الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 مايو 2022 12:57
للمشاركة:

عن الوجود العسكري الإيراني في الجنوب السوري… الوقائع أكثر هدوءا من التصريحات الأردنية

إيران ستملأ الفراغ الروسي في سوریا". كان ذلك ما توقعه ملك الأردن عبد الله الثاني، وذلك في حوار مع برنامج "باتل غراوندز" العسكري التابع لمعهد هوفر في جامعة ستانفورد. اعتبر الملك الأردني أنّ الوجود الروسي في جنوب سوریا کان مصدراً للتهدئة، مضيفاً: "الآن مع انشغال موسكو في الجبهة الأوكرانية، قد نواجه مشاکل علی طول حدودنا مع سوریا".

بعد نشره، كثّف قسم من الإعلام  العربي والغربي والإسرائيلي تناول هذا التصريح، وبات السؤال في أروقة إقليمية عديدة: كيف سينتشر الإيرانيون والجهات المتحالفة  في المناطق التي سيخليها الروس؟ ووفق أي ضوابط سيتم هذا الاستبدال غير المرغوب فيه من أطراف إقليمية عديدة؟ هذه الأسئلة لم تجد حتى الآن ترجمة ميدانية. لا الروس أعلنوا نيتهم تسليم مواقعهم لأحد، ولم يُلحظ ميدانيا شيء من هذا القبيل. لعلّ الملك الاردني أطلق تصريحاته على نحواستباقي، مخافة تحول الحدود السورية الأردنية عند الجنوب السوري إلى بقعة اشتباك جديدة بين إسرائيل وإيران.

زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة إلى إيران، دفعت بعدد من المراقبين إلى الربط بين تعزيز العلاقات الإيرانية السورية، والحديث عن إحلال قوات إيرانية بدل الروسية. غير أن الزيارة كانت اقتصادية الطابع على نحو كبير، ولم يتخللها أي حديث عن استبدال القوات الروسية بالإيرانية. صحف إيرانية تحدثت أخيرا عن خشية إسرائيلية من استبدال القوات الروسية بقوات من حزب الله، وهو أيضا ما لا وجود له حتى اليوم.

في دراسة أعدّتها ونشرتها مؤسسة جريان للدراسات الاقليمية عام 2020، تبرز الخلاصة التالية: إن أي مواجهة إيرانية مع إسرائيل من موقع القوة، تحتاج وجودا إيرانيا قويا في الجنوب السوري، غير أن روسيا هي العقبة الأكبر أمام ذلك. وبمعزل عن رضا روسيا من عدمه على انتشار قوات إيرانية في الجنوب السوري، تتقاطع المصادر الموثوقة عند نفي وجود القوات الإيرانية هناك. ورغم أنّ المصادر الرسمیة في طهران ظلّت صامتة تجاه ما یجري في سوریا حتی الآن، حاول “جاده إيران” الاطلاع علی الموقف الإيراني تجاه احتمالیة استبدال القوات الروسية بقواتها في الجنوب. وردا علی سؤال “جادة إيران” بهذا الشأن، أكد مصدر مطلع أنّ “عملیة إعادة تموضع القوات المتحالفة مع دمشق لم تشمل حتی الآن جنوب سوریا، وبقیت محدودة في المناطق المرکزیة، لکن المقاومة مستعدة لتغطیة أي منطقة في سوریا تحتاج للمساعدة الأمنية أو العسکریة”. وفي إشارة إلى کلام العاهل الأردني، قال المصدر: “إنّ تواجد المقاومة في المنطقة یُعتبر مصدراً للأمن، ولا ينبغي لأية دولة أن تشعر بالقلق تجاه ذلك، ماعدا الکیان الإسرائيلي”.

يتقاطع ذلك مع المعلومات الواردة من سوريا. يؤكد مصدر شديد الاطلاع لـ”جاده إيران” أنه لا يوجد أي انسحاب للقوات الروسية في المنطقة الجنوبية سواء كانت شرطة عسكرية او قوات خاصة. ويشير المصدر إلى أن  “المركز الرئيسي للقوات الروسية في الجنوب ما زال في منطقة ازرع، وحيث مقر الفرقة الخامسة السورية، ومن هناك تنطلق الدوريات المشتركة بين الشرطة العسكرية الروسية والامن العسكري السوري، وتصل الى الحدود الاردنية السورية أحيانا”. لا تغييرات إذن في كل القوات الروسية في سوريا بين مراكز صغيرة او مقار قيادية، في دير الزور وحلب وتل رفعت والبادية و قرية السعن على طريق اثريا خناصر ومقر ضاحية قدسيا. ووفق المصدر فإنه “في ذروة نشاطها كان عديد القوات الروسية بحدود 40 ألف عنصر، وتقلص بعد انحسار المعارك إلى عدد يتراوح ما بين 20 الى 25 الفا”. ماذا عن القوات الإيرانية؟ هنا يختم المصدر: “لا وجود لأي قوات ايرانية في الجنوب السوري، منذ استعادة الجيش السوري اغلب المنطقة الجنوبية عام 2018”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: