الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 مايو 2022 09:50
للمشاركة:

بين التوتر والازدهار.. ما هي أبرز محطات العلاقة بين إيران وأوزبكستان؟

كتب الباحث الإيراني ولي كالجي الأستاذ في جامعة طهران وعضو الهيئة العلمية لمعهد الدراسات الإيرانية-الأوروبية الآسيوية (IRAS) مقالا في صحيفة "اعتماد" الإصلاحية تناول فيه العلاقات بين إيران وأوزبكستان، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات التي مرت قبل أيام الذكرى الثلاثين لإقامتها مرت بمراحل مختلفة من التوتر والانقطاع الجزئي إلى عودة الازدهار والتعاون.

واعتبر في تلك المقالة التي ترجمتها “جاده إيران” أن العلاقات بين البلدين ما زالت بعيدة عن المثالية، كما أنها تفتقر للحاضنة الشعبية والاهتمام المشترك، وعليه دعا الحكومتين للإلتفات إلى عدد من الأمور الهامة في سبيل تطوير العلاقات الثنائية والوصول بها إلى المستوى المأمول.

صادف الأسبوع الماضي الذكرى الـ 30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين إيران وأوزبكستان، وهي الدولة الهامة في منطقة آسيا الوسطى، والتي للأسف، على الرغم من روابطها التاريخية والثقافية القديمة للغاية والطويلة كباقي دول آسيا الوسطى الأربعة الأخرى (كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان)، إلا أنها تعتبر غير معروفة جيدًا للجمهور الإيراني ومستوى العلاقات محدود في الغالب على مستوى المسؤولين الحكوميين والشركات والفاعلين الاقتصاديين فقط.

 من وجهة النظر هذه، تتمتع دول منطقة القوقاز (أرمينيا وجمهورية أذربيجان وجورجيا) بظروف أفضل بكثير، حيث هناك إعفاء متبادل من التأشيرة بين إيران وأرمينيا وجورجيا، وكذلك إصدار تأشيرات الحدود والمطار مع جمهورية أذربيجان، فعلاقات إيران مع هذه الدول أوسع بكثير من دول اسيا الوسطى، وبالتالي يمكن القول إن علاقات إيران مع القوقاز تكاد تكون خارج حالة النخب والحكومات المحدودة (كما هو الحال في العلاقات مع تركيا والإمارات العربية المتحدة)، وهذا الضعف في العلاقات العامة مع هذه الدول ولا سيما أوزبكستان تسبب بفقدان المعرفة الدقيقة والواضحة عنها في الرأي العام للمجتمع الإيراني. ومن ناحية أخرى لدينا الجانب الآخر من القضية وهو الطرف الأوزبكي فهناك تقريبا نفس الظروف والجهل فيما يتعلق بإيران داخل أوزبكستان والتغلب على هذا الوضع يتطلب الإلغاء الكامل للتأشيرات بين إيران ودول المنطقة، بما في ذلك أوزبكستان، والعمل على تنمية السياحة وإيجاد تغيير وتحول في المناهج الإعلامية.

السياسة الأوزبكية

اتبعت أوزبكستان نهجًا متشدداً للغاية ومنطويًا ومحافظًا في السياسة الداخلية والخارجية خلال فترة رئاسة إسلام كريموف الطويلة جدًا (1991-2016)، والتي بالإضافة إلى خلق جو سلطوي للغاية في الداخل، أدت إلى توترات مع أوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان وروسيا وتركيا والغرب وحتى إيران، لكن ذلك تغير بشكل كبير بعد الموت المفاجئ لإسلام كريموف في سبتمبر 2016 وتولي الرئيس الجديد للبلاد شوكت ميرضيايف.

قام رئيس أوزبكستان الجديد، الذي يتمتع بتاريخ طويل جدًا من العمل التنفيذي، بما في ذلك 13 عامًا كرئيس للوزراء وعلى دراية بالمشاكل العميقة والهيكلية للبلاد، بتنفيذ إصلاحات مختلفة في مجالات السياسة الداخلية والخارجية. فعلى الصعيد المحلي، كانت مكافحة الفساد وتنظيف الاجهزة الأمنية والعسكرية والمؤسسات القضائية، والحد من دور الحكومة في الاقتصاد، وتطوير الاقتصاد الخاص والتنافسي، وتطوير الحكومة الإلكترونية، وإيلاء اهتمام خاص للتكنولوجيات الجديدة وتطوير صناعات الغاز والبتروكيماويات وصناعة النسيج على أساس الطاقة الإنتاجية الهائلة للقطن (الذهب الأبيض) من أهم التدابير على جدول أعمال حكومة ميرضيايف، أما في مجال السياسة الخارجية فكان “نهج خفض التصعيد” و “سياسة الباب المفتوح” و “التفاعل مع الجيران” (كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأفغانستان) و “التوازن مع القوى الإقليمية” (إيران وتركيا والهند والمملكة العربية السعودية)) ووضع “القوى الدولية” (روسيا والصين وأوروبا والولايات المتحدة) على جدول الأعمال، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في علاقات أوزبكستان مع طاجيكستان وكازاخستان وروسيا وتركيا وإيران والعالم الغربي في السنوات الأخيرة، وكانت نتيجة هذه التغييرات النمو النسبي وتطور الاقتصاد الأوزبكي وتغير صورة البلاد في مجال التطورات الإقليمية والدولي.

 وتحت تأثير هذه المتغيرات والتطورات، دخلت العلاقات بين طهران وطشقند في أجواء جديدة ومختلفة في السنوات الأخيرة. حيث وصلت العلاقات الإيرانية الأوزبكية إلى مستوى سيئ خلال رئاسة إسلام كريموف (1991-2016) بسبب الشكوك والتشاؤم في العلاقات، ودعم إيران لطاجيك سمرقند وبخارى، وتمدد التشيع والإسلام السياسي وعلى المستوى الإقليمي كانت أوزبكستان أحد المعارضين الرئيسيين لتغيير وضع إيران في منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) من مراقب لعضو أصلي. وفي آسيا الوسطى، خلقت أوزبكستان أيضًا العديد من المشاكل والقيود لإيران في مجال بناء السدود ومحطات الطاقة الكهرومائية؛ وتمثل خلال بناء سد Sang-e-Tudeh 2 ومحطة الطاقة في طاجيكستان، والتي شاركت فيها الشركات الإيرانية، حيث تسببت أوزبكستان تحت قيادة إسلام كريموف بخلق العديد من المشاكل لإيران، كذلك تسببت بإعاقة نقل المعدات والآليات الإيرانية إلى طاجيكستان مما اضطر الشركات الإيرانية لنقلها جوا.

 لكن بعد وفاة إسلام كريموف وصعود شوكت ميرضيايف إلى السلطة، تغير النهج تمامًا وبدأت العلاقات بين البلدين في التحسن وتطوير العلاقات. حيث وقعت بعض هذه التطورات بين سبتمبر 2016 (وقت وفاة إسلام كريموف) وأغسطس 2021 (نهاية حكومة حسن روحاني) ووقع البعض الآخر بعد بداية حكومة إبراهيم رئيسي.

أهم الأحداث بين إيران وأوزباكستان خلال حكومة روحاني

  • (4/9/2017) مشاركة محمد جواد ظريف، وزير الخارجية آنذاك، في جنازة إسلام كريموف في سمرقند.
  • (10/9/2017) لقاء حسن روحاني، رئيس إيران آنذاك، وشوكت مير ميرضيايف، رئيس أوزبكستان الجديد، على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في قرغيزستان.
  • (أكتوبر2017) زيارة وزير الخارجية الأوزبكي عبد العزيز كاملواف إلى طهران.
  • (2 نوفمبر 2017) زيارة محمد جواد ظريف إلى طشقند وزيارة عصمت الله إرغاشف الممثل الخاص للرئيس الأوزبكي لأفغانستان إلى إيران على رأس وفد سياسي – اقتصادي.
  • (19/6/2019) لقاء فيكتور محمودوف، مستشار الأمن القومي لرئيس أوزبكستان، مع علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في روسيا
  • إعلان استعداد أوزبكستان للانضمام إلى مشروع الترانزيت بين أفغانستان وإيران والهند من ميناء تشابهار عام 2020.

طهران وطشقند في عهد حكومة رئيسي

تطور العلاقات بين البلدين استمر بعد وصول حكومة إبراهيم رئيسي إلى السلطة في إيران، وأتاح تأكيد الحكومة الثالثة عشرة على “سياسة الجوار” و “الدبلوماسية الاقتصادية” المجال لاستمرار العلاقات بين طهران وطشقند في التنامي، ومع ذلك، لا يزال الطريق بعيدا عن النقطة المرغوبة والمتوقعة بنظر الكاتب.

أهم التطورات في العلاقات بين إيران وأوزبكستان منذ تولي الحكومة الجديدة مقاليد الحكم في إيران تمثلت في:

  •  لقاءان بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وشوكت ميرضيايف على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في طاجيكستان وعلى هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي في عشق أباد بتركمانستان ومشاركة وزير الخارجية الأوزبكي عبد العزيز كامل اف في الاجتماع الثاني لجيران أفغانستان في طهران، وزيارة علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي إلى طشقند
  • دعم أوزبكستان لتغيير إيران في عضوية منظمة شنغهاي للتعاون من مراقب إلى عضو
  • استمرار الاهتمام بالمشاركة في مشروع الترانزيت بين أفغانستان وإيران والهند من ميناء تشابهار
  • المشاورات السياسية والأمنية المستمرة بين السلطات الإيرانية والأوزبكية بشأن التطورات في أفغانستان

الكاتب يرى أنه في الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين إيران وأوزبكستان، وبالنظر إلى التغييرات المهمة التي حدثت في السياسة الخارجية الأوزبكية خلال رئاسة شوكت ميرضيايف، إلا أن العلاقات بين طهران وطشقند لا تزال بعيدة كل البعد عن العلاقات المثالية، والوصول إلى هذه النقطة يتطلب مراعات بعض النقاط وهي:

  • النقطة الأولى هي أن أكثر من عقدين قد انقضت على آخر لقاء بين الرئيسين في طهران وطشقند، ولا يوجد مثل هذا الفاصل الزمني الطويل بين لقاء الرؤساء مع أي من دول آسيا الوسطى، حيث قام الرئيس الإيراني الاسبق محمد خاتمي آنذاك، بزيارة أوزبكستان للمرة الأخيرة في مايو 2002، وزار إسلام كريموف، رئيس أوزبكستان الراحل، طهران للمرة الأخيرة في يونيو 2003. ومع ذلك، بعد وفاة إسلام كريموف في سبتمبر 2016، التقى حسن روحاني وإبراهيم ريسي عدة مرات مع شوكت ميرضيايف، الرئيس الجديد لأوزبكستان، على هامش مؤتمرات القمة الإقليمية مثل منظمة شنغهاي للتعاون وICO. لكن حتى الآن لم يتم عقد أي اجتماعات ثنائية بين رئيسي البلدين في طهران أو طشقند، لذلك، من الضروري سد هذه الفجوة التي دامت عقدين في أقرب وقت ممكن. وبحسب البروتوكول، جاء دور الرئيس الإيراني هذه المرة لزيارة أوزبكستان.
  • النقطة الثانية هي ضرورة فتح قنصليات بين إيران وأوزبكستان، ففي الوقت الحاضر، يتم تنفيذ جميع الأنشطة السياسية والاقتصادية والقنصلية للبلدين من خلال السفارة الإيرانية في طشقند والسفارة الأوزبكية في طهران. لذلك، ولتسهيل عملية إصدار التأشيرات بين مواطني البلدين وخاصة تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والطلابية، يجب افتتاح قنصليتين إيرانيتين في سمرقند وبخاري وافتتاح قنصليتين أوزبكيتين في مشهد وأصفهان، فهذه الإجراءات ضرورية جدا لتسريع مسيرة تطور العلاقات بين البلدين في الوضع الراهن.
  • النقطة الثالثة هي ضرورة الإلغاء المتبادل والتام للتأشيرات بين البلدين، علما أن أوزبكستان وقعت خلال القيادة القصيرة لشوكت ميرضيايف، اتفاقيات لإلغاء التأشيرة مع أكثر من 86 دولة، لكن للأسف إيران ليست من بين هذه الدول الـ 86، على الرغم من علاقاتها التاريخية والثقافية الطويلة. في هذا الصدد، حيث تعد سياسة الإلغاء التدريجي للتأشيرات ثم الإلغاء الكامل للتأشيرات أحد الإجراءات الضرورية التي يجب أن تكون على جدول أعمال السلطات الإيرانية والأوزبكية فدون إلغاء كامل للتأشيرات وتطبيع العلاقات. لا يمكن أن نتوقع حدوث تغيير جاد وأساسي في العلاقات بين البلدين.
  • النقطة الرابعة هي تعزيز وتطوير الرحلات الجوية المباشرة بين إيران وأوزبكستان، خاصة مع بدء تخفيف قيود كورونا وزيادة الطلب على السفر السياحي والتجاري، حيث كان تنسيق اول رحلة مباشرة من طهران إلى طشقند في 9 ديسمبر 2017 من خلال شركة Zagros Airlines، تطور إيجابي ومهم للغاية في العلاقات بين البلدين، ومن هنا يجب دعم هذا المسار وتوسيعه ليشمل مدن إيرانية أخرى مثل أصفهان ومشهد في إيران وسمرقند وبخاري في أوزبكستان وهذا الامر يتطلب إلغاء نظام التأشيرات من أجل تسهيل سفر المواطنين والطلاب. ورجال الأعمال في البلدين، وهي خطوة اقتصاديا ومربحة، وعائدات الاستثمار لشركات الطيران مضمونة.
  • النقطة الخامسة هي تعزيز الموقف العملي – وليس الشعارات أو الدعاية – لغرفة التجارة الإيرانية – الأوزبكية المشتركة كحلقة وصل وجسر بين القطاعين الخاص الاقتصادي والتجاري في إيران وأوزبكستان حيث تم في 2021 توقيع اتفاقية تعاون اقتصادي بين غرفة التجارة الإيرانية وغرفة التجارة الأوزبكية من جهة، وغرفة تجارة وصناعة إيران مع اتحاد المصدرين الأوزبكيين من جهة اخرى، وهي خطوة مهمة في تطوير تعاون القطاع الخاص بين البلدين حيث يوجد حاليا أكثر من 270 شركة إيرانية تعمل في أوزبكستان التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، في حين يوجد أكثر من 2000 شركة إيرانية في أذربيجان التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين وهنا يمكن ملاحظة الإمكانيات المتوفرة لتوسيع العلاقات التجارية بين ايران وأوزبكستان، في حين بلغ حجم التجارة بين إيران وأوزبكستان في الأشهر التسعة الأولى من عام 1400(يبدأ في آذار/ مارس 2021) 407 مليون دولار، منها 310 ملايين دولار صادرات إيران إلى أوزبكستان و 97 مليون دولار واردات إيران من هذا البلد. لكن هناك إمكانية في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين على زيادة حجم العلاقات من 500 مليون دولار الحالية إلى حوالي مليار دولار وحتى 2 مليار دولار في السنة، فوفقًا للمعلومات الواردة من الجمارك الإيرانية في عام 2021، تم تصدير أكثر من 600 سلعة إلى أوزبكستان، وكانت أهم السلع المصدرة هي منتجات الصلب (حديد التسليح، التشكيلات، سبائك الصلب، إلخ) والمنتجات الكيماوية والبتروكيماوية (البولي بروبلين، البولي إيثلين، البولسترين، إلخ) بحصة تزيد عن 50٪ من الصادرات، فيما كانت أهم المنتجات الزراعية ( الموالح والتمر والكيوي والبطاطس) وآلات التكسير ومن أهم الواردات من أوزبكستان غزل القطن وألياف القطن بنسبة تزيد عن 90٪ من الواردات والحرير وكلوريد البوتاسيوم والبقوليات. ومع ذلك، يجب اتخاذ إجراءات مختلفة لتغيير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيران وأوزبكستان. كإتمام وتنفيذ اتفاقية التجارة التفضيلية بين البلدين، والاستخدام الفعال والهادف لقدرة المناطق الاقتصادية الحرة والخاصة في إيران وأوزبكستان، وحل المشكلات المتعلقة بالتحويلات المصرفية وإقامة اجتماعات منتظمة وغير منقطعة للجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وأوزبكستان وهي إجراءات مهمة وضرورية في تطوير العلاقات بين طهران وطشقند.
  • النقطة السادسة هي الاستفادة الفعالة والقصوى لقدرات منطقة العبور المشترك وهي ممرات الربط والعبور،  ومن ضمنها  مزار شريف-هرات / أوزبكستان – تركمانستان – إيران – عمان / الصين – كازاخستان – أوزبكستان – تركمانستان – إيران / المشروع الثلاثي أفغانستان – إيران – الهند هي مشاريع جديرة بالملاحظة حول مركزية ميناء تشابهار، فاهتمام أوزبكستان بالمشاركة في مشروع الترانزيت بين أفغانستان وإيران والهند، على الرغم من صعود حركة طالبان في أفغانستان ، يظهر بوضوح الاهتمام الخاص للحكومة الأوزبكية بميناء تشابهار وتطور علاقاتها مع الهند وأفغانستان، والملفت هنا أن تنفيذ هذه المشاريع يتطلب التخطيط والتنفيذ الشامل لخطط البلدين على الممر الشمالي الجنوبي ، وممر الخليج الفارسي والبحر الأسود، والممر الشرقي لإيران في إطار اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران وأوزبكستان. خاصة بعد الحرب الروسية مع أوكرانيا وعرقلة وزيادة مخاطر عبور الطرق البرية لروسيا إلى أوروبا والقوقاز والبحر الأسود.
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: