الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 يوليو 2022 18:13
للمشاركة:

عمليات سرية ضد المسيّرات الإيرانية.. هل تنجح إسرائيل بالتعاون عسكريًا مع دول عربية؟

ناقشت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في مقال لها، زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط ومحاولته ترسيخ تعاون عسكري بين إسرائيل ودول عربية لمواجهة ما يسميه "التهديدات الإيرانية". وركّزت الصحيفة على موضوع سلاح المسيّرات المستخدم من قبل طهران، والذي بات أولوية بالنسبة لواشنطن وتل أبيب.

ورأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنّ تدمير طائرتين إيرانيتين من دون طيّار العام الماضي شكّل مثالًا مبكرًا لمشروع عسكري إقليمي جديد يحاول الرئيس الأميركي جو بايدن تعزيزه خلال زيارته للشرق الأوسط.

وبحسب الصحيفة، قبل دقائق قليلة من الساعة الثانية صباحًا، قام أربعة طيارين إسرائيليين بمسح الأفق بحثاً عن طائرتين من دون طيّار كانتا متجهتين نحو إسرائيل من إيران.

وأضافت: “فجأة، رآها الطيارون. طائرتان من دون طيار على شكل مثلّث. عرضُ كلٍّ منهما نحو ثمانية ياردات، وتتحرّكان غربًا بسرعة 1200 ميل في الساعة. أعلن أحد الطيارين لقادته عبر الراديو: “تحديد الهوية إيجابي. سأطلق النار”. بعد ثوانٍ، تحطمت كلتا الطائرتين الإيرانيّتين، وأسقطتهما طائرتان مقاتلتان إسرائيليّتان في موقعين فوق الأراضي العربية”.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أنّ هذه الحادثة التي بقيت سرية، والتي وقعت بتاريخ 15 آذار/ مارس 2021، هي واحدةٌ من أولى الأمثلة الناجحة لعلاقة عسكرية وليدة بين إسرائيل وبعض شركائها العرب والولايات المتحدة، لافتةً إلى أنّ هذا الأمر هو اليوم مشروع يحاول بايدن ترسيخه في شبكة أكثر رسمية خلال زيارته إلى الشرق الأوسط.

ورأت الصحيفة أنّ هذه الحادثة أوضحت كيف أنّ إسرائيل، التي كانت معزولة في الشرق الأوسط بسبب التضامن العربي مع الفلسطينيين، تعمل الآن بشكل وثيق مع العديد من الجيوش العربية، كما أوضحت كيف أنّ المخاوف المشتركة من إيران تحلّ .الآن محلّ مخاوف بعض الحكومات العربية بشأن الفشل في حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني

وذكّرت “نيويورك تايمز” بأنه على مدى العقد الماضي، استخدمت إيران وحلفاؤها في اليمن، لبنان، سوريا والعراق طائرات من دون طيّار بشكل متزايد لمهاجمة إسرائيل والقوات الأميركية في الشرق الأوسط والدول العربية، بما ذلك المنشآت النفطية في الإمارات والسعودية هذا العام.

الصحيفة الأميركية لاحظت أنه في حين أنّ أكبر تهديد طويل الأمد من إيران هو برنامجها النووي، فإنّ أخصام هذه الدولة قلقون من الطائرات المسيّرة بسبب حجمها الصغير وسرعتها البطيئة نسبياً، مما يجعل من الصعب اكتشافها واعتراضها، ولأنها تسبب أضراراً حقيقية.

وعن إعلان إسرائيل الشهر الماضي عن مبادرة جديدة تدعو إلى دفاع جوي مشترك للشرق الأوسط، في محاولة لتعزيز الدفاعات ضد الطائرات المسيّرة، نوّهت “نيويورك تايمز” إلى أنّ الفكرة تقضي بالسماح للمشاركين فيها بتنبيه بعضهم البعض على الفور بشأن هجمات هذه الطائرات، من خلال التنسيق مع القيادة المركزية الأميركية CENTCOM.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير أنّ إسرائيل حذّرت بالفعل بعض الدول العربية من هجوم وشيك بطائرات مسيّرة.

وتأمل إسرائيل، كما أوردت الصحيفة، بأن يتم ربط المشاركين في المستقبل بنفس نظام الرادار، مما يلغي الحاجة إلى إرسال تحذيرات من جهة إلى أخرى. وعلّق على الأمر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والقائد السابق للدفاع الجوي الإسرائيلي الجنرال ران كوخاف قائلًا: “سيرى الجميع نفس المعلومات على شاشاتهم”.

لكنّ بعض هذا التنسيق بدأ يحدث بالفعل، كما تذكر “نيويورك تايمز”، حيث أنه خلال حادثة الطائرتين الإيرانيتين في آذار/ مارس 2021، تمكّنت إسرائيل بنجاح من الحصول على موافقة من دولة عربية مجاورة لها لدخول مجالها الجوي واعتراض الطائرتين المسيّرتين قبل عبورها الأجواء الإسرائيلية.

ووفق الصحيفة، رفض المسؤولون الإسرائيليون تحديد هوية تلك الدولة، من أجل تجنيبها الإحراج من السماح لقوة جوية أجنبية بالعمل فوق أراضيها السيادية، لكن من المرجح أن تكون هذه الدولة هي الأردن، الدولة الصديقة الوحيدة على الحدود الشرقية لإسرائيل، بحسب تعبير “نيويورك تايمز”.

وأمل المسؤولون الإسرائيليون أن يُصدر بايدن إعلانه الرسمي الخاص بشأن مشروع الدفاع العربي – الإسرائيلي المشترك خلال زيارته إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، كما أوردت الصحيفة الأميركية، التي أشارت إلى أنّ المشاركين العرب المنتظرين مترددون بشأن تأكيد مشاركتهم، فضلاً عن الإعلان عن مشاركتهم بتحالف عسكري كامل مع إسرائيل.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن الخبير في السياسة الخليجية عبد الخالق عبد الله أنّ “هناك صفقة تعاون، وهي باقية، لكنها بعيدة كل البعض عن التطوّر إلى نظام موحّد”.

وذكّرت الصحيفة بأنّ إيران بدأت باستخدام الطائرات المسيّرة منذ نحو عقد من الزمن، ونقلت عن ألون أونغر، مشغّل طائرات من دون طيّار سابق في سلاح الدفاع الجوي الإسرائيلي، أنّ طهران استثمرت بمبالغ طائلة لتصميم وبناء نماذجها الخاصة بدلاً من شرائها من الصين.

وختمت “نيويورك تايمز”: “الطائرات من دون طيار لها فائدة كبيرة لإيران. يمكنها حمل أسلحة لإحداث أضرار مباشرة، ويمكن استخدمها للمراقبة”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: