الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة22 يناير 2019 14:30
للمشاركة:

إيران بأقلام إسرائيلية: مواجهة التمدد الإيراني في سوريا مستمرة دون الذهاب للحرب

إيران في الصحافة الإسرائيلية

جاده إيران- زكريا أبوسليسل

على ضوء التطورات المتلاحقة التي شهدتها الحدود السورية الإسرائيلية مؤخرا، اعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل أن المواجهة بين إيران وإسرائيل في سوريا تسير بسرعة شديدة، لافتاً إلى أنّ التطورات الأخيرة في الجبهة الشمالية تبعث على الشك بتفاخر القيادة الإسرائيلية بالإنجازات التي حققتها في هذا الصراع.
واستطرد هرئيل في مقاله بصحيفة “هآرتس”، قائلاً إن المواجهة بين طهران وتل أبيب لا زالت بعيدة عن خط نهايتها، لأن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قاتل إسرائيل لعشرات السنوات لم يتخلَّ حتى الآن عن جهوده رغم تشويش العمليات الإسرائيلية على خطته القاضية بتوسيع انتشار قواته في سوريا.
ورأى المحلل العسكري الإسرائيلي أنّ الصراع يدور حالياً على قواعد اللعبة في الساحة الشمالية، فإيران من جهتها تسعى للاستفادة من سيطرة النظام السوري على البلاد كي تُهرّب السلاح، وتقيم قواعد، وتنشر منظومات قتالية على الأراضي السورية، ومن جهة أخرى فإن إسرائيل تريد منع إيران من تحقيق خططها.
وعدّ هرئيل الهجوم الإسرائيلي الأخير على سوريا دليلاً يبيّن كذب الوعود الروسية التي قضت سابقاً بإبعاد الإيرانيين عن الحدود الإسرائيلية – السورية لمسافة 100كم، موضحاً أنّ تلك الوعود لم تشمل محيط العاصمة دمشق، كما أنّها لم تقيّد عمل الإيرانيين في الجولان.
عاموس هرئيل توقّع في ختام المقال أنّ تستمر المعركة الجوية الإسرائيلية في سوريا لمواجهة التمدد الإيراني، لكنها لن تؤدي برأيه للحرب بين الطرفين.
وفي السياق نفسه، نقل المحلل العسكري رون بن يشاي لصحيفة “يديعوت احرنوت” معلومات تفيد بأنّ النشاط العسكري الذي نُسب لإسرائيل ظهر الأحد 20 كانون الثاني/يناير 2019، تزامن مع اقتراب طائرة نقل إيرانية من الهبوط في مطار دمشق الدولي، وعلى ضوء هذه المعلومات قدّر بن يشاي أنّ يكون ردع الطائرة عن النزول في المطار هدفاً لذاك النشاط.
كما رجّح أنّ تكون إسرائيل قد نبّهت الروس قبل الهجوم، وهم بدورهم نقلوا هذا التنبيه للإيرانيين، من دون أن يشير إلى أين ذهبت الطائرة، وما إن كانت قد هبطت في مطار دمشق أم عادت للتحليق في الأجواء، لكنّه ألمح إلى ذلك قائلاً إنّ مَن قام بالهجوم كانت لديه مصلحة بردع الطائرة وإعادتها للمكان الذي جاءت منه.
إلى ذلك، سرد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تقريرٍ له التحديات التي تنتظر قائد الجيش الإسرائيلي الجديد أفيف كوخافي، واعتبر أن تحدي المرحلة بالنسبة لكوخافي هو الخطر الإيراني بشقّيه النووي والتقليدي.
المعهد الذي يديره رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الأسبق عاموس يدلين، دعا إلى العودة من جديد لمناقشة الخيار العسكري في المواجهة مع إيران، بالإضافة لطرح الطرق الصحيحة لتنفيذ ذلك الخيار، كاشفاً عن خطة عسكرية إسرائيلية أُعدت مؤخراً وبصورة سرية من أجل مواجهة المشروع النووي الإيراني.
وتوقع التقرير أن تؤدي المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية المباشرة – إن حصلت – إلى استخدام طهران القوة من أراضيها لضرب إسرائيل، لافتاً في ذات الوقت أنّ القوة الصاروخية التي بنتها إيران في الدول المحيطة بإسرائيل ستعمل على الإخلال بالتوازن الاستراتيجي في القدرة على استخدام القوة، لأن هذه البنية الصاروخية تسمح لطهران بضرب الداخل الإسرائيلي، بينما عملية الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية تبقى معقدة ومحفوفة بالمخاطر.

مصادر الترجمة: مركز أطلس للبحوث والدراسات+ مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: