الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 يونيو 2022 17:29
للمشاركة:

من إنتاج القمح إلى صناعة الطائرات.. خمسة أخبار جيدة من إيران

لا یمكن إنكار تركيز وسائل الإعلام على تغطیة الأخبار السلبیة هذه الأیام خاصة فیما یتعلق بدول منطقة الشرق الأوسط والتي تعاني أغلبها منذ أمد طويل من أزمات تتراوح بین الاقتصاد، الأمن والعسكر.

 بالطبع، إيران غير مستثناة عن هذه القاعدة حیث تواجه من جهة تبعات العقوبات الاقتصادیة التي كانت الأشد من نوعها في العالم قبل فرض عقوبات جدیدة ضد روسیا، ومن جهة أخرى تقاوم الضغوط الأمنیة وربما العسكریة القادمة من طرف أميركا وإسرائیل. لكن في الحقیقة لم تتوقف الحياة في ظل ما سلف ذكره، في مستمرة وتشق طريقها متحدية لتلك الأزمات والصعوبات التي تواجهها البلاد حالها كحال دول أخری في العالم. وعليه، اخترنا في هذه القطعة خمسة أخبار سارة وجیدة من إيران من بین العدید من الأخبار المشابهة خلال الأسبوع الأخیر، وذلك في سبيل توسيع زاية الرؤية وأن لا تنحصر في ما هو منعكس في وسائل الإعلام الكبرى.

إيران تقترب من الاكتفاء الذاتي في إنتاج القمح

بحسب تقریر منظمة فاو (الأغذیة والزراعة العالمیة) سیرتفع مستوی إنتاج القمح في إيران إلى أكثر من 4 ملایین طن خلال العام الجاري، ما سيساهم في توفير الأمن الغذائي للبلاد في ظل أزمة عالمیة تجتاح أسواق الغذاء بعد اندلاع الحرب بین روسيا وأوكرانيا اللتان تعدان من أكبر مصدري القمح في العالم. ویأتي هذا بینما تواجه العدید من دول المنطقة التي تعتمد على استيراد القمح معضلة كبیرة في مجال الأمن الغذائي خلال العام. في هذا السياق، أعلنت وزارة الزراعة الإيرانیة أنها تمكنت من تحقیق هذا الهدف من خلال تمویل نشاط المزارعین عبر مشروع شامل ومدروس یهدف إلى تعزیز الأمن الغذائي. وتفید صحیفة “إيران” الحكومیة أن طهران لاتزال تحتاج إلى استیراد القمح حیث يتجاوز استهلاکها الداخلي 12 میلیون طن بالعام لكنها وفي ظل ارتفاع الإنتاج الداخلي لا تواجه أي مشکلة في استيراد ما تبقی من حاجاتها عبر روسیا.

إيران.. منتجة للطائرات قریبا

أصدر الرئیس الإيراني أوامرا خلال لقائه مع مجموعات الكشافه للجهاد الاقتصادي والتقني بصناعة طائرات تضم 72 مركبا. وأكد رئیسي خلال كلمة له يوم الجمعة: لاحظت خلال زیارتي المؤخرة إلى مجمعات لصناعة المرحیات في إيران أننا متقدمون جدا في هذا المجال مقارنة بالدول الإقلیمیة الاخری. وطالبتهم وأعلنه هنا  بالبدء بإنتاج طائرات إيرانیة الصنع تتسع ل 72 راكبًا لكی نتغلب علی العقوبات التي تحرمنا من الوصول إلى تقنیات حدیثة وفقا للاملائات الأميركیة. ورغم أن بعض الأوساط الإعلامیه اعتبرت أوامر رئیسي بأنها غیر واقعیة علما بأن البلد لیس منتجا للطائرات على نطاق واسع لکن إعلانه عن ذلك خلال مراسم عامة بحضور وسائل الإعلام ربما یشیر إلى حصول البلاد علی الإمکانات التقنیة اللازمة للدخول في مجموعة الدول المنتجة للطائرات خلال السنوات المقبلة.

تسلم دیون الغاز وما یخفي ورائه من الإشارات الديبلوماسية

تمكنت إيران أخیرا من الحصول علی جزء کبیر من مستحقاتها المتأخرة من بيع الغاز على العراق والبالغ قيمتها 1.6 ملیار دولار. وحسب إعلان رئیس غرفة التجارة الإيرانیة والعراقیة یحیى آل اسحاق، فإن البنك المركزي الإيراني سيقرر ما إذا كان ينبغي دفع هذا المبلغ نقدا أو على شكل حوالات إلى دول ثالثة لشراء البضائع. ویعتبر هذا انجازا مهما للحكومة الإيرانیة الجدیدة بعد أن فشلت حكومة الرئیس السابق روحاني في تلقي أموال إيران من المصارف العراقیة. وتشیر بعض المصادر أن سداد العراق لدیونها قد یکون ورائه رسالة أميركية لتشجیع إيران علی العودة إلى طاولة الحوار بالنظر إلى مدى تاثیر واشنطن علی القرار العراقي خاصة عندما یتعلق الأمر بالعقوبات والتعامل مع المصارف الإيرانیة.

النمو الاقتصادي رغم العقوبات

أعلن الرئیس الإيراني ابراهیم رئیسي یوم الجمعة أن الحكومة نجحت لحد الآن من إصلاح الأسإلىب الخاطئة وغیر العادلة في الاقتصاد الإيراني حسب البرنامج الزمني معلنا تجاوز مؤشر التنمیة للاقتصاد الإيراني نسبة 4.4 بالمئة. وأكد رئیسي خلال كلمته لأهالي منطقة ورامین في ضواحي العاصمة طهران أن الحكومة ستبقی ملتزمة بوعودها الانتخابیة رغم التحدیات. وأكدت صحیفة “دنیاي اقتصاد” المختصة بالشؤون الاقتصادیة هذه المعلومة من خلال نشر تقریر یفید بأن معدل نمو الاقتصاد الإيراني تضاعف بنسبة واحد بالمئة خلال العام الماضي. واعتبرت الصحیفة أن عملیة التطعیم الفعالة إلى جانب مبادرات واقعیة للحكومة أسهمتا في تحقیق النمو الاكبر.

اتفاقیة جدیدة مع روسیا

وقعت إيران مع روسیا اتفاقیة لإنشاء مركز تجاري متبادل یهدف إلى تسهیل المبادلات المإلىة وتوسیع نطاق التجارة بین البدین. وأعلن مساعد وزیر الصناعة والمناجم الإيرانیة علي رضا بيمان باك أن الاتفاقیات الاقتصادیه مع روسیا تتوسع في إطار رؤية الطرفین لتفعیل ممر الشمال الجنوب والذي من شأنه أن يحيد العقوبات الأميركية المفروضه علی البلدین  ويجعل منها سلاحا غیر فعالا. وواجهت الاتفاقیة انتقادات في أوساط المعارضة الإيرانیة والتي تعتقد أن روسیا بموجبها ستحصل علی حصة کبیرة من الأسواق الإيرانیة في آسیا والشرق الاوسط عبر تخفیضات هائلة تقدمها لزبائن إيران التقلیدیین في أسواق النفط والغاز والصلب وسلع أخری. لکن الحكومة تری أن خضوع روسیا للعقوبات الغربیة تفتح آفاقا جدیدة للاقتصاد الإيراني والتي تضم مصالح کبری للبلاد.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: