الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة12 مايو 2022 22:00
للمشاركة:

ملفات اقتصادية وسياسية.. ماذا حمل أمير قطر خلال زيارته لإيران؟

وصل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى إلى طهران، ظهر الخميس، حيث كان في استقباله النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر.

وأكد مخبر خلال لقائه مع أمير دولة قطر، في مطار “مهرآباد” بالعاصمة طهران، على تنمية العلاقات بين البلدين الجارين على مختلف الأصعدة الثنائية والإقليمية، موضحًا أن هذه الجهود تخدم السلام والاستقرار في المنطقة.
كما دعا النائب الأول للرئيس إلى توسيع التعاون المصرفي بين طهران والدوحة، مؤكدًا أن هذا الأمر سيؤدي إلى تيسير الإجراءات والتعاملات بين رجال الأعمال والمستثمرين في كلا البلدين.
من جانب آخر، تطرق النائب الأول للرئيس الإيراني الى وجود إسرائيل في المنطقة، منددًا بجريمة اغتيال الصحافية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة على أيدي القوات الإسرائيلية، مشيدًا بمواقف دولة قطر في هذا الخصوص.

علاقات تاريخية

من جانبه وصف أمير قطر العلاقات بين البلدين بأنها تاريخية وقوية، معربًا عن ارتياحه لوجوده في إيران، ووصف لقاءاته مع قائد الثورة علي خامنئي والرئيس الايراني إبراهيم رئيسي بأنها مهمة.
وفي إشارة إلى عمق العلاقات بين طهران والدوحة، قال: “في فترات حساسة وفعالة يتضح مستوى العلاقات بين البلدين”.
وتطرق إلى عقد اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين في المستقبل القريب، وقال: لقد طلبت من المسؤولين القطريين تحديد أسس التعاون بين البلدين ووضع الأسس اللازمة لتحقيق المستوى المنشود للعلاقات الاقتصادية بين ايران وقطر.
كما أعلن عن تسهيل إجراءات اصدار التأشيرة للمشجعين الإيرانيين في مونديال قطر، مشيرًا إلى زيارة الوفد القطري إلى جزيرة كيش للتعاون مع إيران في إقامة المونديال، وثمن مقترحات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الصدد.
كما دعا أمير قطر النائب الأول للرئيس الإيراني لزيارة الدوحة من أجل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.

مراسم استقبال رسمية

و في سياق متصل، أقيمت ظهر الخميس في قصر سعد آباد بطهران، مراسم استقبال رسمية للوفد القطري، بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وأكد رئيسي، بعد توقيع عدد من وثائق التعاون بين البلدين، أن أي تدخل أجنبي في المنطقة من شأنه أن يضر بالأمن الإقليمي، داعيًا إلى حل قضايا المنطقة بمنأى عن التدخلات الأجنبية.
وقال رئيسي: خلال لقائي بأمير قطر، تم التأكيد على تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية للسياحة والطاقة، وضرورة توظيف استثمارات مشتركة بين البلدين.

وأضاف: إن أي تدخل أجنبي في غرب آسيا سيضر بالأمن الاقليمي، واتفقنا على ضرورة حل القضايا الإقليمية بمنأى عن تدخل الدول الأجنبية والغربية، وقد أكد البلدان على حل القضايا الإقليمية ومشاكل اليمن.
ولفت رئيسي إلى  “أننا أكدنا على ضرورة وضع حد للحصار الخانق على الشعب اليمني”، مشيرًا إلى “أننا أكدنا على موضوع حل مشاكل أفغانستان لتشكيل حكومة شاملة في هذا البلد”.
وقدم الرئيس الإيراني تعازيه لامير قطر باستشهاد مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين، وقال: “أتقدم بالتعازي لحكومة  قطر وأسرة الصحافية شيرين أبوعاقلة التي قتلت على يد إسرائيل، وأنا على يقين من أن جرائم الاحتلال لن تضمن أمنه”.
مفاوضات فیینا

من جانبه، أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن الحوار هو الحل الوحيد للخلافات في المنطقة، لافتًا إلى العلاقات المتينة مع الجمهورية الاسلامية القائمة على حسن الجوار.
وأضاف: تحدثنا في هذه الزيارة أيضًا عن مفاوضات فيينا، وأن قطر تعمل على الدفع إلى الأمام من أجل التوصل إلى اتفاق عادل.
وأكد أمير قطر أن هذه الزيارة ستدفع بالعلاقات مع إيران إلى الأمام، واصفًا العلاقات بين البلدين بأنها متينة وقائمة على حسن الجوار.
وأضاف: وجودي هنا اليوم للتأكيد على أن هذه العلاقات يجب أن تكون أفضل مما كانت عليه في الماضي.
وتابع: تحدثنا في هذه الزيارة عن القضية الفلسطينية وعدد من الملفات الإقليمية على رأسها فلسطين واليمن وسوريا والعراق.
وفي الشأن الفلسطيني، طالب أمير دولة قطر بمحاسبة من ارتكب جريمة قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، معربًا عن تعازيه لأسرة الشهيدة بعد استشهادها على يد القوات الإسرائيلية.
مواجهة إسرائيل

من جهة أخرى، اعتبر القائد الأعلى علي خامنئي خلال استقباله أمير قطر، أن “المتوقع من العالم العربي، أن ينزل بشكل صريح إلى ميدان العمل السياسي لمواجهة الجرائم الصهيونية”.
وأكد خامنئي على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين إيران وقطر، موضحًا أن السبيل لحل قضايا المنطقة هو إجراء الحوار بدون تدخل العناصر الاجنبية.
وأكد خامنئي أن متانة العلاقات الإيرانية القطرية واستقرارها يصب بمصلحة البلدين، وأضاف: المستوى الحالي للعلاقات الاقتصادية بين البلدين متدنٍ للغاية وينبغي مضاعفته، كما أن هناك مجال لمزيد من تبادل وجهات النظر حول القضايا السياسية، ونأمل أن تكون هذه الزيارة منطلقًا جديدًا لتوسيع التعاون الثنائي.
وشدد القائد الأعلى أن حل مشاكل المنطقة يكمن في أيدي دول المنطقة ومن خلال الحوار، مضيفًا: قضايا سوريا واليمن يمكن حلها من خلال الحوار، وطبعاً الحوار لا يجب أن يكون من موقع ضعف، بينما يعتمد الطرف الآخر أي أميركا وغيرها بالأساس، على القدرات العسكرية والمالية.
وشدد على أنه “لا داعي لتدخل الآخرين لادارة شؤون المنطقة”، وقال: إن “الصهاينة يعيثون الفساد أينما وطأت أقدامهم ولا يستطيعون إعطاء أي قدرة أو امتياز للدول، لذلك علينا نحن دول المنطقة أن نعزز علاقاتنا بقدر ما نستطيع من خلال التوافق والتعاون”.

اتفاقات اقتصادية

و في سياق متصل، التقى رئيس منظمة التنمية التجارية في إيران علي رضا بيمان باك المدير العام لدائرة الشؤون الدولية بوزارة الصناعة والتجارة القطرية الشيخ أحمد أهن الذي رافق الوفد القطري إلى طهران؛ وأكد الجانبان على توسيع التعاون التجاري بين البلدين.
كما تطرقا إلى التوافقات التي أبرمها وزير الصناعة الإيراني خلال زيارة رئيسي، قبل 3 أشهر إلى الدوحة، إضافة إلى استعراض محاور التعاون بين طهران والدوحة التي سيتم مناقشتها في الاجتماع الثامن للجنة التعاون الاقتصادي المشتركة والمرتقب الشهر المقبل في الدوحة.
الجدير بالذكر أن زيارة أمير قطر لطهران، تأتي ردًا على زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قبل 3 أشهر إلى الدوحة؛ وسيتم خلالها مناقشة العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: