الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 يونيو 2022 19:32
للمشاركة:

جوزیب بوريل في طهران.. هل اقتربت عقدة المفاوضات النووية من الحل؟

الإشارات الإيجابية تتزاید، وزحمة دبلوماسیة تشهدها العاصمة طهران.





المصادر تتحدث عن انفراجة في المفاوضات النوویة التي توقفت منذ أکثر من 100 یوم، بسبب خلافات كانت أكثر قوة حینها من دوافع الأطراف للتوجه نحو إحياء الاتفاق بعد عام من فوز جو بایدن بالرئاسة الأميركية وتغییر البوصلة في واشنطن.


اليوم ينطلق حراك جدید لكسر جمود المفاوضات وسد فجوات منعت الأطراف كافة حتی الآن من التوصل لاتفاق يسمح للجميع بتنفّس الصعداء ولو لفترة، في ظل تصعید الحروب والأزمات الأمنیة في العالم باسره.


وبعد زیارة وزیر الخارجیة الروسي سیرغي لافروف إلى طهران یوم الجمعة، والاتصال الهاتفي بین وزیر الخارجیة الإيراني حسین أمیرعبد اللهيان مع نظیره الصیني في الیوم نفسه، جاءت الزیارة المفاجئة لمنسق السیاسة الخارجیة للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت، والتي یبدو أنها حملت في طیاتها الكثیر من الرسائل والمفاجآت، حیث أعلن بوريل خلال مؤتمر صحفي عُقد مباشرة بعد نحو أربع ساعات من لقائه مع عبد اللهيان أن المفاوضات سيتم استئتافها من جديد خلال الأيام المقبلة. لكن من الواضح أنها لن تعود بنفس الشكل السابق نظرًا لتأكيد بوريل بعد الجلسة اللاحقة التي كانت مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، أن المفاوضات لن تعقد في فيينا كما جرى سابقًا، مرجحًا أن تكون في إحدى الدول الخليجية. وأرجع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي هذا التغيير إلى عدم وجود أميركا في صيغة دول 4+1.


ورغم نفي بعض المصادر الغربیة – منها مراسل صحیفة “وول ستريت جورنال” الأميركية لورنس نورمان – طرح مبادرة جدیدة خلال زیارة بوريل، شددت المصادر في طهران على أنّ بوريل لديه ما یكفي من الرسائل الإيجابية للدفع نحو العودة إلى طاولة الحوار.


ويُلاحظ أنّ زیارة المسؤول الأوروبي تزامنت مع قرار البيت الأبيض برفع الحظر عن سفر العناصر أو الكوادر التي خدمت سابقاً في الحرس الثوري، رغم تأكید قناة ” بي بي سي” على أنّ القرار صدر بشأن الأفغان ولا یشمل الإيرانيين.


وفي السياق، تحدثت مواقع اقتصادية عن زیادة مستوی شراء النفط الإيراني من قبل المصافي الصینیة، حیث تجاوز هذا المستوى ملیوني برمیل نفط خلال الأسبوع الماضي، وعادة ما یرتفع مستوی صادرات النفط الإيراني إلى الموانيء الآسیویة بعد ضوء أخضر أميركي.


مصدر دبلوماسي إيراني حذّر في حوار مع “جاده إيران” من تضخیم رسائل زیارة بورل قائلاً: “إنها محاولة يمكن وصفها بالناجحة لإنقاذ الحوار وعودة قطار المفاوضات إلى سكّته، بالنظر إلى التعاون الإيراني الشامل مع الوساطة الأوروبية”.


وأضاف المصدر: “یمثل استئناف المفاوضات خلال الأشهر الثلاث المقبلة فرصة دبلوماسیة مهمة للغایة قبل الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أنّ استئناف الحوار لا یعني بالضرورة تجاوز التحدیات والخلافات التي لاتزال قائمة بین الجانبین، بل هو فرصة أخرى أمام الولايات المتحدة لاتخاذ القرار الضروري لإحياء اتفاق عام 2015 وتحریر أرصدة إيران المجمدة، إلى جانب إعطاء ضمانات حقیقیة لعدم تكرار ما جری عام 2018”.


وبینما لم یتضح بعد مضمون الرسائل التي حملها بوريل إلى طهران، تبرز روایة أخرى تؤكد علی تهدیدات إيرانية بشأن مستقبل الملف النووي في حال لم یتم الحصول علی نتيجة خلال الأشهر المقبلة. فيما، اعتبرت وسائل الإعلام الإيرانية المعارضة أنّ مهمة بوريل تمثل الفرصة الأخیرة أمام طهران للعودة الی مسار المفاوضات قبل الجلسة المقبلة لمجلس محافظي الوكالة، حيث يجب تعطیل أجهزة طرد مركزیة متطورة تم إطلاق العمل فيها خلال الفترة الأخیرة، إلى جانب التعاون الشامل مع الوكالة والسماح للمفتشين بالإشراف على المنشآت الحساسة. حيث يُذكر في هذا السياق، أن بوريل حذر من أنّ استمرار إيقاف كاميرات الوكالة الدولية في المنشآت الإيرانية لمدة أسبوعين آخرين، سيعني استحالة الجلوس مجدداً على الطاولة ، لأن اللعبة تكون قد انتهت، على حد تعبيره.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: