الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة16 فبراير 2022 12:53
للمشاركة:

فايننشال تايمز: طهران تدعو واشنطن إلى بيان سياسي بشأن الالتزام بالاتفاق النووي

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إنّ إيران اقترحت أن يُصدر الكونغرس الأميركي بياناً سياسياً بشأن الالتزام بالاتفاق النووي، في وقت تصل فيه المحادثات في فيينا لإحياء الصفقة إلى منعطف حاسم.

وفي مقابلة له مع الصحيفة، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ واشنطن فشلت في تلبية مطلب طهران بضمانات كي لا يتمكّن أي طرف من التخلّي عن الصفقة، كما فعلت الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018.

وأشارت “فايننشال تايمز” إلى أنّ طهران تريد أيضاً رفع جميع العقوبات التي فرضها ترامب، وعقب على ذلك الوزير الإيراني: “من حيث المبدأ، لا يمكن للرأي العام في إيران أن يقبل كضمانة كلمات رئيس دولة، ناهيك عن الولايات المتحدة، بسبب انسحاب الأميركيين من خطة العمل الشاملة المشتركة”.

ونقلت الصحيفة عن خبراء أنه يكاد يكون من المستحيل على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم ضمانات قانونية تطلبها طهران، لكنّ عبد اللهيان أكد أنه طلب من مفاوضيه أن يقترحوا الطلب من الأطراف الغربية أن تقوم برلماناتهم على الأقل، بما فيها الكونغرس الأميركي، بإعلانٍ على شكل بيان سياسي، الالتزام بالاتفاق النووي والعودة إلى تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة.

“فايننشال تايمز” ذكّرت بتحذير مسؤولين أميركيين وأوروبيين مراراً وتكراراً من أنه – نظراً للمكاسب النووية التي حققتها إيران منذ عام 2019- ينفد الوقت لإنقاذ الاتفاقية.

وتابع عبد اللهيان في حواره مع الصحيفة: “التزامات إيران واضحة مثل معادلة رياضية. من الواضح تماماً ما الذي يُفترض بنا القيام به وكيف سيتم التحقق من هذه الإجراءات من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكننا نظل قلقين في المقام الأول بشأن الضمانات “.

وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن إحباط طهران من موقف واشنطن، حيث أنّ أسابيع من المحادثات في فيينا معرّضة لخطر التعثّر، وأضاف: “نواجه مشاكل خلال هذه الفترة لأنّ الطرف الآخر يفتقر إلى مبادرة جادة”.

كما عبّر عبد اللهيان عن شكوك إيران عما إذا كانت الدولة الغربية تريد التواصل لاتفاق بموجب الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن رقم 2231، أم أنّ كل ما يهمها هو البرنامج النووي السلمي الإيراني.

ووفق “فايننشال تايمز”، يقول محللون إيرانيون إنّ المتشددين الذين سيطروا على جميع أذرع الدولة منذ فوز الرئيس إبراهيم رئيسي في انتخابات حزيران/ يونيو لا يمكنهم الموافقة على إحياء الاتفاق إلا إذا تمكنوا من إثبات أنه نسخة أفضل من اتفاق عام 2015.

وعن التفاوض بشكل مباشر مع الولايات المتحدة، قال عبد اللهيان: “كان ردنا الأخير على الأميركيين والوسطاء: أي حوار مباشر واتصال ومفاوضات مع الولايات المتحدة سيكون له تكاليف باهظة للغاية بالنسبة للحكومة الإيرانية الحالية. لسنا مستعدين للدخول في عملية المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة إذا لم يكن لدينا نظرة واضحة وواعدة للتوصل إلى اتفاق جيد، مع ضمانات مستدامة أمامنا”.

وشدد عبد اللهيان على أنّ طهران أوضحت لواشنطن أنه إذا كانت “نوايا واشنطن صادقة، فيجب اتخاذ بعض الخطوات العملية والملموسة على الأرض قبل إجراء أي محادثات واتصالات مباشرة”، لافتاً إلى أنّ ذلك قد يشمل رفع تجميد مليارات الدولارات من أموال النفط الإيرانية العالقة في البنوك المركزية الأجنبية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: