الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 مايو 2022 19:25
للمشاركة:

متهم بتسهيل اغتيال علماء نوويين في إيران.. من هو أحمد رضا جلالي؟

أحمد رضا جلالي؛ طبیب وباحث يبلغ من العمر 50 عاماً بات فعلاً أحد محاور الصراع بین إيران والغرب.

بحسب رواية طهران، هو جاسوس خطیر نفّذ عملیات استخباراتیة معقّدة لصالح إسرائيل أدت إلى اغتیال عالِمَيْن يعملان ضمن البرنامج النووي الایراني.

لکن الغرب یصر علی أنّ جلالي عالم بريء لدیه سجل معروف في التعامل مع الجامعات الأوروبية طوال عمره، وأنه أصبح ضحیة مطامع إيران، متهماً إياها بأنها تبحث دائماً عن أدوات تستخدمها للضغط علی الدول الغربیة.

وأياً کانت الحقیقة، یبدو أنّ هذا الطبیب الإيراني – السويدي قد اقترب جداً من نهاية قصته، حیث أكد المتحدث باسم السلطة القضائیة الإيرانية الثلاثاء 24 أيار/ مايو 2022، صدور حکم الإعدام بحقه، مضيفاً أنه لا يمكن لأي صفقة تبادل أن تشمل الرجل كما حصل مع نازنین زاغري أو سجناء آخرین خلال السنوات الماضیة. لكن برغم ذلك، هناك ثمة من يفهم من الكلام المعلن أنّ طهران تريد إظهار ضيق فرص إنقاذ جلالي من حکم الإعدام لدفع من يدعمه لاتخاذ قرار أخير وحل يرضيها.

الطبیب المتهم بالدخول في مشاريع أمنية

واصل جلال تعليمه في الطب مركّزاً علی تخصص “إدارة الأزمات والكوارث”. وبناء علی دراساته التي تشمل أزمات ناجمة عن هجمات أو تفجیرات نوویة، شارك في العدید من المشاریع العلمیة في المراكز الحکومیة، منها وزارة الدفاع.

غادر جلالي إيران عام 2009 لإكمال دراساته وتواصل مع جامعات أوروبية، في السوید، إيطاليا وبلجیکا.

وفي عام 2016، تسلّم جلالي دعوة من جامعة طهران للمشارکة في منتدى علمي عن إدارة الازمات. بعدها قرر الرجل البقاء في البلاد لأسباب شخصية، فتعاون مع جامعات محلية لفترة قصيرة.

لکنّ الأمور لم تتطابق مع توقعات الطبیب الإيراني الذي كان قد حصل على الجنسية السويدية، فتم إلقاء القبض علیه خلال نفس العام وأودع في سجن أفين (اشهر السجون الإيرانية للجرائم السیاسیة) مباشرةً، وذلك من دون محاكمته.

وبعد نحو شهر من اعتقاله، أخبر جلالي زوجته في مكالمة هاتفیة أنه متهم بالتجسس لصالح إسرائيل، وإن مدة سجنه ليست واضحة بعد.

وبذلك فُتح ملف ساخن جديد بین إيران والغرب، بقي عالقاً بین الطرفین منذ أكثر من خمس سنوات. استمرت مدة السجن بدون محاكمة نحو 9 أشهر، ثلاثة منها قضاها في الزنزانة، فأضرب عن الطعام علی أمل أن یدفع ذلك مؤسسات حقوق الإنسان في الغرب لزيادة الضغط علی إيران.

لكن رغم ذلك، لم توافق السلطة القضائیة علی إقامة محکمة علنیة لجلالي، حيث أنّ ما يُتهم به یشمل قضایا أمنية وعسکریة. وهكذا أصدر القاضي صلواتي حکم إعدام بحقه بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. لكنه طلب استئناف الحكم وهو الأمر الذي استمر حتى أيار/ مايو 2022، حيث تم تثبيت حكم الإعدام بحقه.

تفاصیل التهمة

حسبما أعلن المدعي العام في طهران، فإنّ جلالي كان علی اتصال مع ثمانية ضباط من جهاز الموساد الإسرائيل خلال السنوات الماضیة، وقد سرّب معلومات حساسة عن حیاة ونشاط 30 عالماً نوویاً في إيران (تم اغتیال اثنين عام 2010) إلى الضباط الإسرائيليين استناداً إلى علاقاته مع هؤلاء العلماء.

وكما رد في ملف الادعاء فإنّ الطبيب الإيراني – السويدي ساعد الموساد بکل ما یملکه من المعلومات لإيضاح المشاریع المرتبطة بأنشطة إيران النوویة و بعض المواقع التي تستضیف هذا النوع من المشاريع.

وجاء في الاتهام أنّ جلالي قام بكل ذلك من أجل المال أولاً (28 ألف یورو خلال خمس سنوات حسب المدعي العام الإيراني)، والحصول علی الجنسية السويدية ثانیاً.

ونشر التلفزیون الإيراني عام 2018 مقطعاً یتحدث فیه جلالي عن طبیعة نشاطاته وکیفية تواصله مع الضباط الأمنيين خارج إيران.

ومما جاء على لسان جلالي: “فور وصولي إلى العاصمة السویدیة استوكهولم، تعرّفت علی شخص يُدعى توماس، أعرب عن استعداده لمساعدتي في الأمور الجامعیة وغیرها. وخلال عام ونصف، تقرّب مني توماس حتی کشف عن هویته الحقیقية وطلب مني التعامل مع أجهزة استخباراتیة للوصول إلى معلومات خطیرة عن برنامج إيران النووي”.

ورغم أنّ جلالي اعترف بعلاقته بضباط أمنيين، إلا أنه أكد علی عدم علمه بجنسیتهم قائلاً: “کنت أفكر بأنهم یعملون لصالح أجهزة استخباراتیة في الدول الأوروبية، ولم أرَ مؤشراً علی صلتهم بالموساد الإسرائيلي”.

وتابع: “لقد تعرّفت علی مجید شهریاري ومسعود علی محمدي (العالمین النووین تم اغتیالهما في طهران بعد عام من هجرة جلالي إلى السوید) عام 2002، خلال مشارکتي في مشروع لوزارة الدفاع بهدف تعلیم الطرق الحدیثة لإدارة الأزمات في المواقع النوویة”.

وبینما أثار المقطع جدلاً واسعاً في وسائل الاعلام الإيرانية، شددت عائلة جلالي على أنه اعترف بکل ذلك تحت الضغط، وأنه ولا توجد أي وثائق تثبت علاقته بالموساد أو أي جهاز استخباراتي آخر.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: