شبابيك إيرانية/ شباك الأربعاء: طهران تنتظر عودة حياتها الليليّة ومنع مطرب عن الغناء
ما الذي جاءت به الصحافة الإيرانية ثقافياً واجتماعياً؟
جاده ايران – ديانا محمود
“المجتمع الإيراني يتعرض لزلزال”. هكذا وصف الباحث الاجتماعيّ سعيد معيد فر الاضطرابات التي بدأت تظهر أخيرًا في المجتمع الإيراني، في مقابلة مع صحيفة “آرمان امروز” أجراها احسان انصاري، وذلك تعقيباً على دراسة نُشرت أخيراً تشير إلى أنّ المعضلات الاجتماعية ستشكل في المستقبل أكثر من ٥٠ % من تحديّات إيران. واعتبر الباحث معيد فر أنّ أهمّ المعضلات تكمن في سوء تعامل أفراد المجتمع وانعدام الثقة بينهم من جهة، وضعف الرموز والقيادات الاخلاقية والفكرية من جهة أخرى. واستطرد فر قائلاً إنّ “خسارة الرموز الاخلاقية لوزنها في المجتمع جعلت كثيرين يبحثون عن قدوة أخرى بين المؤثّرين والمشاهير. كما نبّه الباحث الاجتماعيّ من التأثيرات السلبيّة لما وصفها بالانتقائية في أحكام إعدام الفاسدين في الآونة الأخيرة، حيث أنّ الذين أعدموا هم من صغار الفاسدين. ولفت إلى أنّ تلك الانتقائية تُسهم في هدم الآليات الاجتماعية والاقتصادية الحالية، فضلاً عن أنّها تخفض معدل التفاؤل بالحياة لدرجة خطيرة.
طهران عاصمة بلا حياة ليليّة
تناولت صحيفة “ابتكار” الحياة الليليّة في طهران ورغبة الكثيرين في عودتها، وذلك في تقرير أعدّه فريق القسم الاجتماعي. التقرير أشار إلى أنّ شوارع طهران تُغلق محالها عند الثامنة مساءً، وأضاف بأنّ مطاعم العاصمة تُغلق قبل منتصف الليل بساعة، ولا حركة كذلك ولا ضجيج في الطرقات الرئيسية، سوى تلك الحركة التي تُحدثها السيارات. التقرير سأل عن سبب عدم تطبيق المشروع الذي تحدثت عنه بلدية طهران مراراً، القاضي بإعادة الحياة لليالي طهران عبر حذف القوانين التي تحدّ من الأعمال الليلية، والتي ساهمت بدورها في تقييد حركة المواطنين. وأشار التقرير إلى أنّ التجربة الوحيدة الليليّة التي تكتسب جاذبيه خاصة، هي تلك التي تعيشها المدينة سنوياً في رمضان.
أفلام فجر مسيسة بعيدة عن المجتمع
كتب الناقد ميلاد جليل زاده مقالاً في صحيفة “فرهيختغان” وصف فيه أغلب الأفلام المشاركة في مهرجان فجر السينمائي الـ٣٧ بالغريبة عن المجتمع الإيراني. ميلاد قال منتقدًا: “حتى ولو خفضنا سقف أحلامنا إلى الحدود الدنيا، فإن أفلام فجر هذا العام لا تلبيها، فالسينما تغرد بعيداً عن هموم المجتمع ويبدو أنّ صُناعها لا يدركون بشكل شفاف هموم أبناء وطنهم”. واتسّمت معظم الأفلام هذا العام، وفق لميلاد، بالعداء للرجل الإيراني من خلال تصويره على أنّه الفاشل واللعوب الماليّ. ولفت ميلاد إلى أنّ أفلام هذا العام ركزّت على الخيانة والظلم داخل البيت، من دون التطرق إلى أنواع أخرى من الظلم الذي يتعرض له الفرد في المجتمع، حتى أنّ الفوارق الطبقية الحادة بحسب ميلاد طُرحت بطريقة سيئة جداً تعكس تحقير الأغنياء للفقراء وأبناء الريف والمدن النائية، فيما اتّجهت بعض الأفلام لتكون نوستالجيا غير مفهومة وبعيدة عن الواقعية.
منع مطرب آخر عن العمل
نقلت “همشهري آنلاين” خبر توقيف المطرب الخوزستاني مهدي يراحي عن العمل، بعد جدل امتدّ أكثر من شهر في أروقة وزارة الإرشاد والثقافة الإسلامية والصحف. سبق ذلك نشر براجي خبر توقيفه عن العمل بشكل رسميّ على صفحته الشخصية على موقع انستغرام، وذلك على خلفية أغنيته الأخيرة “قطعة حجر” التي رمى بها الحرب في شريط مصوّر، عرج فيه على المعضلات التي تواجه المجتمع الإيرانيّ من فساد وغيره، يُذكر أنّ يراحي يعدّ ذا شعبية كبيرة لما يقدمه من فن ملتزم بقضايا البلاد، وخاصة جنوبها الذي ينتمي إليه، حيث قدم حفله الاخيرة مرتدياً سترة عمال “هفت تبه” الذي اشتهروا في اعتصامهم الأخير.
