الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة1 يناير 2019 15:48
للمشاركة:

إيران بأقلام إسرائيليّة: قرار واشنطن مفيد للاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط

إيران في الصحافة الإسرائيلية

جاده إيران- زكريا أبو سليسل

تابعت وسائل الإعلام الإسرائيليّة تحليل نتائج القصف الإسرائيليّ لأهدافٍ عسكريّةٍ سوريّةنهاية الأسبوع الماضي. كما ناقشت هذه الصحف تداعيات قرار الانسحاب الأميركي من سوريا. هكذا، وضع معظم المحللّين الهجوم لإسرائيلي في سياق مواجهة التمركز الإيرانيّ في سوريا، الذي يتعزّز على ضوء قرار واشنطن سحب قواتها من هناك.

الباحث في معهد دراسات الأمن القوميّ أفاريم كام قدّم قراءةً تحليليّة للانسحاب الأميركي من سوريا، نشرتها صحيفة “إسرائيل هيوم”. في قراءته يرى كام أنّ إيران تعدّ الانسحاب الأميركي من سوريا خدمةً كبيرة لها، لأنّه يسهم في تحقيق الاستراتيجيّة الإيرانية الهادفة إلى تقليص وجود القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

واستطرد كام في قراءته، ذاكراً المخاوف الإيرانيّة من السلوك الأميركي في ظلّ رئاسة ترامب، غير أنّه ربط نتائج قرار البيت الأبيض الانسحاب من سوريا بتقليص قدرة الردع الأميركية تجاه طهران، لأنّه وفق رأيه، يُظهر عدم رغبة واشنطن في استخدام القوة والمخاطرة، كما أنّه يُعزز التوجّه القائل إنّ الولايات المتحدة تسعى لتقليص نفوذها في الشرق الأوسط، وإن كلّفها ذلك المساس بأمن حلفاءها، وهذه الإشارات بحسب كام ستقنع إيران بأنّها أمام فرصٍ جديدةٍ لتعزيز استراتيجيّتها في المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالساحتين السورية والعراقية. كام توقّع في نهاية مقاله دورًا أميركيًّا في لجم بناء جبهةٍ إيرانيّة في سوريا، وذلك من خلال الضغط الأميركيّ الاقتصاديّ على طهران، إضافةً إلى سعي الأميركيين لإقناع الروس بعدم تقديم المساعدة للإيرانيّين في التصدي للهجمات الإسرائيليّة التي تستهدفهم في سوريا.

وفي هذا الملف، رأى محلّل الشؤن العسكرية في “هآرتس” عاموس هرئيل أنّ الهجوم الأخير هو رسالة إسرائيلية، مفادها أنّ انسحاب القوات الأميركية من شرق سوريا لا يعني وقف الهجمات الإسرائيليّة في سوريا. وبرأي هرئيل فإنّ هذه الهجمات تجدّدت، بعدما تبيّن أنّ الوعد الروسي بإبعاد القوات الإيرانيّة مسافة 80 كلم من الحدود لم يُنفّذ كما تريده إسرائيل، إذ اكتشف الجيش الإسرائيليّ عدم شمول الانسحاب الإيراني دمشق وضواحيها، وأنّ عناصر “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري يواصلون نشاطهم هناك، إضافة إلى أدلّة حصل عليها الجيش الإسرائيلي، تؤكد وجود نشاطٍ لإيران وحزب الله في الجانب غير المحتل من الجولان السوريّ.

لكنّ هرئيل يعتقد أنّ تجدّد الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سورية، رغم كلّ المعطيات المذكورة، ما زال على نارٍ هادئة، حيث “تفضّل إسرائيل تركيز جهودهاعلى ضرب أكبر عددٍ من الأهداف، بأقلِّ عددٍ ممكنٍ من الهجمات، كي لا يتصاعد الاشتباك بين الطرفين”.

مصادر الترجمة: مركز أطلس للدراسات والبحوث+ مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: