الجادّة: طريقٌ في اتجاهين

رضا براهني.. آخر شعراء جيله

للمشاركة:

فجر الخامس والعشرين من آذار / مارس توقّف قلب رضا براهني عن النبض. في كندا، رحل الكاتب والشاعر والناقد الأدبي الإيراني عن عمر ناهز ٨٦ عاما.

الشاعر اليساريّ المولود في تبريز كتب أدبه بالفارسية علما أنه من تُركِ إيران الذين يتحدثون بالتركية. في الثانية والعشرين من عمره نال براهني البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة تبريز، ثم سافر  إلى تركيا ليعود منها إلى إيران أستاذا جامعيا في الأدب الانكليزي. كان براهني من رواد تأليف الحركة الادبية في التسعينيات وما قبلها، ليس فقط بنتاجه الغزير، بل عبر تنظيمه ورش عمل حول النقد الادبي والشعر والرواية.

لكن استقراره كان في الغرب. في عام ١٩٧٢، بدأ التدريس في الولايات المتحدة، قبل ان ينتقل الى كندا ليعيش فيها اكثر من ٣٠ عامًا. كان محبوبا بين جمهور الشعر في بلاده الأم إيران.  ينتظرون قصائده تأتيهم من غربة شاعرهم. تُرجمت أعماله إلى لغات مختلفة، منها الإنجليزية والسويدية والفرنسية وأشهرها كتاب “الذهب في النحاس” (بالفارسية: طلا در مس) الذي ينقد فيه الشعر الإيراني القديم والحديث.
كذلك ترجم براهني أعمالا لكتّاب كبار مثل أنطوان دي سان إكزوبيري، وإيف أندريش، وويليام شكسبير، وكالورماريا فرانزيرو، وماكسيم رودنسون، وديفيد كات.

تعد قصيدة “إسماعيل” أشهر قصائد براهني، حيث يرثي فيها صديقه إسماعيل شاهرودي، وهنا أبرز مقاطعها:

“يا صديقي، في حدائق الجنون والقبلات، البنفسجية.
أيها الشاعر أكثر من قصائدك وقصائدنا!
أيها المتناقض الأبدي! عاشق “ستالين” و “دوغلاس” و “آل أحمد” و “هو تشي منه” وامرأة ذات عيون ملونة و “سيافاش كسرائي” معًا!
أيها المتناقض الأبدي! الذي تعالت سذاجة روحك على متاهة كل معتقداتك.
أيها المغدور.
يا صديقي، في حدائق الجنون والقبلات، البنفسجية.
بعد أن التقيتكَ للمرة الأولى، ضيّعتكَ؛
ثم التقيتك ثانيةً،
فضيّعتك ثانيةً؛
وعندما التقيتك مرّة أخرى كنتَ مجنونا،
تقرأ الشعر، والشعر، والشعر،
وتعيد قراءة الأشعار”.

ومن شعره أيضا المحبب لدى الإيرانيين يمكن الإشارة إلى هذا المقطع:

“في حركة ذراعيه العظيمة
وهي حركة عظيمة للجمالِ
في عصر الرشاشات السريعة
قال شيءً مّا
أهو مثل الطائر؟
أم هو مثل البرعم؟
أو أنّه مثل الشمس؟
في حركة ذراعيه العظيمة
تخنقني غَصّة.. وأتساءل لماذا..
لماذا لم أولد طائرًا؟

في العشق، يقول براهني في إحدى قصائده:

“تذكّرتُ قبلاتكِ اليوم
في هذه الأرض الغريبة الجميلة
وغرّتكِ
ويديكِ
وكتفيك
وذاك الانحناء المضيء بعينيكِ
شيء ما بين الأسود والعسل والتمر
هذه ليست كل ذكرياتي
إنها مجرد إشارات عبر المسافات”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: