الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 مايو 2022 10:37
للمشاركة:

خلال ندوة عن تداعيات حرب أوكرانيا.. عراقتشي يتحدث عن مستقبل العلاقات بين إيران واليابان

قال أمين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران عباس عراقتشي إنه في حين تم ربط اليابان بالعقوبات الأوروبية والأميركية ضد روسيا، تحاول تحاول طوكيو مساعدة الأوروبيين في أزمة الطاقة التي اجتاحت أوروبا نتيجة حرب أوكرانيا.

وانسجامًا مع ذلك، تعمل اليابان على خفض استهلاكها من الغاز لصالح تصديره إلى أوروبا، بالإضافة إلى تحرير بعض مواردها النفطية ومتابعة فكرة تفعيل محطات الطاقة النووية للمساعدة في إيجاد مصادر بديلة للطاقة.

عراقتشي أشار خلال حديثه في ندوة عن حرب أوكرانيا وتداعياتها الدولية، إلى أنّ العلاقة بين الصين واليابان معقدة للغاية ومتعددة الطبقات، حيث تُعدُّ الصين أكبر تهديد لليابان وفي نفس الوقت لديها علاقة اقتصادية واسعة معها وهي شريكها التجاري الأول، ولذلك فإنّ سياسة اليابان تجاه الصين معقدة وتنطوي على معادلات اقتصادية وأمنية صعبة.

وأكد أمين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران أنه لأسباب تاريخية وسياسية وإقليمية وأمنية واقتصادية، فإنّ اليابان غير قادرة على مواجهة الصين، و لهذا السبب تحتاج إلى مظلة الولايات المتحدة الأمنية، لافتاً إلى أنّ جزءاً كبيراً من النمو الاقتصادي الياباني كان نتيجة الدعم الأميركي.

وذكّر سفير ايران السابق في اليابان بأنه بسبب ما حدث في الحرب العالمية الثانية وبحسب النص الصريح للدستور، لا يُسمح لليابان بامتلاك جيش، أي قوة يمكن نشرها ولعب دور خارج الحدود، وبدلاً من ذلك لديها قوة دفاعية.

وعن الوضع العسكري لليابان، أشار عراقجي إلى أنه هناك حديث في اليابان حالياً تحوّل “قوات الدفاع الذاتي” في البلاد لقوات عدوانية، متسائلاً في هذا الإطار عن ما إذا كانت النزعة العسكرية اليابانية، التي أظهرت قوتها في شرق آسيا قبل الحرب العالمية الثانية، والتي احتل اليابانيون في ظلها أجزاء من الصين، قد اختفت تماماً أم لا؟

وعن تأثير الضغوط الخارجية على العلاقات الإيرانية – اليابانية، قال عراقجي: “من واقع التجربة، أقول إنه في العلاقة بين البلدين، كان هذا الضغط الخارجي موجوداً دائماً، أو على الأقل في الفترة المعاصرة، خاصة في الالتزام بالعقوبات. السبب الرئيسي لتدهور علاقات إيران مع اليابان هو الالتزام بالضغوط الخارجية الأميركية”.

وأكمل الدبلوماسي الإيراني السابق: “عندما كنت سفيراً لإيران في اليابان، شاهدت هذه الضغوط على طوكيو بشكل يومي، والآن عندما أتابع التطورات الثنائية، من الواضح أنه على أي حال فيما يتعلق بإيران، فإن آراء الأميركيين تُؤخذ بعين الاعتبار من قبل اليابانيين ولا يمكنهم الاستغناء عنها. في هذه الأمور، من المهم جداً أن ينتبه اليابانيون للرأي الأميركي، وبالطبع حاولوا أحياناً المساعدة في حل الخلافات بين طهران وواشنطن من خلال تقديم الاقتراحات. في الحالة الأخيرة التي شاهدتموها جميعاً، خلال رئاسة دونالد ترامب وفي ذروة الأزمة بين طهران وواشنطن، جاء آبي شينزو إلى طهران بمبادرة لتخفيف التوترات. كان موقف الحكومة الإيرانية في ذلك الوقت أننا نقدر حسن نية اليابان، لكن نوع الاقتراح لم يخدم مصالح إيران وبالتالي لم يتم قبوله”.

وعن تأثير الأزمة الأوكرانية على نهج السياسة الخارجية لليابان، اعتبر عراقجي أنّ طوكيو ستختار طريقها وستظل حليفة للولايات المتحدة، مضيفاً أنه اعتماداً على النظام الذي يتم تشكيله دولياً وفي منطقة شرق آسيا في الأشهر المقبلة، سيكون لليابان تغييرات في سياستها الخارجية تجاه مختلف المناطق، بما في ذلك إيران.

وتوقع عراقجي أنه لا يكون هناك أي تغيير جذري في السياسة اليابانية تجاه بلاده، لافتاً إلى أنّ ما يمكن أنّ يغيّر العلاقة اليابانية – الإيرانية بسرعة هو العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية، لتكون اليابان أول دولة تعود إلى السوق الإيرانية إذا اختُتمت محادثات إحياء الاتفاق النووي بنجاح، برأي السفير الإيراني السابق في اليابان.

و نوه عراقتشى إلى أنه كلما كانت هناك مشكلة بين إيران والولايات المتحدة، تكون اليابان هي آخر دولة تخفض علاقتها مع إيران، وكلما تم إصلاح هذه العلاقة بطريقة ما، تكون اليابان هي الدولة الأولى التي تعود إلى إيران.

وتابع: “لقد اختبرنا هذه الحقيقة في عام 2015، وعندما توصلنا إلى اتفاق جنيف المؤقت خلال المفاوضات النووية، كانت الدولة الوحيدة التي بادرت على الفور لتحويل الأموال الإيرانية وفتح حساب مصرفي خاص هي اليابان. كانت اليابان من أوائل الدول التي عادت إلى إيران بعد الاتفاق النووي. أتذكر أنه خلال سنوات عملي كسفير في اليابان، على الرغم من ذروة عقوبات ما قبل خطة العمل الشاملة المشتركة، حافظت نحو 43 شركة يابانية على مكاتبها في طهران”.

وأضاف: ” ليس لدينا مشكلة مع اليابان، لا في مجال حقوق الإنسان ولا في قضية الكيان الصهيوني ولا في القضايا الثنائية. العلاقة مع اليابان مبنية بالكامل على الاحترام المتبادل والمصالح وسوف يتم إحياؤها بسرعة إذا رفعت الضغوط الأميركية”.

وبرأي عراقتشي، يمكن القول إنه في بعض تيارات الفكر الياباني يوجد نزعة عسكرية. مشبها إياها بالنار تحت الرماد، وأكد أنها تجد الآن فرصة جيدة لإظهار نفسها مرة أخرى.

الدبلوماسي الإيراني السابق علّق في سياق منفصل على تأثير الأزمة الأوكرانية على السياسة الخارجية لفنلندا، معتبراً أنّ سياسة الحياد كانت السياسة التقليدية الفنلندية منذ الحرب العالمية الثانية.

وأكد عراقجي أنّ الفنلنديين يرون أمنهم في الحياد وعدم الانضمام إلى الناتو، لكنّ الأزمة الأوكرانية حطمت هذه العقيدة بشكل أساسي، على حد تعبيره.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: