الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 يناير 2019 17:30
للمشاركة:

إيران بأقلام إسرائيلية: الداخل الإيراني في قلب السياسة الإسرائيلية الجديدة

إيران في الصحافة الإسرائيلية

جاده إيران- زكريا أبو سليسل

على نحو غير مسبوق اعترفت إسرائيل بالمسؤولية عن مئات الغارات الجوية التي تعرّضت لها سوريا خلال السنوات الماضية، وفي تصريحات منفصلة كشف كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقائد الجيش الذي انتهت ولايته حديثا غادي إيزينكوت، عن قيام الطائرات الإسرائيلية بضرب مئتي هدف إيراني في سوريا.
هذا الإعلان المفاجئ، صنّفه المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي في مقال له بموقع “واي نت” بأنه قرار إسرائيلي بكسر الغموض، لكي يعرف الناس في إيران سبب عودة بعض مسؤولي الحرس الثوري من سوريا محمّلين بالنعوش، بحسب تعبيره.
ويعتقد بن يشاي بأنّ القرار المتعلّق بإنفاق الأموال على التدخل في النزاعات الإقليمية يعيش حالة من الجدل الداخلي في إيران، مضيفاً أنَّ إسرائيل اتخذت قرار كسر الغموض من أجل تعميق هذا الجدل، الذي يصطف فيه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مع المحافظين بتأييد من المرشد علي خامنئي كمؤيدين للدور الإيراني الخارجي، فيما يُشكّل الرئيس حسن روحاني والإصلاحيون معسكراً معارضاً لذلك الدور، بحسب رأيه.
وادّعى بن يشاي أن الرئيس الإيراني يؤيد مشروع الصواريخ البالستية الذي تطوره إيران، ويشجع كذلك على عسكرة المشروع النووي، لكنه يُطالب بتقليص التدخل الإيراني في الساحات الإقليمية، لتساهم معارضة روحاني لهذا التدخل في تقليص الدعم الإيراني المقدّم لحزب الله اللبناني ولحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
واعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي أنّ التفوق الجوي والاستخباراتي لإسرائيل ساهم في هدر عشرات وربما مئات الملايين من الدولارات التي كان سليماني قد دفعها من أجل تعزيز التمركز الإيراني في سوريا.
موقف بن يشاي تقاطع مع أقوال المعلّق العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، التي شدّد فيها على أنّ إيران اختارت الملعب الخاطئ لمواجهة الجيش الإسرائيلي، لافتاً إلى أنّ سليماني ارتكب هذا الخطأ، لأنه أظهر ثقة زائدة بالنفس إزاء نجاحه في مساعدة نظام الأسد في الحرب الأهلية بسوريا، لكنه وبحسب هرئيل لم يفهم الأفضلية الجوية والاستخبارية لإسرائيل عندما وقعت المعركة بين الطرفين في سوريا.
من ناحيته، رأى مؤلف كتاب عقيدة إسرائيل العسكرية إيهود إيلام أنّ القضية الأكثر إلحاحاً بالنسبة لإسرائيل هي كيفية التعامل مع الإيرانيين في سوريا، داعياً إلى الاستفادة من روسيا في هذا المجال.
وبحسب ما كتبه إيلام في مقال نشرته صحيفة “جيروزلم بوست”، فإن روسيا كانت بحاجة لإيران طوال الحرب السورية، وأضاف أن نهاية تلك الحرب تبدو قريبة، وهو ما سيخلق برأيه ظرفاً جديداً ستتنافس فيه إيران وروسيا على الهيمنة في سوريا، وعندها ستكون الطريق مفتوحة لاحتواء طهران وتجنب الصدام بين تل أبيب وموسكو من خلال دعم أميركي إسرائيلي للروس في سباقهم مع الإيرانيين على الأراضي السورية.

مصادر الترجمة: مؤسسة الدراسات الفلسطينية/ مركز أطلس للدراسات والبحوث

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: