الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 فبراير 2019 15:10
للمشاركة:

شبابيك إيرانية/ شباك الاثنين: الترف بمرمى الصحافة والكوميديا في مصيدة التجار

ما الذي جاءت به الصحافة الإيرانية اجتماعياً ثقافياً؟

جاده إيران- ديانا محمود

بينما يعيش عددٌ كبير من الفقراء ومتوسطي الدخل في إيران أوضاعاً اقتصاديةً صعبة، يستمر الأغنياء بمظاهر ترفهم، ما يوسع الهوّة بين الطبقات الاجتماعية الشعبية ويثير انتقاد الصحافة أكثر فأكثر، إذ تتجه الأنظار اليوم نحو الأثرياء وأبناء المسؤولين الذين ينفون بدورهم وجود هذه المظاهر في محاولة لإسكات الجياع، ومن يتربصون بأصحاب الصور التي تُنشر على الانستغرام، وهو الموقع الذي يوصف بأنه يكشف حقيقة الكل في إيران.
وأتى تصريح رئيس غرفة صالات الأفراح خسرو ابراهيم نيا عبر وكالة “تسنيم” ليؤكد عدم صحة ما يشاع عن وجود مظاهر الترف والإسراف في بعض صالات طهران، وجاء ذلك بعد انتشار صور لحفلات مختلطة، قُدّمت فيها أرقى أنواع الأطعمة البحرية، وبحسب ابراهيم نيا، فإنّ الجهات المعنية تتعامل بحزم مع أي اختلاط بين الرجال والنساء في الصالات المخصصة للأعراس.
لكنّه بذات الوقت لم ينف وجود هذه المظاهر في بعض مناطق كرج وشهريار ولواسانات القريبة من العاصمة طهران.
وفي سياق متصل، سلّطت صحيفة “ايران” الحكومية الضوء على الرحلات الباهظة التي ستنظمها بعض الشركات السياحية الإيرانية نحو مناطق كأفريقيا والصين واليابان وأستراليا خلال عطلة عيد النوروز التي تبدأ في شهر مارس/آذار المقبل، ووفق التقرير فإنّ انخفاض سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية يشكّل سبباً رئيسياً لارتفاع أسعار الرحلات السياحية الخارجية، لذلك يتوقع الخبير في القطاع السياحي محمد علي مستوفي تراجع معدلات سفر الإيرانيين خارج البلاد بنسبة 90%، بينما يوجد 10% من الإيرانيين الأغنياء سيكونون قادرين على السفر، حيث تصل تكلفة بعض الرحلات لنحو 100 مليون تومان أي ما يقارب 7 آلاف دولار، وأشار مستوفي إلى أن تركيا ستبقى خيارا لفئة من الأغنياء في ظل تقارب أسعار صرف العملات المحلية بين البلدين.

شبابيك إيرانية/ شباك الاثنين: الترف بمرمى الصحافة والكوميديا في مصيدة التجار 1

تصريف العملة يدخل أجانب للسجن
اعتقلت الشرطة المحلية في طهران طالبين أجنبيين أثناء محاولتهما تصريف كميّة من نقودهما للتومان الإيراني، وحسب وكالة “ايسنا” فإن رئيس جامعة طهران محمود نيلي دعا المعنيين لتوفير الظروف المناسبة للطلاب والأساتذة الأجانب لتسهيل حياتهم في طهران، مشيراً إلى أن الجامعة تدخلت للإفراج عن الطالبين بعد قضائهما يومين في السجن بتهمة محاولة الإخلال بنظام تصريف العملات.
هذا الخبر حظي بتعليقات ساخرة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا الجهات المعنية بمكافحة الفساد الاقتصادي، مشككين بذات الوقت بمصداقية المحاكم القضائية التي تقام حالياً لمحاسبة متهمين إيرانيين في هذا الإطار.

الكوميديا في مصيدة التجار
أوردت صحيفة “فرهيختغان” مقالاً لميلاد جليل زاده يناقش فيه غياب الأعمال الكوميدية الجيدة عن السينما الإيرانية، وترك هذا المجال لتجار حوّلوا الكوميديا إلى ابتذال.
ويتطرق المقال إلى رحلة الكوميديا في السينما الإيرانية، لافتاً إلى أنّها نالت ترحيب الجمهور في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وخاصة تلك الأفلام صاحبة الأسماء المهمة، مثل فيلم “الرجل الذي يعرف كثيراً” ليد الله صمدي، و”المستأجرون” لداريوش مهرجويي، و “يا ايران” لناصر تقوايي.
كما ذكر أن الأفلام الكوميدية غابت لفترة طويلة، وعادت أخيراً في أعمال بمستوى أدنى كفيلم “لستُ سلفادور” و “أخ أبرة”.
هذا الناقد أوضح أيضا أن اعتماد الكوميديا حالياً على بعض العناصر كالملابس المضحكة والطرائف السخيفة والحركات الغريبة، جعلها مبتذلة ولا ترتقي للمعايير الضرورية للسينما.
وبرغم انتقادات جليل زاده إلا أنّ الإحصائيات التي تقدّمها مقالته تعكس ارتفاعاً في مستويات إنتاج هذا النوع من الكوميديا، إلى جانب زيادة أرباحها من شباك التذاكر الإيراني، ولم يحلل جليل زاده أسباب ذلك في وقت شغلت فيه هذه النوعية من الأفلام مساحة 35% من حجم إنتاج الفن السابع في إيران، ويحصل ذلك عبر شركات وصفها المقال بالتجارية، واعتبر جليل زاده أنّ إهمال شركات الإنتاج السينمائي ذات المستوى الرفيع لأفلام الكوميديا كان سبباً في إضعافها وتحويلها لمادة مبتذلة.

شبابيك إيرانية/ شباك الاثنين: الترف بمرمى الصحافة والكوميديا في مصيدة التجار 2

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: