الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 يونيو 2022 14:30
للمشاركة:

إيران تخسر خلال شهر ستة علماء.. من هم؟

شهدت إيران منذ شهر وفاة عدد من العلماء والعسكریین المرتبطین عموماً بالمشاریع الحساسة في ظروف غامضة. وبینما تنقل المصادر الأجنبية معلومات عن هؤلاء وعن وظروف وفاتهم، تبقى المصادر الرسمیة والمقرّبة من النظام صامتة تجاه ما یجري.

وأثار تتالي هذه الوفيات مع بدء موجة جدیدة من الاغتیالات والهجمات السیبرانیة التي يُعتقد وقوف الموساد الإسرائيلي خلفها شكوكاً قویة بشأن مصداقیة الروایة الرسمیة التي نفت جمیع ما تحدثت عنه وسائل الاعلام الأجنبية.

وفي ظل عدم إمكانية تأكيد أو نفي هذه التقاریر رسمیاً، ستبقى الروایة المعلنة من قبل المصادر الرسمية بشأن ستة حالات وفاة على الأقل في صفوف الخبراء العسكریین والنوويین تواجه أسئلة كبرى.. من هي هذه الشخصيات الست؟

إحسان قد بیغي (25 أيار/ مایو)

شاب من موالید التسعینیات في محافظة استان مركزي. بحسب ما نشر أحد أصدقائه على تطبيق “إنستغرام”، دخل قد بيغي جامعة شریف التكنولوجیة عام 2012، وهي الجامعة الأهم في البلاد حيث درس العديد من النخب.

لاحقاً انضم الشاب إلى وزارة الدفاع الإيرانية عندما حصل علی شهادة الهندسة، ليبدأ عمله كموظف في أحد أخطر المواقع العسكریة شرق طهران: موقع بارتشین الصاروخي.

عند الساعة التاسعة تقريباً من مساء 25 أيار/ مايو، وقع انفجار في الموقع لا تزال أسبابه مجهولة، أسفر عن مقتل قد بيغي وهو في ال28 من عمره، كما جُرح أحد زملائه.

وعند الساعة العاشرة مساءً، نشر حساب “ترور ألارم” – المعروف بنشر معلومات حساسة – صوراً فضائیة من موقع بارتشین تُظهر آثار الانفجار مع التعليق الآتي: “نصیحة ودیة لإيران .. ابتعدوا عن حدود إسرائيل”!

وبعد یوم من الحادثة، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان لها مقتل أحد عناصرها في موقع بارتشین جرّاء وقوع انفجار في إحدى مراکز التحقیقات من دون مزيد من التفاصيل.

علي إسماعيل زادة (30 أيار/ مایو)

في أواخر الشهر الماضي، نشرت مواقع المعارضة الإيرانية خبراً عن مقتل عقید في فيلق القدس التابع للحرس الثوري في ظروف غامضة، وذلك بعد أيام فقط من اغتیال عقید آخر في الفيلق هو “حسن صیاد خدائي” في طهران.

وحسب تقریر موقع “إيران انترناشيونال”، تُوُفِّيَ إسماعيل زادة بعد السقوط من شرفة منزله الواقعة في مدینة کرج قرب العاصمة.

بدورها أكدت قناة “عماریون” على تطبيق “تلغرام” المقرّبة من الحرس الثوري الخبر من خلال رسالة تحدثت فيها عن اغتیال ضابط آخر، لكنها ما لبثت أن مسحت الرسالة بعد ساعات.

أما وكالة “إرنا” الحكومیة فقد اكتفت بنشر خبر قصیر یفید بوفاة أحد عناصر الحرس الثوري علی خلفیة حادث. وزعم موقع “إيران انترناشيونال” لاحقاً إنّ العقید إسماعيل زادة كان من عناصر وحدة اغتيالات الأجانب في الحرس الثوري الإيراني 840، وإنه قُتل بعد أن اشتبهت استخبارات الحرس بتورّطه في اغتیال صیّاد خدايي.

والجدير بالذكر أنّ بعض المصادر غير الرسمية داخل إيران أشارت إلى أنّ الحرس أبلغ عائلة إسماعيل زادة أن الرجل انتحر علی خلفیة مشاکله العاطفیة والشخصیة بعد الانفصال عن زوجته.

أيوب انتظاري (31 أيار/ مايو):

جاء في بیانات التعزية أنّ انتظاري كان من النخبة الناشطة ضمن الصناعة الجوية الإيرانية. حصل علی دكتوراه من جامعة شریف التكنولوجیة وانضم إلى مدینة یزد التقنیة للعمل ضمن مشاریع كبرى لصناعة التوربینات الهوائیة، بحسب ما أوردته الروایة الرسمیة.

لكنَّ المصادر الأجنبية – منها الإعلام الإسرائيلي – أكدت أنّ انتظاري كان رقماً صعباً في المشاریع المرتبطة بتطویر الصواریخ والمسیّرات.

وأثارت منشورات أحد أقاربه على تطبيق “إنستغرام” انتباه وسائل الإعلام، عندما لفت إلى دور انتظاري في مشاریع خطیرة لحماية البلاد، محمّلاً مسؤولية اغتياله للسلطات الحكومية لأنها لم تعتنِ به كما يجب، على حد قوله.

وجاء في إحدى هذه المنشورات: “انتشرت صور لأيوب وهو یشرح تفاصیل علمیة عن التوربینات الحدیثة للرئیس السابق حسن روحاني ووزیر النفط بیجن زنغنه خریف عام 2019. وقد أخبرني أيوب أنهم نشروا صوره من دون تنسيق مسبق، مما أثار قلقه بشدة، حیث قال: لا تستغرب إذا تم اغتیالي مثل الشهید أحمدي روشن (العالم النووي الذي اغتيل عام 2012)”.

لاحقاً کشفت صحيفة “نیویورك تایمز” الأميركية نقلاً عن مصادر مطلعة أنّ طهران وصلت لخلاصة هي أنّ انتظاري تم اغتياله بالسم.

وحسب ما نقلت “نيويورك تايمز” فإن الرجل في طريق عودته بعد تناول العشاء لدى أحد أصدقائه، ساءت حالته بشكل مفاجئ، ليفارق الحياة بعد ساعات من نقله إلى المستشفى عن عمر ناهز 35 عاماً، ذاكرة أن تلك المصادر أكدت اختفاء المضیف لاحقاً!

كامران آقاملائي (2 حزيران/ يونيو):

عالم جیولوجیا تخرّج من جامعة مدرس بتخصص المعادن الثقیلة. عمل في محطة نطنز النوویة حسب ما نقلت “نیویورك تایمز” عن قنوات إسرائيلية وأخرى معارضة إيرانية. اغتيل آقاملائي وفق رواية “نيويورك تايمز” بالسم بعد عودته من مدینة تبریز شمال غرب إيران إلى مسقط رأسه منطقة إيذه جنوب البلاد.

وتتحدث المصادر عن معاناة آقلملائي من الغثيان والقيء في ساعاته الأخيرة، ليفارق الحياة بعد أقل من 48 ساعة من نقله إلى المستشفی عن عمر یناهز 31 عاماً.

ونفت الرواية الرسمية عمل كامران في المنشآت النوویة، مشددة على أنّ نشاطه المهني اقتصر على شركات خاصة مرتبطة بمجاله العلمي والجامعي.

علی کماني (12 حزيران/ يونيو):

أحد عناصر القوة الجوفضائية للحرس الثوري. تُوُفِّيَ إثر حادث مروري بعمر 33 عاماً عندما كان ينفّذ مهمة ما، كما جاء في الروایة الرسمیة التي وصفته بالشهید.

زعمت مصادر المعارضة إنّ کماني شارك في مشاریع حسّاسة لتطویر الأسلحة الاستراتیجیة التي تُستخدم ضد إسرائيل من الحدود اللبنانیة والسوریة. إلا أنّ وكالة “تسنيم” المقرّبة من الحرس الثوري وصفت هذا الأمر بالأوهام، مشددةً على أنّ الإعلام المعارض یبحث عن إنجازات وهمیة من خلال ربط أمور لا ارتباط بينها.

محمد عبدوس (12 حزيران/ يونيو):

بروایة مماثلة تنقل وسائل إعلام إيرانية معارضة مقتل عالم آخر من القوة الجوية للحرس الثوري في نفس الیوم الذي اغتيل فیه كماني في مدينة سمنان. وكانت وكالة فارس للانباء اول مصدر كشفت عن مقتل عبدوس من دون الخوض في التفاصيل لتؤكد من بعدها وزارة الدفاع الخبر رسميا.

وبحسب ما نشره موقع “إيران انترناشيونال”، كان عبدوس یعمل في قاعدة سمنان الفضائیة القائمة بإشراف الحرس الثوري

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: