الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 يوليو 2022 18:43
للمشاركة:

الاحتجاجات عمّت مختلف المناطق الإيرانية.. هل يتحدى المتظاهرون القائد الأعلى علي خامنئي؟

ناقش موقع "أتلانتيك" كاونسل الحركات الاحتجاجية في مختلف المناطق الإيرانية، معتبرًا أنها عصيان لكلام القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي، ومشيرًا إلى أنها حققت بعض النتائج الملموسة في الداخل الإيراني.

اعتبر موقع “أتلانتيك كاونسل” أنّ القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي هدد صراحة في 28 حزيران/ يونيو الماضي بشن حملة قمع قاسية على المعارضين واقترح قيوداً على الانترنت والفضاء الالكتروني، مشيراً إلى أنّ ذلك يذكّر بالقمع الذي حصل في إيران خلال الحرب العراقية – الإيرانية بين 1980 و1988.

وبحسب الموقع، جاءت تعليقات القائد الأعلى كرد فعل على تصاعد وتيرة الاحتجاجات على تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد، ونقل عن وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (HRANA)، وهي هيئة مقرّها أوروبا تتلقى معلومات من شبكة من النشطاء في جميع أنحاء إيران، أنه حصل 35 احتجاجاً وإضراباً في جميع أنحاء إيران من 11 حزيران إلى 18 من الشهر نفسه، بينما جرت 20 مظاهرة بين من 25 حزيران إلى الأول من تموز/ يوليو.

ولفت الموقع إلى أنّ خامنئي حذّر من عودة العائلة الحاكمة المخلوعة للسلطة في البلاد، كما تحدث صراحة عن الملكيين وإمكانية عودتهم للحكم، رغم وصفه لهم بأنهم رجعيون، مضيفاً أن المسؤول الإيراني الأعلى عبّر عن قلق بشأن مستقبل النظام بطريقة غير مسبوقة.

وعرض الموقع أعداد المعتقلين حديثاً على يد قوات الأمن الإيرانية، حيث تم توقيف عشرات المدرّسين والناشطين في مختلف المحافظات: 60 في محافظة فارس، 31 في كردستان، عشرة في قزوين وستة في جيلان.

وتابع: “في العاصمة طهران، تم اعتقال أكثر من 50 شخصاً، وفقاً لـHRANA، ومع ذلك، خرج عشرات الآلاف من المعلّمين يوم 16 حزيران في 46 مدينة، بما في ذلك جميع عواصم المقاطعات البالغ عددها 31، احتجاجاً على تدنّي الأجور وسوء الرعاية الاجتماعية”.

ورأى “أتلانتيك كاونسل” أنه من الواضح أنّ الاضطرابات “هزّت خامنئي”، حيث طلب من الإيرانيين في خطاب له في 12 حزيران “التحلّي بضبط النفس والصبر والتفاؤل بالمستقبل”، من دون عرض سياسات جديدة، على حد تعبير الموقع، ملقياً باللوم بشأن الاحتجاجات على “حرب العدو الناعمة على الشعب الإيراني وأهداف العدو باستفزاز الأمة”.

ونوّه الموقع إلى أنّ الإيرانيين يخرجون إلى الشوارع ليس فقط بسبب مطالب اقتصادية، ولكن أيضاً لأسباب اجتماعية وثقافية، حيث احتج مشجعو فريق الاستقلال لكرة القدم في 29 حزيران لعدم تجديد عقد كابتن الفريق فوريا غفوري، الذي تحدث مؤخراً بصراحة دعماً للمطالب الشعبية.

كما تسببت الكوارث المرتبطة بالمناخ، مثل الفيضانات والجفاف، بحدوث اضطرابات، كما أورد “أتلانتيك كاونسل”، الذي أكمل: “في هذا الصيف الإيراني الحار، تبدو حتى المظالم الصغيرة كافية لإقناع الناس بالنزول إلى الشوارع. ففي منتصف حزيران، على سبيل المثال، أغلقت بعض الشركات الصغيرة والمتاجر في أحد أجزاء طهران احتجاجاً على قانون الضرائب الجديد. في اليوم التالي، تحوّل الاحتجاج إلى إضراب عام من قبل الشركات الأخرى في مدن عدة، كفارس، مركزي، خوزستان وأجزاء أخرى من وسط طهران”.

ووفق الموقع، حققت الاحتجاجات نتائج ملموسة في بعض الأحيان، كما هو الحال عندما تم قبول مطالب الشركات الصغيرة في ما يتعلّق بعدم فرض ضرائب على معاملات نقاط البيع الخاصة بهم، كما تمت الاستجابة لمطالب المعلّمين والعمال المتقاعدين، طبقاً لنظام يدعو لزيادة الرواتب بنسبة 60%، مواكبةً للتضخم.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: