الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 يوليو 2022 17:21
للمشاركة:

الحرس الثوري وعقدة المفاوضات النووية.. هل تذهب جهود الدوحة أدراج الرياح؟

قال الصحافي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط سعيد جعفري إنه ليس هناك ما يشير إلى اقتراب إيران والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة حذف الحرس الثوري الإيراني من قائم الإرهاب الأميركية، رغم زيارة وزير الخارجية القطري الأربعاء الماضي إلى طهران.


وفي مقال له نشره موقع “المونتيور“، رأى الكاتب أنه يجب فهم الحرس الثوري على نطاق أوسع في السياق الداخلي الإيراني.


وفي هذا الإطار، أشار جعفري إلى أنّ إصرار وسائل الإعلام العالمية على أنّ حذف الحرس من قائمة الإرهاب هو العقبة الرئيسية أمام التوصل لاتفاق يمكن أن يقلب الرأي العام الإيراني ضد الحرس ويلحق به اللوم بشأن التدهور الاقتصادي.


ونقل الكاتب عن علي مطهري الذي مثل العاصمة طهران في البرلمان لمدة 12 عاماً أنّ إصرار إيران على قضية الحرس الثوري الإيراني يفيد إسرائيل بالفعل، حيث سأل في 16 حزيران/ يونيو الرئيس إبراهيم رئيسي: “لماذا نتصرف على هذا النحو لإعادة ملف إيران إلى مجلس الأمن وإعادة العقوبات بقوة أكبر”؟


وذكّر جعفري بتصريحات لمسؤولين إيرانيين اعتبروا فيها مسألة تصنيف الحرس الثوري أمراً جانبياً، معللاً هذه التصريحات برغبة لدى السلطات الإيرانية بعدم الانقلاب على الحرس وعدم إلقاء اللوم عليه في فشل المحادثات.


وعن أسباب توقف المحادثات رغم أنّ إحياء الصفقة النووية سيجلب العديد من الفوائد الاقتصادية لطهران، يلفت جعفري إلى أنّ البعض في المؤسسة الدينية الإيرانية يشككون بإحياء اتفاق قد يستمر لمدة عام أو عامين فقط، حيث هناك خشية من تخلّي واشنطن من جديد عما يتم التوصل إليه كما فعلت الإدارة الأميركية السابقة عام 2018.



العامل الآخر خلف توقف المحادثات، برأي الكاتب، هو المكانة المحلية لرئيسي، الذي يعتبره مديناً لمجلس صيانة الدستور الذي استبعد منافسيه في الانتخابات الرئاسية وللأجهزة الأمنية، مما يجعله غير راغب بإثارة غضب الحرس الثوري عليه.


ونوّه جعفري إلى أنه عندما تحدث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن عدم رغبة الحرس الثوري بالوقوف حجر عثرة أمام أي اتفاق، تلقى انتقادات من المتشددين في طهران، إحداها كانت من رئيس تحرير صحيفة “كيهان” الأصولية، الذي قال: “لا بد أنّ عبد اللهيان أخطأ في الأمر”، مما دفع وزير الخارجية الإيراني للتراجع عما قاله عبر صفحته على تطبيق “إنستغرام”.


وتابع الكاتب: “في مثل هذا المناخ، أصبح التخلّي عن مطلب الحرس الثوري الإيراني شبه مستحيل. مع وضع كل هذا في الاعتبار، من غير المرجح أن يخاطر رئيسي بتوقيع اتفاقية مع القوى العالمية لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة ما لم يُظهر الحرس الثوري القوي الضوء الأخضر”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: