بين الصفحات الإيرانية: علاقات إستراتيجية بين روسيا وإيران؟. واستجواب الرئيس غير مثمر
ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟
جاده إيران- محمد علي
العلاقات الإيرانيّة الروسيّة كانت محلّ اهتمام عددٍ من الصحف الإيرانيّة، فيما ناقشت صحفٌ أخرى مدى واقعيّة الحديث عن مساعي أميركا للإطاحة بالنظام الإيرانيّ. محليًّا، تجدّد النقاش حول جدوى فكرة استجواب الرئيس حسن روحاني أمام البرلمان وانعكاساته السلبية على صورة إيران، أمّا النقاش حول “FATF” فما زال مستمرًا.
أميركا لا تسعى للإطاحة بالنظام الإيراني
ركّز الأستاذ الجامعي ومحلّل العلاقات الدولية علي بيكدلي، خلال مقابلة مع صحيفة “ستاره صبح”، على “عدم واقعية سعي أميركا إلى تغيير النظام في إيران”، وبرّر ذلك بانشغال الرئيس دونالد ترامب بالدورة الانتخابية الرئاسية المقبلة. بيكدلي ردّ فكرة “الإطاحة بالنظام في طهران” إلى أسباب دعائيّة وافتعال ظروف تحاصر إيران، مستشهدًا على ذلك بفشل الولايات المتحدة تغيير الحكومة في فنزويلا، وعجز ترامب عن خلق إجماع دوليّ داعمٍ للتدخل في شؤونها الداخلية. وانتقد بيكدلي من يردّد موضوع تغيير النظام في الداخل الإيراني، من دون النظر إلى عواقب ذلك، وطالب الحكومة في الوقت نفسه، بعدم السماح بتعميق الفجوة مع الشعب.
نحو علاقات استراتيجية مع روسيا
الخبير في الشأن الروسيّ محمود شوري رأى في مقابلةٍ مع صحيفة “ثروت”، أنّ الأوضاع في المنطقة والعالم توجب على إيران وروسيا الاستمرار في تعاونهما الاستراتيجي في مختلف القطاعات لحماية مصالحهما، وأشار إلى عوائقَ تحول دون تعزيز العلاقات بينهما. شوري لفت إلى حاجة موسكو وطهران إلى تجاوز تعاونهما التجاريّ التكتيكيّ نحو التعاون الاستراتيجي، وخلص إلى أنّ التعاون القائم بين البلدين لا يحقق المصالح المأمولة للبلدين، داعيًا إلى رسم استراتيجيّة جديدة لرفع مستوى التعاون. مقابلة شوري تزامنت مع صدور تقرير عن الجمارك الروسية، أوضح أن نسبة التبادل التجاري بين روسيا وإيران عام2018 قد شهدت نموًا بنسبة %0.3 بعام2017.
تشابه بين الحريري وروحاني
هذا ما خلص إليه حميد رضا ناقشين في مقاله بصحيفة “صبح اقتصاد”، حيث رأى أنّ رئيس وزراء لبنان سعد الحريري يرفض دائمًا إنشاء تحالفٍ سياسيٍ في المنطقة، ويغفل عن أنّ هذا الاتحاد الإقليمي الذي يضمّ لبنان وسوريا والعراق وإيران من الممكن أن يؤسّس لناتو إيراني-عربي. لكن نقاشيان لم يتغاضَ عن إمكان انتباه الحريري لهذا الاتحاد، الذي يعتبره في غير صالح الغرب والأنظمة العربية الرجعيّة وفق تعبيره. هكذا، استنتج وجود تشابه بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والحريري، فكلاهما وفق رأيه، يحمل فكرا غربيًّا، ويسعى إلى ابطاء حركة المقاومة.
موافقة شعبية رمزية على “FATF”
محليًا، نقلت صحيفة “ايران” نتائج استفتاء أجراه موقع “انصاف نيوز” حول التأييد الشعبيّ لفكرة الانضمام لمعاهدة هيئة مراقبة العمل المالي الدولية “FATF” من عدمه. وقد بلغ إجمالي حجم العيّنة المشاركة 1830مواطنا، وفق %80 منهم على الانضمام إلى لوائح “FATF” الدولية.
استجواب دعائي لروحاني
محليًا أيضًا، رأى الخبير السياسيّ أكبر سيوندي، ضمن مقاله بصحيفة “آرمان امروز” أنّ طرح استجواب رئيس الجمهورية حسن روحاني، في ظلّ رفض أغلبيّة البرلمان، لن يحقق أيّ نتائج سوى زيادة التوترات الداخليّة. وأدرج سيوندي طرح مشروع استجواب الرئيس في السياق الدعائيّ للتيار المعارض للحكومة. سيوندي لفت إلى أنّ الاستجوابات السابقة للوزراء وسحب الثقة منهم، وما أعقبها من تولّي آخرين للمناصب، لم تقدّم حلولّا بل جعلت الأوضاع أكثر سوءًا. سبوندي أضاء أيضا على معارضي الخارج ممن يراقبون تطورات الأحداث الداخلية عن كثب بعد عودة العقوبات، واعتبر أن هذه الخطوة تعدّ مؤشرا لرضوخ البلاد لتأثير الضغوطات الخارجية، الأمر الذي عدّه “إضرارًا بصورة البلاد خارجيًا وتعزيزًا لمستوى التنافس الحزبي داخليًا”.
