بين الصفحات الإيرانيّة: وساطة صينية بين إيران والسعودية؟ ولماذا تم تمديد مهلة انضمام إيران ل FATF؟

ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟

جاده إيران- محمد علي

باهتمام، تناولت الصحف الإيرانيّة جولة ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان التي الصين والهند وباكستان. فقد رأى المعلّقون في هذه الجولة محاولةً سعوديّة لمحاصرة إيران اقتصاديًا. أمّا داخليًا فقد أبرزتِ الصحف تمديد “FATF” مهلة إيران للانضمام للمعاهدة الدولية، التي عدّها خبراء اقتصاديّون فرصةً على إيران اسثمارها.

جولة بن سلمان الآسيوية: حصار إيران؟

سألت صحيفة “آرمان امروز” عن إمكانية قيام بكين بوساطة بين طهران والرياض. تبدو الصحيفة قد استندت في سؤالها، إلى تصريحات أدلى بها رئيس تحرير “عكاظ” السعودية لوكالة “سبوتنيك” الروسيّة حيث لم يستبعد وجود الوساطة الصينيّة.
وخلص التقرير إلى أنّ مثل هذه التصريحات بشأن موضوع إيران شديد الحساسيّة، لا يمكن الحديث عنها إلا بتنسيق مع حكومة السعودية والديوان الملكيّ، نظرًا إلى أنّ رئيس تحريرها يعيّن بقرارٍ ملكيّ أو من وليّ العهد. كذلك، لفت التقرير إلى أن إعادة العلاقات بين الرياض وطهران، تحتاج إلى تعديل الرياض لسلوكها الإقليميّ.

وفي سياق متصل، رأى الصحفي حسن رشوند بمقاله في صحيفة “جوان”، رأى أنّ زيارات وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان إلى باكستان والصين والهند، تهدف إلى السيطرة على الأسواق الاقتصاديّة لشركاء إيران التجاريّين، وإلى تقويض الأمن على الحدود الإيرانية.

رشوند توقّف عند تزامن جولة ابن سلمان مع جولة رئيس البرلمان الإيرانيّ علي لاريجاني إلى اليابان والصين، ووضع هذه الزيارة في سياق توجّه إيران شرقًا والتحرّر من الضغوط الاقتصاديّة الغربيّة.

ازدواجية السياسة الداخلية تمدد مهلة FATF
اعتبر خبير العلاقات الدولية فريدون مجلسي في مقاله بصحيفة “آفتاب يزد”، أنّ أهمّ سبب التمديد مهلة FATF، هو “ما رآه مسؤولي المعاهدة من ازدواجية السياسة الإيرانيّة الناجمة عن المواجهة الداخليّة بين التيّار المعتدل والحكومة المنتخبة من جهة والتيار المنافس لها من جهة أخرى.
مجلسي أوضح أنّه “لا يوجد ضررٌ أكبر قد يلحق بإيران جراء عدم انضمامها إلى “FATF” (مجموعة العمل الماليّ الدولية) في ظل الأوضاع الراهنة، والتي تضيق فيها حلقة الحصار الاقتصادي أكثر فأكثر”. وأضاف أنّ طهران ينبغي أن تحسّن علاقاتها مع الدول الأوربيّة لتجاوز الضغوط الدوليّة، كي تحبط مساعي الرئيس الأميركيّ دونالد ترمب.
وفيما أكد مجلسي أنّ عدم الانضمام إلى “FATF” يعني عدم قدرة إيران على الاستفادة من الإمكانيّات المالية والبنكية الأوروبيّة، شدّد على أنّ تمديد مهلة الانضمام للمعاهدة يعدّ فرصة يتعيّن على إيران تقديرها.

من جانبه، أكّد خبير الشؤون الاقتصاديّة مهدي بازوكي، في مقاله بصحيفة “ايران”، أنّ توصية الانضمام إلى “FATF” جاءت من دولوتجمعها بإيران مستويات عالية من التبادل التجاري كالصين وروسيا وتركيا. ونبّه مجلسي من أنّ عدم الانضمام إلى “FATF” قد يهدد التبادلات التجاريّة، خصوصًا بعد اللقاء الذي جمع رؤساء البنكين المركزيّين الروسيّ والإيرانيّ. فقد دعا الجانب الروسيّ طهران إلى قبول معايير “FATF” إذا ما ارادت الدخول في علاقات تجاريّة مع روسيا.
بازوكي أشار إلى إجماع معظم خبراء الإقتصاد على أن المشكلات الموجودة ليست نابعة من العقوبات الأميركيّة، وإنّما من الفساد وسوء الإدارة، ونبّه أنّه “في حال عدم تصويت أعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام على معايير مجموعة العمل الماليّ الدولية، فيتعين عليهم تحمل مسؤولية نتائج قرارهم”.