الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 فبراير 2019 15:37
للمشاركة:

بين الصفحات الإيرانية: استقالة ظريف… أبعد من الصدمة

ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟

جاده إيران- محمد علي

ردود أفعالٍ واسعة لاقتها استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد ساعات من الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، ولقائه المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.

نفي دوائر رئاسية قبول روحاني الاستقالة، ترجمه الأخير في تصريحاته.
فقد أكد روحاني أنّ زيارة الأسد لطهران هدفها توجيه الشكر إلى إيران لدعمها سوريا والإشادة بوزارة الخارجية. وفيما ربطت غالبيّة التحليلات بين الزيارة والاستقالة، رفضها مدير تحرير صحيفة “طهران تايمز” محمد قادري، حيث غرّد على “تويتر” قائلًا: “إنّ وزارة الخارجيّة كانت على علمٍ منذ شهر بزيارة الرئيس السوري”. قادري ردّ استقالة ظريف إلى سببين هما: “الخلافات بين ظريف وروحاني، وتدّخلات مدير مكتب روحاني محمود واعظي في شؤون السياسة الخارجية منذ نحو 6 أشهر”. كما برز نفي قادري وجود أيّ مشكلة بين ظريف وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني.
قادري تناول أيضاً “انفعالية قرار ظريف”، وخلص إلى أنّ القرار كان وليد اللحظة وغير مخطّط له. هكذا أيضًا علّلت وكالة “فارس” المقرّبة من التيار الأصوليّ استقالة ظريف، فأشارت إلى أنّ “قراره كان انفعالياً بسبب نفسيته الحساسة، التي تدفعه لاتخاذ قرارات مندفعة أحيانًا”. كما نقلت “فارس” عن مصدرٍ وصفته بالمطّلع حديثه عن “انعدام التنسيق الداخلي في مؤسسة رئاسة الجمهورية، وأنَّ عدم إعلام ظريف بزيارة الأسد كان سبباً في استقالة وزير الخارجية”. ورجّحت الوكالة عودة ظريف إلى الحكومة، خصوصًا أنّه لم يقدّم استقالته رسميًّا بل عبر حسابه على موقع انستغرام.

التيار الإصلاحيّ كانت له الحصّة الأكبر في الدفاع عن ظريف. البرلمانيّ الإصلاحي إلياس حضرتي، طالب الرئيس الإيراني برفض استقالة ظريف، ولمّح إلى أنّ ظريف لم يكن على علم بزيارة الأسد لطهران، في حديث لوكالة “إيلنا”.
النائب الثاني لرئيس البرلمان علي مطهري، أكد أنّ تدخلات “جهات غير مسؤولة في السياسة الخارجية دفعت ظريف لتقديم استقالته”، كما دعا روحاني إلى الصمود أمام الضغوط الممارسة عليه، وانتقد “عدم تمتّع وزير الخارجيّة بالاستقلالية الكافية ضمن عمله في الوزارة”.
المحلّلة السياسية الإصلاحية الهه كولائي جدّدت انتقاد التدخلات في عمل الخارجية والضغوط التي تمارس على ظريف، وقالت في تغريدة: “إنّ استقالة ظريف تشير إلى أنّ السياسة الخارجية استكمال للسياسة الداخلية. التيار القوي في الداخل الذي لا يأخذ صوت الشعب في الاعتبار، ستزيد جهوده في هذا الاتجاه”.
أمّا المسؤول الحكومي الإصلاحي السابق عبدالله رمضان زاده غرّد فقد اعتبر أنّ الاستقالة جاءت في موعدها، وأنّ تدخلات الآخرين غير المسؤولة في العلاقات الخارجيّة تهدّد المصالح الوطنية. ودعا رمضان زاده ظريف إلى أن تكون عودته مشروطة بأن يكون هو المقرّر الأساسيّ في السياسة الخارجية.
وبحسب الصحافي حسين درخشان فإن ترددات استقالة ظريف قد تنتهي ربما بثلاثة إنجازات مهمّة هي: “العودة عن الاستقالة بدعم محكم وضمانة من المرشد، تنحية محمود واعظي، والدعم الصريح من المرشد لإقرار لوائح FATF ثم إقرارها رسميًّا”.
قسمٌ من المحلّلين استبعد أن تؤدي استقالة ظريف إلى تغيّر ملموس في العلاقات الخارجية والاقتصاد الإيرانيّين، وحصرت تداعيات بالصدمة النفسيّة في إيران على المدى القصير فضلًا عن ركود محدود في بعض الأسواق.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: