الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 يناير 2019 16:00
للمشاركة:

إيران بأقلام إسرائيلية: أيزنكوت ينجح في مواجهة سليماني

إيران في الصحافة الإسرائيلية

جاده إيران- زكريا أبو سليسل

رأى المحلل في صحيفة “يديعوت أحرنوت” اليكس فيشمان أنّ قائد الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت نجح في منع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني من تحقيق مهمته الرئيسية المتمثلة في بناء المنظومة العسكرية لتحالف إيران وحزب الله وسوريا.
واعتبر فيشمان أنّ ما يدور بين إيران وإسرائيل بمثابة حرب سرية يقودها أيزنكوت من الجهة الإسرائيلية وسليماني من الجهة الإيرانية، وتابع بالقول إن أيزنكوت استخدم كلا من التكنولوجيا، وإطلاق النار الدقيق، وأيادي القوات الخاصة، والحرب النفسية، وقدرات سلاح الجو لأجل تحقيق هذا النجاح.
ولم يغفل أيزنكوت برأي فيشمان عن استخدام الديبلوماسية العسكرية وبناء التحالفات مع الجيوش، في إشارةٍ منه للتعاون الاستخباراتي الوثيق بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي في تلك المعركة الهادفة لمنع إيران من إقامة قواعد عسكرية لها في سوريا.
وفي ذات الإطار، استعرض الكاتب الإسرائيلي يوسي ملمان في مقاله على صفحات “معاريف” الصعوبات الداخلية والخارجية التي واجهها رئيس الأركان غادي أيزنكوت في فترة قيادته للجيش خلال السنوات الأربع الماضية، واصفاً نتيجة مواجهة الخطط الإيرانية في زمن أيزنكوت بالمذهلة، کما کشف أنّ إيران كانت تريد تمركز حوالي مئة ألف مقاتل في سوريا، وتحسين دقة صواريخ حزب الله، وبرأي ملمان فإن طهران فشلت حتى الآن في تحقيق تلك الآمال، كما لم تنجح في إقامة مواقع استخباراتية لها في التلال المرتفعة على هضبة الجولان، وعجزت أيضاً عن إنشاء قواعد جوية ومصانع صواريخ في سوريا ولبنان.
وذهب يوسي ملمان في المقال أيضاً لتشخيص موقف الرئيس السوري بشار الأسد والموقف الروسي، ويقول في هذا السياق إن دمشق وموسكو لا ترغبان في التواجد الإيراني على الأراضي السورية، وفي المقابل لا يتوقع ملمان أن تتنازل إيران بسهولة عن استراتيجيتها الرامية للتمركز في سوريا.
في سياق متصل، اعتبر الباحث في معهد القدس للاستراتيجيات والأمن يوسي مانشروف أنّ السعي الإيراني لإيجاد ممر بري نحو البحر المتوسط يمثل الركن الأساسي في السياسة الإيرانية على مستوى المنطقة.
ويرى مانشَروف في مقالٍ نشرته صحيفة “يسرائيل ديفينس” أنّ الوصول الإيراني الآمن والمباشر لحزب الله وللحدود السورية الإسرائيلية، يُشكّل أحد الأهداف الإيرانية وراء إقامة هذا الممر، بالإضافة لوجود هدف توسيع جبهة المواجهة مع إسرائيل على حدودها الشمالية، من خلال ضم هضبة الجولان للاستفادة منها في الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل، والاجتياح البري الذي ينوي حزب الله القيام به أثناء أي مواجهة عسكرية له مع إسرائيل أيضا.
وأكد مانشَروف أن تهديد السلامة الإقليمية من قبل داعش أعطى فرصة ذهبية لإيران، كي تحقق طموحها في مدِّ هذا الممر، بهدف السيطرة على المنطقة، لكنه في المقابل أشار إلى الجهد العسكري الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في سوريا، كمؤشر للإصرار الإسرائيلي على منع إقامة قواعد صاروخية تحت رعاية الإيرانيين في الجولان السوري.
ورغم وجود إسرائيل والولايات المتحدة والأكراد كأطراف أعلنت عزمها على منع إيران من إقامة ذلك
الممر، إلا أن يوسي مانشَروف يقول إنّ هذا الواقع على وشك أنّ يتغير بسبب سهولة النيل من الوجود الأميركي في سوريا، والذي سيفتح المجال بدوره لصراع مباشر بين إيران وأميركا، وهو ما لا تريده الأخيرة حالياً، مما جعلها تسارع لاتخاذ قرار الخروج من سوريا، حسب رأي الكاتب.
ووضع مانشَروف إسرائيل على رأس الجهات المستفيدة من إحباط إقامة الممر الإيراني، ويليها المعسكر السني والدول الغربية، لكنه يعتقد أنّ الحجم الكبير للمصلحة الإسرائيلية المترتبة على منع إنشاء هذا الممر يجب أنّ يدفعها للقيام بالدور الأساسي والفاعل، ولاسيما بوجود تمسك أوروبي بالصفقة النووية مع إيران، وامتناع الولايات المتحدة والمعسكر السني عن الدخول في اشتباك مباشر معها.

مصادر الترجمة: مركز أطلس للدراسات والبحوث/المؤسسة الفلسطينية للبحوث والدراسات.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: