بين الصفحات الإيرانية: جيران إيران بواباتها التجارية على أوروبا وماذا عن “الخيانة” للشعب؟

ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟

جاده ايران – محمد علي

نبّه المتخصّص في العلاقات الدوليّة فريدون مجلسي من أنّ إيران تُجرُّ إلى حرب استنزافٍ اقتصاديّة وسياسيّة، ستؤدي إلى خفض عوائد البلاد. وفي مقابلة مع “ستاره صبح” رأى مجلسي أن أوروبا تسعى لتغيير السلوك الإيراني الخارجيّ، وأشار إلى أن تركيا وأذربيجان وأرمينيا هي بوابات التجارة الإيرانية الأوروبية. مجلسي توقّع ازدياد الضغوط على إيران في الفترة المقبلة، ورجّح عدم انسحاب القوات الأميركية من سوريا قريباً.

وفي ملف العلاقات الإيرانيّة الصينيّة قال سفير إيران الأسبق في الصين جواد منصوري، إنّ الصين كانت تتوقّع زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني ردّا على زيارة الرئيس الصيني السابقة إلى طهران، بدلًا من

رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني ووزراء الخارجية والنفط والاقتصاد. لكن رغم ذلك، توقّع منصوري تحسنًّا ملحوظ في العلاقات الإيرانيّة الصينية. وفي تصريحات لـ “فرهيختغان” انتقد منصوري رؤية حكومة روحاني التي تركّز على التوجّه نحو أوروبا، وتجاهل الدول الآسيويّة، خلافًا لحكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. منصوري رأى أنّ العلاقات الإيرانيّة الأوروبيّة تمرّ بمرحلة من اليأس، متّهمًا الدول الأوروبيّة بزيادة مشكلات إيران، لعلمها بأن حكومة روحاني لا تميل إلى التوجّه شرقًا. أمّا صحيفة “روزان” فقد رأت أنّ الصين وجهت رسالة دعم صريحة لإيران، خلال زيارة الوفد الإيراني إلى بكين، مفادها دعم الصين لإيران بشكلٍ قاطع، وعدم استعدادها لتبنّي السياسات الأميركية المعادية لطهران.

السفير الألماني في طهران ميخائيل كيلور برشتولد، أكّد خلال مقابلةٍ مع “إيران” على أنّ “أوروبا لا تشترط على إيران شيئاً فيما يخص آلية اينستكس”. لكنّه شدّد على ضرورة مراعاة توصيات لوائح “فاتف”، لتسهيل المعاملات البنكية. برشتولد نفى أنّ تكون “اينستكس” موّجهة ضدّ أيّة دولة، وأوضح أنّها لا تهدف إلى انتهاك أو الالتفاف على العقوبات الأمريكية الموقّعة ضد إيران ” بل فقط إتاحة القيام بمعاملات قانونيّة”.

محليًا، اعتبرت صحيفة “صداي إصلاحات” أنّ استجواب رئيس الجمهورية في مجلس الشورى، من الممكن أنّ يكون فرصة جيّدة للتمييز بين العدو والصديق وفق تعبيرها. ولفتت الصحيفة إلى أنّ البعض يقترب من روحاني ويدافع عنه أمام الاستجواب، فيما يضع نصب عينيه الترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة. الصحيفة سألت عنّ الفائدة المرجوّة من جانب المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، في حال تم استجواب الرئيس روحاني في البرلمان. الصحيفة رصدت ما قالت إنّها عودة المعارضين إلى الساحات السياسية بنهج آخر، مع اقتراب انتهاء عمر حكومة روحاني، ووصفت امتطاء موجة المشكلات المجتمعية في ظلّ المشكلات الخارجيّة التي تعيشها إيران، بالخيانة للشعب.

وخلال مقاله على “ستاره صبح” انتقد المتخصّص في العلاقات الدولية علي بيكدلي، كلمة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، وذكر أنّ تلك الكلمة جاءت نابعة من الغضب قبل أن تكون مبنيّة على النهج العلمي والواقعية، واعتبر أنّها لم تكن دبلوماسية، بل مجرد ردود انفعالية. بيكدلي أوضح أن التصريحات المتطرفة لرئيس الجمهورية ونواب البرلمان، تعود بالنفع على الجانب الأميركي الذي يحاول عزل إيران عن العالم. وخلص بيكدلي إلى وجود إمكانية وإفادة للتفاوض مع الاتحاد الأوربي، في الوقت الذي لن تتمكن فيه طهران من الدخول في مفاوضات مع واشنطن.