الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 يونيو 2022 14:45
للمشاركة:

نيو يورك تايمز: بعد اختراقات جواسيس إسرائيل القوية.. أسماء إيرانية كبيرة دفعت الثمن

قالت صحيفة "نيو يورك تايمز" الأميركية إنه لمدة تزيد عن عقد من الزمن، كان لحسين طائب وجود مخيف في إيران، حيث ترأس جهازاً استخباراتياً ضخماً، سحق المعارضة الداخلية والخصوم السياسيين ووسّع العمليات السرية خارج حدود بلاده لاستهداف المنشقّين والأعداء.

هكذا بدا الرجل البالغ من العمر 59 عاماً والذي يرأس استخبارات الحرس الثوري الإيراني، أنه لا يمكن المساس به، على حد تعبير الصحيفة، واستمر ذلك حتى تم عزله المفاجئ من منصبه الأسبوع الماضي، مضيفةً أنه ضحية لحملة لا هوادة فيها من قبل إسرائيل لتقويض الأمن الإيراني من خلال استهداف المسؤولين الإيرانيين والمواقع العسكرية.

وبشأن ما قيل عن محاولة إيرانية لاستهداف سيّاح إسرائيل في تركيا، ذكرت “نيو يورك تايمز” إنّ هذه المحاولة تسببت فعلاً بأزمة دبلوماسية محرجة بين طهران وأنقرة، وفقاً لمسؤولي المخابرات الإسرائيلية الذين تم إطلاعهم على الأمر والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

وعليه، تنقل الصحيفة عن نائب الرئيس الإصلاحي الأسبق لإيران محمد علي أبطحي أنّ تنحية طائب تمثل اعترافاً من طهران بأنّ مواجهة التهديد من إسرائيل تتطلب قيادة جديدة وإعادة ضبط الاستراتيجيات والبروتوكولات.

وتابع أبطحي باتصال هاتفي مع “نيو يورك تايمز”: “الانتهاكات الأمنية داخل إيران والنطاق الواسع للعمليات التي تقوم بها إسرائيل قوّضت بالفعل أقوى مؤسسة استخباراتية لدينا. لطالما كانت قوة أمننا هي حجر الأساس للجمهورية الإسلامية وقد تضررت بالفعل العام الماضي”.

الصحيفة لاحظت أنّ الدعوات لعزل طائب ظهرت وسط مناخ متزايد من عدم الثقة داخل القيادة الإيرانية، حيث تم القبض على اللواء علي نصيري بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، بحسب شخص على صلة وثيقة بمسؤولين كبار في الحرس الثوري وآخر على علم بالاعتقال.

ولفتت “نيو يورك تايمز” إلى أنّ اللواء نصيري الذي اعتُقل في حزيران/ يونيو، كان قائداً كبيراً في وحدة حماية الحرس الثوري، المكلّف بالإشراف على عمل التنظيم.

وأثار اعتقاله، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية المتكررة، قلق القيادة في طهران، بحسب المسؤولين الإيرانيين المطلعين على الوضع، مما دفع البعض للبدء بهدوء بالمطالبة باستقالة طائب أو إقالته.

وجاء اعتقال نصيري بعد شهرين من اعتقال عشرات من موظفي برنامج تطوير الصواريخ التابع لوزارة الدفاع الإيرانية، للاشتباه بتسريب معلومات عسكرية سرية – بما في ذلك مخططات تصميم الصواريخ – إلى إسرائيل، بحسب مسؤول إيراني مطلع تحدث لـ”نيو يورك تايمز”.

ويبدو أنّ حالة الضياع التي ضربت الاستخبارات الإيرانية كانت مقصودة من تل أبيب، حيث كشف أحد المسؤولين الإسرائيليين للصحيفة أنّ جزءاً من استراتيجيتهم ينطوي على فضح إخفاقات الحرس الثوري في حربه السرية مع إسرائيل على أمل أن تؤدي إلى صراع بين القادة السياسيين ومؤسسة الدفاع والاستخبارات.

وأشارت “نيو يورك تايمز” إلى أنّ ثلاثة مصانع إيرانية للصلب – أحدها شركة خوزستان للصلب المملوكة للدولة – تعرضت الاثنين الماضي لهجوم إلكتروني أجبر أحدها على وقف خط إنتاجها. مسؤول استخباراتي غربي أكد الصحيفة أنّ المصانع الثلاثة التي ضُربت يوم الاثنين هي مورّد رئيسي للصلب للحرس الثوري.

وأعلنت مجموعة من المتسللين تُعرف باسم Gonjeshke Darande مسؤوليتها عن الأمر، كما كانت قد أعلنت عن مسؤوليتها عن هجوم إلكتروني آخر في تشرين الثاني/ نوفمبر أدى إلى تعطيل محطات الوقود في جميع أنحاء إيران. وقال مسؤولون أميركيون، كما أوردت الصحيفة، إن هذه المجموعة مرتبطة بإسرائيل، لكنّ المسؤولين الإسرائيليين رفضوا تأكيد مصدر الهجمات.

وتابعت الصحيفة: “اعترف مسؤولون إيرانيون بأنّ شبكة التجسس الإسرائيلية تسللت إلى أعماق دوائر الأمن الإيرانية، حيث حذر وزير المخابرات الإيراني السابق العام الماضي من أن المسؤولين يجب أن يخشوا على حياتهم، وفقاً لتقارير إعلامية إيرانية”.

وفي الآونة الأخيرة، تعرّض طائب لضغوط لاقتلاع شبكة الجواسيس الإسرائيلية في إيران والرد على تل أبيب، وفقاً لمستشار للحكومة وشخص آخر مرتبط بالحرس الثوري تحدثا ل”نيو يورك تايمز”.

وكشف شخص مرتبط بالحرس بالحرس الثوري للصحيفة أنّ طائب طلب سنة أخرى في منصبه لتصحيح الخروقات الأمنية. ثم جاءت قصة استهداف إسرائيليين في تركيا.

في 18 حزيران/ يونيو، قال مسؤول في المخابرات الإسرائيلية، تحدث لـ”نيو يورك تايمز شريطة عدم الكشف عن هويته، إنّ الموساد يعتقد بأن إيران كانت تخطط لهجمات ضد السياح والمواطنين الإسرائيليين.

وبحسب مسؤول في المخابرات الإسرائيلية، فقد تم إبلاغ تركيا إنً طائب كان وراء المؤامرة التي كانت تهدف للانتقام لمقتل العقيد حسن صياد خدايي، نائب قائد وحدة سرية أخرى في الحرس الثوري في أيار/ مايو.

وفي هذا الإطار أفادت وسائل إعلام تركية بأنّ أنقرة اعتقلت خمسة إيرانيين وثلاثة أتراك يشتبه بتورّطهم في المخطط، وصادرت مسدًسين وكاتم صوت ووثائق ومواد رقمية تحتوي على هويات وعناوين أفراد قيل إنهم مدرجون في القائمة المستهدفة.

كما استبدلت إيران السبت رئيس وحدة الحرس الثوري التي توفر الأمن لآية الله خامنئي وأسرته، وأعلن يوم الاثنين عن رئيس جديد لوحدة معلومات الحماية بالحرس الثوري. ويقول محللون إنه من المتوقع إجراء المزيد من التعديلات على كبار القادة، كما أوردت الصحيفة الأميركية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: