الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 يونيو 2022 20:08
للمشاركة:

هل تستبدل إيران قناة السويس بممرّها الشمالي – الجنوبي؟

یُعتبر بحر قزوين أكبر كتلة مائية غير ساحلية، تحدّه سواحل خمس دول: إيران، تركمانستان، كازاخستان، روسيا وأذربيجان. يحتوي هذا البحر على أهم الموارد المائية، كما تعبر من خلاله إمدادات الكافيار في العالم، وهو يقع على طريق العبور بين الشمال والجنوب وقادر على ربط شمال أوروبا وآسيا بالمياه الدافئة في الجنوب عبر إيران.

تقع إيران على مفترق طرق للعبور العالمي الذي يؤدي إلى الشرق الأقصى من جانب الدول المستقلة ذات المصالح المشتركة (CIS)، كما أن لديها طرقاً للبضائع إلى أوروبا، لا سيّما الترانزيت السككي، حيث أنّ ثلاثة من أربعة طرق محددة للعبور من خلال السكك الحديدية في العالم تمرّ في الأراضي الإيرانية.

تم تحديد المسار الأول عبر أوروبا الغربية إلى روسيا، كازاخستان والصين. أما الطريق السككي الثاني فهو من أوروبا إلى تركيا وإيران فجنوب آسيا وجنوب الصين وجنوب شرق آسيا. الطريق الثالث من أوروبا إلى تركيا وإيران وآسيا الوسطى والصين. الطريق السككي الرابع يمتد من شمال أوروبا إلى روسيا ومنطقة آسيا الوسطى والمیاه الخلیجیة.

تتمتع إيران بإمكانية الوصول إلى جميع مسارات النقل، بما في ذلك البحر والطرق والسكك الحديدية والمسارات الجوية. تشير التقديرات إلى أنه إذا حققت إيران عائدات ترانزيت قدرها 4 ملايين طن من البضائع، فقد تصبح غير محتاجة لعائدات النفط.

https://www.instagram.com/p/CfCqcCrrsGM/?igshid=YmMyMTA2M2Y=

ويجدر التذكير في هذا الإطار بأنّ مسار أول قطار نقل حاويات الترانزيت الذي وصل إلى نقطة إينجه برون الحدودية الإيرانية مع تركمانستان، ثم وصل إلى طهران في 19 حزيران/ يونيو 2022، الذي يربط بين كازاخستان، تركمانستان وإيران وصولاً إلى تركيا ودول أوروبا هو بديل لطريق الصين – روسيا – أوروبا، والذي تم إغلاقه بسبب الحرب الأوكرانية، ما اعتُبر إنجازاً حقيقياً لإيران التي حافظت على مسار نقل البضائع في العالم.

وأكد خبير في شؤون اقتصاد الترانزيت علي ضيائي أنّ إيران على عتبة إحياء طريق الحرير التاريخي، لافتاً إلى إنشاء ممر الترانزيت السككي الذي يربط بين كازاخستان وإيران وتركيا.

وشدد ضيائي على أنّ مرور قطار اختباري واحد لا يكفي، حيث أنه لا بدّ من استمرار الحركة في هذا المسار لكي يصبح ممراً فعلياً، داعياً السلطات الإيرانية للتحرّك السريع في عملية الترانزيت وتعديل العمليات الجمركية وإدارة السكك الحديدية بشكل صحيح، فضلاً عن رفع العقبات من أجل تثبيت هذا الممر الترانزيتي وتطويره، وصولاً إلى زيادة طاقته إلى 10 ملايين طن.

وفي سياق متصل، تحدث سفير إيران السابق في جمهورية آذربيجان محسن باك آئین عن قمة الدول الخمس المطلة على بحر قزوين، معتبراً أنّ هذه القمة تحظى بأهمية اقتصادية كبيرة للغاية.

من جهة أخرى، قال مدير شؤون آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا في منظمة التنمية التجارية الإيرانية رحمت الله خرمالي إنّ التبادل التجاري الإيراني مع دول بحر قزوين (روسيا، أذربيجان، تركمانستان، كازاخستان وإيران) كان قد سجل 3.5 مليارات دولار في السنة المالية المنتهية في 20 آذار/ مارس 2022.

واستطرد أنه يتم العمل على استكمال خط سكك حديد بطول 160 كلم من مدينة “رشت” إلى “آستارا” شمال غرب إيران والمحاذية لأذربيجان، وذلك بهدف تنمية العلاقات التجارية مع روسيا.

وبعد مرور ثلاثة أيام فقط من وصول قطار الحاويات الكازاخستاني إلى طهران، آتياً من تركمانستان ومتجهاً إلى تركيا، تم تدشين شريان دولي جديد للمواصلات بين الشرق والغرب يشق طريقه في بحر القزوين ويصل إلى إيران، ثم ينطلق منها إلى دول أخرى في الشرق الأوسط والغرب، كما أعلنت وسائل الإعلام الصينية انطلاق أول قطار شحن صيني نحو إيران.

وانطلق قطار الشحن الدولي Trans-Caspian من منطقة نينغشيا في الصين نحو إيران، وهو سيقطع كازاخستان ومن ثم يتم نقل الشحنة عبر بحر قزوين، وستصل إلى ميناء إنزلي الإيراني بعد قطع 8500 كلم في 20 يوماً.

ومن أهم ميزات شحن السلع عبر هذا الطريق الذي يضم سكك الحديد والبحر والبر هو خفض التكاليف وقصر الزمن قياساً مع الطريق البحري، مما يخفض المدة اللازمة لوصول الشحنة بنسبة 20%، كما يتم توفير مبلغ 900 دولار لأية حاوية كثمن الشحن.

وذكرت قناة “سي سي تي في” الصينية أنّ هذا القطار الذي توجه نحو إيران من منطقة نينغشيا الصينية يحمل 51 حاوية وتبلغ قيمة بضائعه 30 مليون دولار.

وأورد موقع “غلوبال تايمز” الصيني نقلاً عن خبراء إنّ تدشين هذا الطريق التجاري الدولي والمنخفض الكلفة سيصل الصين بالشرق الاوسط عبر إيران، ويشكل طريقاً جديداً لصادرات السلع الصينية إلى هذه المنطقة من العالم.

وبدأت شركة الشحن الإيرانية لأول مرة بنقل تجريبي متعدد الوسائط لشحنة عابرة من روسيا إلى الهند عبر الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب (INSTC).

وقال رئيس ميناء ساليانكا الإيراني – الروسي في مدينة أستراخان داريوش جمالي إنّ جهود فريق الملاحة البحرية الوطنية تمكنت من إنشاء آلية تجريبية لنقل الشحنات من روسيا إلى الهند أو الشرق الأقصى ببوليصة شحن موحدة، لافتاً إلى أنّ ذلك هو الهدف الرئيسي لإنشاء ممر النقل بين الشمال والجنوب.

وأضاف: “أنّ النقل التجريبي للشحنة المذكورة سيبدأ من سانت بطرسبرغ في روسيا، ثم يدخل إيران عبر بحر قزوين وسينقل إلى ميناء أستراخان”.

ويستغرق ممر جنوب شمالي 25 يوماً من أجل تجاوزه، وطوله 7,200 كلم، بينما الطريق من خلال قناة السويس طوله نحو 16 ألف كلم، وتستغرق من 36 إلى 40 يوماً على الأقل.

الفرق بين الممرين أنّ ممر الجنوب – الشمال يمر بمراحل عدة، وتستخدم فيه أساليب نقل متعددة، بينما قناة السويس تمر عبرها فقط السفن.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: