الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 ديسمبر 2018 14:09
للمشاركة:

إيران بأقلام إسرائيلية: إسرائيل تخشى جهود التوعية الإيرانية في العالم الافتراضي

إيران في الصحافة الإسرائيلية

جاده إيران- زكريا أبو سليسل

عرض مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي تقريراً للكاتب إيتاي خايمينس بشأن جهود النفوذ الإيراني ضد الولايات المتحدة الأميركية في البعد السيبراني، الذي أورد ما كشفته شركات أمن المعلومات والتكنولوجيا عن وعي إيران الواسع النطاق بالفضاء الإلكتروني، والذي تستغله لإنشاء المواقع الإخبارية والملفات الشخصية المزيفة في “فيسبوك و “تويتر” بهدف التوعية، مشيراً إلى أن نحو مليون تغريدة نُشرت على موقع “تويتر” تبين لاحقاً أنها كتبت بواسطة حسابات مزيّفة.
ويرى خايمينس أن إيران تسعى من وراء هذه الجهود التوعوية إلى إثارة الانقسام الداخلي في أميركا من خلال تعزيز الشرخ بين الفئات الاجتماعية (ليبراليين/ محافظين/ سود/ بيض، مؤيدو ترامب/ معارضوه)، في خطوة اعتبر الكاتب أنها تأتي رداً على المحاولات الأميركية الرامية لإثارة الشارع الإيراني ضد فكر الثورة الإسلامية.
وبشأن ما إذا كانت هذه الجهود التوعوية الإيرانية تشكل خطراً على إسرائيل، قال إيتاي إنها تبقى تهديدات محدودة وضئيلة في هذه المرحلة، مضيفاً أن ما فعلته إيران خلال الأشهر الماضية من تعطيل مواقع إلكترونية إسرائيلية أو ملئها بمحتويات كاذبة لم يتسبب بتداعيات عامة ذات أهمية في الداخل الإسرائيلي.
ولم يستبعد صاحب التقرير أن تكون القدرات الإيرانية التي تركّز على ساحات أخرى غير إسرائيل نابعة من حقيقة أن حزب الله يفعل الشيء ذاته مع إسرائيل من خلال خطابات أمينه العام أو من خلال وسائل الإعلام الكثيرة المتاحة له.
ويحاول إياتي أن يرسم في تقريره سيناريوهات عدة منها نجاح إيران في وضع تقارير إخبارية كاذبة تتعلق بشن هجوم ضد إسرائيل، مما سيشكل ذعراً عاماً أو يُساهم في تعطيل عملية اتخاذ القرار لفترة وجيزة.
وفي سيناريو آخر يتوقع الكاتب أن تنجح إيران في زرع محتوى يقنع دولة أو منظمة معادية لإسرائيل بأن لدى الأخيرة نوايا لشن هجوم عليها، مما سيؤدي لردة فعل من قبل هذه الدولة أو المنظمة تجاه إسرائيل، متهماً في ذات الوقت إيران بأنها هي من تسببت بردة فعل لفظية قوية صدرت من باكستان بعد نشر تقرير كاذب عام 2016 يتضمن تهديدات إسرائيلية لباكستان بشن هجوم نووي عليها في حال أرسلت قوات إلى سوريا.

إيران وعملية درع الشمال
وبالنسبة لعملية درع الشمال التي يقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذها ضد أنفاق لحزب الله في المنطقة الحدودية بين شمال فلسطين المحتلّة وجنوب لبنان، لم يفُت الإعلام الإسرائيلي وكتاب الرأي فيه أن يضعوا تلك العملية في سياق الصراع مع إيران.
وفق صحيفة معاريف فقد اعتبر العميد احتياط يوسي كوبر أن كشف أنفاق حزب الله المتسللة لإسرائيل هو بمثابة سحب السلاح من أيدي الحزب ومن أيدي الإيرانيين، وبذلك فإن إسرائيل تكون قد عطلت قدرتهم على مفاجأتها بهجمات برية داخل أراضيها، مشدداً على أن هذا الكشف يُحرج إيران من خلال إبرازه للتفوق الإستخباراتي الإسرائيلي الذي نجح في تحقيق هذه الاكتشافات بعدما استطاع سابقاً أن يجلب الأرشيف النووي الإيراني من طهران إلى إسرائيل.
من جهته طالب ياغيل ليفي أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة المفتوحة في إسرائيل أن تكثف بلاده من تصوير حزب الله على أنه فرع من إيران، مشيراً خلال مقال له في صحيف هآرتس إلى أن الاعتقاد بوجود مصلحة إيرانية بتسخين الأوضاع في المنطقة، يحب أن يقود إلى استنتاج مفاده أن حزب الله من الممكن أن يهاجم كي يخدم من يقدم له الرعاية.

مصادر الترجمة: أطلس للبحوث والدراسات+ مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: