية”.

وأوضح واعظ، خلال جلسة حوار نظمها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن هذه المطالب تتمثل في “ضمان عدم انسحاب أي إدارة أميركية مستقبلًا من الاتفاق أو ضمان عدم معاقبة الأوروبيين لتجارتهم مع إيران، إضافة لشطب الحرس الثوري الإيراني”.

من جهتها، أوضحت الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلي غرانمايه أنه “بعد رحلة مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى طهران، كان الأوروبيون يأملون في تحقيق نتيجة في الدوحة، لكن الإيرانيين فتحوا القضايا التي سبق إغلاقها، ولم يكن هذا مفيدًا”.

ورأت غرانمايه، خلال الجلسة نفسها، أن “تبادل الرسائل في الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين بعد اجتماع الدوحة سيكون حاسمًا”، مضيفة: “إذا أراد الإيرانيون الاتفاق مع الرئيس الأميركي جو بايدن، فالطريق واضح، لكن إذا أرادوا الاستمرار في الموقف الحالي وكسب الوقت، فإن صبر الأوروبيين سينفد، وقد تبدأ جولة جديدة من الضغوطات على الجمهورية الإسلامية”.

وفي موضوع إزالة الحرس الثوري من لائحة العقوبات، استبعد الأستاذ المحاضر في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة ولي نصر أن يزيله بايدن من قائمة المنظمات الإرهابية، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات النصفية في واشنطن.

وقال: “يبدو أن هناك انقسامًا في الداخل الإيراني، فهناك جزء يصر على بند الحرس الثوري، بينما جزء آخر لا يريد التضحية بالاتفاق النووي من أجل ذلك”.

تفاصيل القضايا العالقة

أما فيما يخص القضايا العالقة بين إيران وأميركا، فشرح الأستاذ المحاضر في جامعة برينستون بالولايات المتحدة الأميركية حسين موسويان أنه عند وصول كبير المفاوضين الإيرانيين في الحكومة الجديد علي باقري كني إلى طاولة المفاوضات في تشرين الأول/ نوفمبر 2021، كانت هناك ثلاث قضايا مهمة متبقية.

وقال: “المسألة الأولى كانت ضمان عدم انسحاب أميركا من خطة العمل الشاملة المشتركة مرة أخرى، وإزالة 1500 عقوبة كانت مفروضة على إيران في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، إضافة للتحقق من إلغاء العقوبات”.

وأضاف: “في آذار/ مارس 2022، بعد المرونة التي أبدتها طهران، تم التوصل إلى اتفاق برفع ثلثي عقوبات ترامب، إضافة للتحقق من رفعها، دون حل أزمة ضمانة عدم مغادرة أي إدارة أميركية مقبلة من الاتفاق”.

وتابع قائلًا: “عندما توقفت المفاوضات بعدها لـ3 أشهر، رأت إيران أنها قدمت الكثير من المرونة، لذا طالبت بشطب الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية مقابل قبول عدم ضمان واشنطن لعدم خروج أي إدارة مستقبلية من الاتفاق، إضافة لتعهد بايدن بعدم فرض أي عقوبات جديدة ولو خسر الديمقراطيون في الانتخابات النصفية، إلا أن الولايات المتحدة رفضت ذلك. لذا تعثرت المباحثات في الدوحة”.

تعليقًا على ذلك، رأى واعظ أن كل أطراف الاتفاق النووي ترى أن مكتسباتها من أي اتفاق هي أقل بكثير مما ستعطيه، خصوصًا أن بعض المهل الموضوعة في الخطة السابقة قد مضى الوقت عليها، لكنه استدرك قائلًا: “رغم هذا الواقع، لا يوجد أي بديل اليوم عن هذه الخطة، لذا على واشنطن وطهران إيجاد الحل”.

ووافقه الرأي الباحث الإيراني الأصل ولي نصر، لافتًا إلى أنه في غياب أي اتفاق، ستسعى إسرائيل إلى مواجهة إيران بعمليات عسكرية، ما سيلحقها مواجهة ستكون أميركا طرفًا فيها، مضيفًا: “إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة سيعيد فتح التجارة والدبلوماسية بين إيران وجيرانها العرب، ما يجنّب المنطقة أي صراعات”.

وقال: “إذا فشلت خطة العمل الشاملة المشتركة، سيزداد خطر نشوب صراع مع إيران”.

بدورها، رأت غرانمايه أن “خطة العمل المشتركة الشاملة المشتركة لا تزال الخيار الأفضل، لذا ستقوم أوروبا بمحاولتها الأخيرة”، مشيرة إلى أن “بايدن في حالة ضعف داخلي ولا يمكنه تقديم المزيد من التنازلات لإيران، لكن في ظل رفض طلب إيران بإزالة الحرس الثوري من لائحة المنظمات الإرهابية، ما الذي يمكن تقديمه اليوم بطهران؟”.

بناء على ما سبق، أشار موسويان إلى أنه في حال فشل المباحثات النووية، فإن السيناريوهات المتوقعة عديدة، لافتًا إلى أنه إذا حصل ذلك، “فقد يُحال الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، ما سيدفع إيران إلى تعليق تنفيذ معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وستبدأ بصنع قنبلتها النووية”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: