الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة1 مايو 2022 21:05
للمشاركة:

هل تتمکن حكومة رئيسي من توسیع قاعدته السیاسیة لتضم المنتقدین؟

بخلاف الصورة التي رسمها منافسو إبراهيم رئیسي خلال الحملات الانتخابیة، حاولت حكومته حتی الآن إبقاء باب الحوار مع المنتقدین وحتى المعارضین مفتوحا.

ومنذ الیوم التالي بعد فوزه في الانتخابات، عُقدت جلسات عدة بین رئیسي أو مستشاریه مع ممثلي المنتقدین والکتاب الذین یعارضون سیاساته. لكن من دون شك، تُعدُّ جلسة الإفطار التي أقامها رئیسي مع ممثلي الأحزاب والتیارات السیاسیة یوم السبت 30 نيسان/ أبريل 2022، والتي استمرت لساعتین وشارك فيها أبرز الشخصیات السیاسية في البلاد أهم لقاء حدث في هذا المجال حتی الآن.


ویفسر البعض محاولات حكومة رئیسي للاتصال مع المنتقدین بأنها ناجمة عن عدم ثقتها بنسفها، حیث أنها وصلت إلى السلطة بأقل عدد من الأصوات والمشاركة الانتخابية في تاریخ الجمهوریة الإسلامية، مما يجعلها بحاجة للمزيد من الشرعیة.

لکن بالمقابل، یرى آخرون أنها خطوات إيجابية جداً تأتي لتعزیز الحاضنة الاجتماعیة للنظام وتجاوز الأزمات السیاسیة خلال السنوات الماضیة. ومن الواضح أنّ إدارة رئیسي تحاول إظهار نفسها کإدارة وطنیة أعلى من الاصطفافات السیاسیة في البلاد، رغم أنّ هذه المواقف قد لا تتطابق کثیراً مع أداء الحکومة علی الأرض.

ومع تسریب بعض التفاصیل بشأن اللقاء مع النشطاء السیاسیین، أظهرت جمیع التقاریر والروایات أن أجواء إيجابية سادت هناك، فضلاً عن تعامل الرئيس المحترم والمتواضع مع النقاد.

علی سبیل المثال، یصف نائب الرئیس الأسبق الذي قضى سنوات عدیدة في السجن علی خلفیة الأحداث التي تلت انتخابات عام 2009 السید محمد أبطحي سلوك رئیسي بأنه متواضع، ويقول: “لم یختلف سلوکه عما کان علیه قبل رئاسته، وقد عاملنا باحترام وتواضع ملحوظ جداً”.

وخاطب أبطحي الرئيس الإيراني: “يا فخامة الرئیس، من الأفضل أن نجتنّب القراءات الرجعیة للإسلام، حیث کانت ثورتنا تقدم قراءة مثقفة ومتقدمة جداً من الدین. لقد أدى نشر الآراء الرجعیة من الإسلام عبر المنصات العامة إلى توسیع قاعدة المسلمین العلمانیین في مجتمعنا”.

وربما تکون الروایة الأكثر أهمية عن حتی الان هي التي أوردها أشرف بروجردي، الناشطة السیاسیة البارزة والمقربة من الرئيس الأسبق محمد خاتمي، والتي کانت ترأس مکتبة إيران الوطنیة خلال عهد حسن روحاني. وقال بروجوردي خلال مقابلة مع وكالة “تسنيم”: “تحدثت انا مع العدید من النشطاء السیاسیین الآخرین عن تراجع الحاضنة الاجتماعیة للنظام، وکان إبراهيم رئیسي یسمع لنا بدقه والواضح أنه استوعب مخاوفنا تماماً”.

وأضافت بروجردي في جزء آخر من روایتها المثیرة للجدل: “واضح أنّ الرئیس نفسه علی قناعة بشأن ضرورة إحياء الاتفاق النووي، لکن یبدو أنّ هناك أشخاصاً آخرين یعارضون ذلك وآرائهم سائده حتی الآن”.

https://www.instagram.com/p/CdAJhWND2Dw/?igshid=YmMyMTA2M2Y=

ومن جانب آخر، یشیر نجل القیادي السابق في النظام آية الله هاشمي رفسنجاني ورئیس حزب کارغزاران سازندغي (تمثل أهم قاعدة معتدلة عند الإصلاحیین) محسن هاشمي رفسنجاني إلى تغییر موضوع الاجتماع، حيث صرّح: “کان من المقرر أن تناقش الجلسة أوضاع الأحزاب والقضایا السیاسیة في البلاد، إلا أنه تم قضاء الجزء الأكبر منه بمناقشات عن الوضع الاقتصادي للبلاد، نظراً للأجواء السائدة ومشاکل الناس المعیشیة”.

وردا علی مزاعم وسائل الإعلام المؤيدة للحکومة بشأن حضور جمیع التیارات الإصلاحية لذلك الاجتماع، قال رفسنجاني: “لقد تمت دعوة التیارات الإصلاحية المعتدلة فقط للقاء مع الرئیس، والتي تشمل حزبنا، ولم تتواجد جمیع التیارات الإصلاحية وتحدیداً الأكثر تشدداً منها في اللقاء”. ومع ذلك یصف رفسنجاني الاجتماع بالمفيد والأكثر هدوءاً”.

ولفتت مصادر عديدة إلى جدال لفظي وقع بین هاشمي رفسنجاني والناشط الأصولي والمنتمي لجبهة بایداري حمید رسائي.

ويُعدُّ رسائي من أهم معارضي آية الله رفسنجاني والذي أدار حملات إعلامية واسعة ضده خلال حیاته وحتی بعد وفاته. وترکزت إحدى هذه الحملات علی محل وفاة رفسنجاني، حیث یزعم رسائي وأنصاره أنه توفي في مسبح یعود لزوجة الشاه فرح بهلوي.

ورداً علی هذه المزاعم قدمت عائلة رفسنجاني وثائق لوسائل الإعلام تُظهر أنّ المبنى والمسبح الذي توفي فيه آية الله رفسنجاني قد بُنيا خلال عهد رئاسة الأخير وأنه لا تعود ملكيته لزوجة الشاه.

ومع ذلك، کرر رسائي مزاعمه مرة أخرى خلال الاجتماع مع رئيسي، ما دفع محسن هاشمي رفسنجاني بالرد علیه قائلاً: “أنصح السید الرئیس بالحصول علی المعلومات من قنوات معتبرة وموثوقة، ولیس من مثل السید رسائي الذي یکذب هکذا”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: