بين الصفحات الإيرانية: انتقادات لزيارة البابا للإمارات العربيّة المتحدة ومشاركة الشعب في الانتخابات تحدٍّ جديد للنظام

ما الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخلياً وخارجياً؟

جاده إيران- محمد علي

بافتتاحيةٍ هجوميّة، تناولت صحيفة “جمهوري إسلامي” زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول إلى الإمارات العربية المتحدة. فقد رأت الصحيفة أنّ الزيارة أثارت استغراب الشعوب العربيّة والمسلمة، ووصفتها “تغطيةً لجرائم السعودية والإمارات بحق شعب اليمنيّ”. الصحيفة انتقدت باب الفاتيكان وقالت: “إذا ما كان لديه ذرّة موقفٍ تجاه الأداء غير الإنساني لأبو ظبي والرياض في الحرب على اليمن، لامتنع عن الحضور في البلدين خلال الوقت الراهن، ولكان غير مستعدٍ للاشتراك في جرائم هذه الدول”.

وفي ملفٍ آخر، رأى أستاذ الاقتصاد في جامعة العلّامة طباطبائي محمد قلي يوسفي، في الصحيفة نفسها، أن “إينستكس” يهيئ أوضاعاً ملائمة للقطاع الخاص كي يستغلّها قدر الإمكان، لكنّه أعرب عن شكوكه حيال نجاح هذا القطاع في جذب الاستثمار الأجنبيّ والشركات الصغيرة والمتوسطة أو العمل معها، وشدّد على أن القطاع الخاص لن يستطيع استغلال هذه الآلية كحل أساسيٍّ للمشاكل.

يوسفي خلص إلى أن “إينستكس” ليست الحل النهائي لمشاكل إيران الاقتصادية، ولفت إلى حاجة البلاد لنقل الأموال والاتصال بالنظام المصرفيّ الدوليّ. وفي هذا الإطار، حذّر يوسفي من التفكير بأنّ الاتحاد الأوروبيّ يقف في مواجهة الولايات المتحدة لمساعدة طهران، وطالب المسؤولين الإيرانيّين بإقرار تعاونٍ اقتصادي مع الدول الأوروبيّة كافة.

إقليميًّا، اعتبر الكاتب جلال خوش تشهره في مقال نشرته صحيفة “ابتكار”، أنّ مقاومة زعماء العراق سواء رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء وقادة إقليم كردستان والكتل البرلمانية وزعماء العشائر، للمطالب الأمريكية الداعية للابتعاد عن إيران فرصةً يمكن استغلالها للحفاظ على متنفّس ضمن الحلقة الضيّقة لسياسات العقوبات الأمريكية. خوش تشهره وصف هذه المقاومة السياسيّة العراقية بأنّها انتصار دبلوماسي لطهران.

وعلى الصعيد المحلي، رأى أمين عام حزب “اراده ملت” ذو التوجه الإصلاحي أحمد حكيمي بور، في حوار مع صحيفة “آرمان امروز”، أنّ عدم حضور الشعب إلى صناديق الاقتراع لا يشكّل تحدياً للإصلاحيّين فقط، وإنما للنظام بأكمله. ولفت حكيمي بور إلى وجوب رؤية نقاط نجاح الرئيس الإيراني حسن روحاني ونقاط فشله، كما طالبَ الإصلاحيّين بالصدق مع الشعب، وبطرح نقاط الضعف أمامه، وفق حكيمي بور.

وفيما شدّد على وجود مشكلات كثيرة تقابلها قدرات محدودة، أضاف بأنَّه على الشعب معرفة أنّ هذه القدرة المحدودة تُخصَّصُ للأولويات النابعة من المصالح الوطنية. حكيمي بور نبّه من إيقاف الإصلاحات معتبرًا أن ذلك لا يصبّ في مصلحة النظام، ووصف الإصلاحيين بأحد تيارات الثورة الرئيسية التي “وضعت المصالح القومية لإيران في صدارة أولوياتها”.

قضائيًا، نشرت صحيفة “همشهري” مقابلةً مع مساعد رئيس البرلمان لشؤون القوانين حسين مير محمد صادقي، أكّد فيها أنّ “العفو العام يمكنه إعادة الهدوء إلى المجتمع الإيراني”. يُذكر أنّ هذا التصريح جاء إثر إعلان رئيس السلطة القضائيّة صادق آملي لاريجاني إصدار قرارٍ بالعفو العام عن 50 ألف سجين، تزامنًا مع احتفال إيران بمرور 40 عاماً على تأسيس الجمهورية الإسلامية.