الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 أبريل 2022 15:00
للمشاركة:

المبادرة الإيرانية لرفع الانسداد السياسي في العراق

بعد فشل التحالف الثلاثي في العراق، لأكثر من مرة، في تمرير مرشحه لمنصب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة المقبلة، دخلت إيران على الخط بطرح مبادرة أساسها أن يكون الجميع رابحا. في طهران قناعة بأن الانسداد السياسي العراقي ليس في صالح أحد، وأن طرفي الصراع - الإطار التنسيقي و التحالف الثلاثي - لن يحققا شيئا إيجابيا من الصراع بينهما، وهو ما يحتّم اجتراح حل.



الدور الذي لعبته قوى إقليمية كالإمارات و تركيا لتوحيد الصف السني، أنتج اتفاقا على اختيار محمد الحلبوسي رئيسا للمجلس النيابي بعد خلافات حادة بين أبناء هذا المكون. هذه التجربة دفعت طهران للبحث عن مبادرة تجمع الشيعة أيضا على مائدة واحدة. هكذا، اجتمع قادة ايرانيون من بينهم قائد قوة القدس اسماعيل قاآني بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في النجف، ثم بقادة الإطار في بغداد، وذلك بطلب من جهات عراقية. لكن الصدر قطع الطريق باستبعاد نوري المالكي من التحالف الشيعي، كشرط لتحالفه مع الإطار التنسيقي.
إصرار الصدر  الدفاع عن شرطه، أقنع الإيرانيين بأن الخيار الوحيد هو إجراء حوار مع الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الكردستاني، لحل مشكلة المرشح لرئاسة الجمهورية بالتوافق، كخطوة التفافية تحرج الصدر، إذ لن يكون ممكنا له الاستمرار في إقصاء جهة شيعية، بينما يتم اختيار رئيس البرلمان عبر التوافق بين السنة، و رئيس الجمهورية بالتوافق بين الأكراد، ما يحتّم عليه الحوار مع المكون الشيعي لاختيار رئيس الحكومة المقبلة.
صحيح أن الأسماء الكردية المرشحة لرئاسة الجمهورية في العراق كثيرة، لكن طهران تحاول حصر القائمة بثلاثة أسماء للوصول إلى مرشح أكثر مقبولية لدى الحزبين الكرديين من أجل التوافق على اسم الرئيس.
أما في مسألة المرشح لرئاسة الوزراء، فيرى البعض في ايران أن اختيار جعفر الصدر  يمنع مقتدى الصدر من التنصل من الاتفاق مع الإطار الشيعي، خاصة أن جعفر هو مرشح الصدريين. لكن هناك رأي آخر في طهران، يرى إمكانية دعم مرشح وسطي لا يُحسب على الصدر ولا الإطار في الوقت الراهن، كحيدر العبادي، فيما يعتقد قليلون بأن رئيس الوزارء المقبل يجب أن يكون صاحب مشروع إنمائي كعبدالحسين عبطان.

ومن هنا تسعى إيران في المرتبة الأولى إلى توحيد البيت الشيعي ورأب الصدع الحاصل على خلفية نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة لضمان الأغلبية الشيعية في العملية التشريعية وسد الطريق دستوريا أمام أية محاولات لا تنسجم مع طبيعة وتوجهات المجتمع العراقي الداعم لمبادئ القضية الفلسطينية والرافض لأشكال التطبيع مع إسرائيل..

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: