الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 يونيو 2022 17:07
للمشاركة:

هل فشلت سياسة “الألف ضربة” الإسرائيلية تجاه إيران؟

قال الرئيس الأسبق لفرع إيران في قسم البحث والتحليل في الاستخبارات الإسرائيلية داني سيترينوفيتش إنّ إسرائيل صعّدت هجماتها على إيران في الأسابيع الأخيرة على عكس الاستراتيجية السابقة التي ركزت فقط على تخريب البرنامج النووي الإيراني واغتيال العلماء النووين، لتشمل استهداف العلماء والضباط الآخرين المسؤولين عن برامج الصواريخ والطائرات من دون طيّار، وحتى الأعضاء في فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

وفي مقاله في موقع “أتلانتيك كاونسل”، ذكّر سيترينوفيتش بوعد “الموت بألف ضربة” الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، لافتاً إلى عمليات تخريب تُنسب لإسرائيل، منها الهجمات الالكترونية، الهجوم على مستودع سرّي للطائرات من دون طيار في 14 شباط/ فبراير، الوفاة المشبوهة لمهندس في موقع عسكري كبير لتطوير الصواريخ في 24 أيار/ مايو وموت اثنين من مطوّري تخصيب اليورانيوم ومطوّري الطائرات المسيّرة في 4 حزيران/ يونيو.

ولفت الكاتب إلى أنه بتاريخ السابع من حزيران/ يونيو، ألمح بينيت إلى مسؤولية إسرائيل عن هذه الأعمال، حيث أعلن أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست: “لقد ولّت الأيام التي تقوم فيها إيران بإيذاء إسرائيل مراراً وتكراراً، وتنشر الرعب عبر الفروع في منطقتنا، وتخرج من دون أن تُصاب بأذى. نحن نعمل في كل مكان، في جميع الأوقات، وسنواصل القيام بذلك”.

سيترينوفيتش أشار إلى أنّ كلام بينيت استتبع انتقادات من قبل أعضاء بارزين في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، زعموا إنّ مثل هذه التصريحات تزيد من الدافع الإيراني للانتقام من إسرائيل، ورأوا أنه في الوقت الحالي من الأفضل ببساطة التزام الصمت.

وتابع الكاتب: “يبدو أنّ أهم ما يميّز هذا الإنجاز الإسرائيلي هو إقناع إدارة جو بايدن بضرورة ترك الحرس الثوري الإيراني على قائمة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. جعلت القائمة السوداء، التي حظيت بالكثير من الثناء في إسرائيل، من الصعب جداً على إيران قبول العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015”.

ووفق الكاتب، يبدو أنّ إسرائيل تنجح في خلق حالة من الفوضى والارتباك في صفوف النظام الإيراني، في حين أنّ الحقيقة التي تم الكشف عنها في 6 حزيران/ يونيو خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا تدلّ على عمق تقدم البرنامج النووي الإيراني على الرغم من جهود إسرائيل لإفشال ذلك.

وأكد سيترينوفيتش أنّ إيران تواصل تخصيب عشرات الكيلوغرامات من اليورانيوم إلى درجة نقاء بنسبة 60%، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة من نوع IR6 في منشأة تحت الأرض في فوردو وإنتاج معدن اليورانيوم.

ورأى الكاتب أنه كان من الممكن حظر كل هذه الأنشطة بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة التي تعارضها إسرائيل بشدة، والتي مارست الضغط لإنهائها عندما كان دونالد ترامب في البيت الأبيض.

واعتبر سيترينوفيتش أنه من المشكوك فيه ما إذا كان الفشل في تفسير آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في مواقع إيرانية غير معلنة، يمكن استغلاله لزيادة الضغط على طهران.

وأضاف المقال: “في مواجهة هذه التطورات، تستمر إسرائيل باتخاذ موقف مشكوك فيه بالمطالبة بالتخصيب الصفري، مع الاعتماد على “خطة ب” غير واقعية. استمرار العقوبات الاقتصادية والعمليات السرية المختلفة والتهديد بقصف المنشآت النووية الإيرانية لم يوقف برنامج إيران النووي ولم يغيّر من سلوكه، ومن المشكوك فيه أن ينجح في المستقبل”.

وبرأي الكاتب، لم يعد مفهوم عصر ترامب “للضغط الأقصى” يعمل في عالم يفتقر إلى النفط ومستعد لتجاوز العقوبات، مشيراً إلى أنّ هذه الحقيقة توضحها أكثر صادرات النفط الإيرانية في ظل نظام العقوبات الحالي.

وخلص المقال إلى أنه بينما تستمر إسرائيل بالتمتع بنجاحات تكتيكية مثيرة للإعجاب، فإنها من الناحية الاستراتيجية لم تحقق هدفها في منع إيران من امتلاك برنامج نووي متقدم.

وأكمل: “لا تزال إسرائيل تحتفظ بعقلية عمرها عقد من الزمن من دون أن تفهم أنّ العالم قد تغيّر، وأنّ برنامج إيران النووي على وجه التحديد قد تطوّر. الواقع أن قاعدة السياسة الإسرائيلية لا تزال قائمة على فكرة أنّ بإمكان المرء حرمان إيران من قدراتها النووية، رغم أن البرنامج لم يكن كما كان قبل عقد من الزمان. نجحت إيران في تجاوز الحواجز التكنولوجية الكبيرة، خاصة في مجال التخصيب وإنتاج أجهزة الطرد المركزي. المعرفة في إيران واسعة وموجودة في أذهان عدد لا يحصى من العلماء النوويين – أكثر بكثير مما يمكن القضاء عليه”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: