الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 فبراير 2022 11:07
للمشاركة:

مسؤول في الخارجية الإيرانية: ندير علاقاتنا الخارجية بحسب أمننا القومي

قال مدير إدارة غرب آسيا في وزارة الخارجية الإيرانية رسول موسوي إنّ إيران اليوم تدير علاقاتها الخارجية بحسب أمنها القومي ومصلحتها الوطنية، بغض النظر عن هوية الطرف الآن إن كان بلداً شرقياً أم غربياً.

وفي مقابلة له مع موقع القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اعتبر موسوي انه حتى الولايات المتحدة باتت تتطلع إلى الشرق، حيث بدأ اهتمامها بقارة آسيا مع انتخاب باراك أوباما رئيساً، وصار الأميركيون على سبيل المثال ينظرون إلى الصين بشكل مختلف.

وفي هذا الإطار، أشار المسؤول في الخارجية الإيرانية إلى الإمكانات المتنامية في آسيا وتركيز دول عديدة عليها، مثل اليابان وأستراليا والولايات المتحدة والدول الأوروبية، حيث ينمو عدد السكان، وتحديداً عدد الشباب، بينما يظهر أنه لن يكون هناك نمو جديد في أوروبا، على حد قوله.

وتابع موسوي: “لذا، إذا نظرنا إلى الشرق، فهذا لیس بمعنی نسیان الغرب، بل ننظر إلى القوى الآسيوية. كما أن كل الأميركيين والأوروبيين ينتبهون الآن لآسيا والدول الآسيوية. بالطبع، لأننا داخل آسيا ولدينا تقاربات ثقافية وحضارية مهمة فيها، يمكننا التواصل بشكل أسرع مع الدول الآسيوية”.

موسوي لفت إلى أنه على الرغم من كون تركيا عضواً في حلف شمال الأطلسي، إلا أنها تملك واحدة من أفضل العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، مضيفاً أنّ التنوّع السياسي الاستراتيجي الموجود في مجموعة الدول الجارة لإيران، لم يمنع هذه الأخيرة من العمل على أفضل العلاقات مع هذه المجموعة من. الدول.

وفي هذا الإطار، أكد موسوي أنّ بلاده مستعدة للتعاون مع جميع أنواع الاستراتيجيات العالمية في إطار المصالح الوطنية، وتحت شعار “لا شرقية ولا غربية”، مشدداً على أنّ القضية الأولى في سياسة الجوار هي التكامل الاقتصادي.

وأكمل: “لقد أحرزنا تقدما جيداً مع بعض البلدان. لكن مع بعض البلدان المجاورة الأخرى لم نحرز أي تقدم. لا ينبغي أن ننسى أننا كنا ولا نزال نتعرض لضغوط اقتصادية وحرب من الولايات المتحدة. على الرغم من هذه الحرب والضغوط، فقد تمكنا من تسوية معظم مشاكلنا الاقتصادية مع جيراننا بطريقة ما”.
واعتبر مدير إدارة غرب آسيا في وزارة الخارجية الإيرانية أنه لولا هذه الضغوط، لكانت طهران في وضع مختلف تماماً.

على سبيل المثال، ذكر موسوي أنّ القوة الاقتصادية الإيرانية استطاعت تلبية العديد من الاحتياجات الاقتصادية لباكستان وأفغانستان، ورأى أنّ العقوبات الاقتصادية ليست بسبب القضية النووية فقط، بل هي تهدف أيضاً إلى منع إيران من مشاركة قدرتها الاقتصادية مع جيرانها.

وذكّر موسوي بأنّ آسيا اليوم ليست مجمّعاً متجانساً من الشرق، بل هناك بلدان غربية الاتجاه 100% وبلدان شرقية الاتجاه 100%.

وأكد موسوي أنّ القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي يمنح حرية التفاوض والتحدث لوزارة الخارجية، مشيراً إلى أنه ليس أمام هذه الوزارة أي حواجز بينها وبين التفاوض والتواصل باستثناء خط أو خطين أحمرين.

ولفت موسوي إلى أنّ خامنئي أولى اهتماماً دائماً لإمكانيات أوروبا العظيمة، بحسب تعبيره، معتبراً أنّ مشكلة السياسة الخارجية في إيران تكمن بأنّ القضايا الرئيسية في هذا الشأن تدخل بطريقة ما في المناقشة العامة، ولاحظ أنّ الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى روسيا أثارت مناقشات مختلفة وتعليقات غريبة!

وتابع: “في سیاسة التطلع إلى الشرق، أولئك الذين لا يعرفون تاريخ التطلع إلى الشرق، ولا جغرافيته، ولا البلدان، يأخذون فقط قضيتين أو ثلاث قضايا محددة ويطرحونها. أنا لا أدعو إلى عدم إثارة هذه القضايا، لكن هذه الإثارة في مجال السياسة الخارجية يجب أن تناقش من قبل مجموعات متخصصة. هذه مشكلة تواجه سياستنا الخارجية”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: