الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة12 يناير 2022 17:10
للمشاركة:

سليماني لروحاني: هل تريد أن تسير على نهج احمدي نجاد؟

تحدث قائد قوات الجوفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده عن خلاف نشب بين رئيس الجمهورية الإيرانية السابق حسن روحاني وقائد فيلق القدس السابق اللواء قاسم سلیماني.

وفي حوار له مع صحيفة “كيهان” الأصولية، قال حاجي زاده إنه خلال حكومة روحاني الثانية (2017:2021)، جرى لقاء بين القادة العسكريين ورئيس الجمهورية آنذاك، وقد حضر هو هذا اللقاء إلى جانب القائد العام السابق للحرس الثوري محمد علي جعفري واللواء سليماني.

وبحسب حاجي زاده، كان في تلك الفترة كلّما ألقى القائد الأعلى الإيراني خطاباً يقوم روحاني في الأسبوع التالي باتخاذ موقف مخالف، ثم يهاجم الحرس الثوري، مضيفاً: “خلال هذا الاجتماع، قلنا جميعاً لروحاني، نحن مساعدوك، ولدينا القوة والفرصة لمساعدة حكومتك، ونعتبر أنه من واجبنا تقديم المساعدة، ولقد رأيتم أنه في الأزمات التي حدثت مثل الفيضانات والزلازل وقضايا أخرى كان الحرس يعمل حقاً”.

وتابع حاجي زاده: “قلنا لروحاني إن هاجمتمونا ثانيةً فلن نتسامح معكم. أنتم تهاجموننا كل يوم”.

ووفق رواية قائد قوات الجوفضائية للحرس الثوري، أكد سليماني لروحاني في ذلك الاجتماع أنّ الدفاع عن الثورة والأمة والنظام والقائد الأعلى هو خط أحمر، منبهاً رئيس الجمهورية أنه لا يمكن له الاستمرار بمهاجمة الحرس الثوري وأن يبقى قادة الحرس صامتين.

وسأل سليماني رئيس الجمهورية السابق: “هل تريد أن تسير على نفس طريق أحمدي نجاد؟ هل تريد أن تكون مثله؟ لقد صوَّت لك الشعب وأصبحت رئيساً، فلنتكاتف ونساعد في بناء البلاد، لماذا تهاجمنا كل يوم؟ دعنا نحل المشاكل”.

وفي سياق آخر أكد حاجي زاده أنّ لدول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والدول العربية وإسرائيل خططاً كبيرة للمنطقة، تهدف إلى إخضاع الدول وجعلها ضعيفة بلا جيش ولا قوات عسكرية ولا قدرات دفاعية، متهماً هذه الدول بإنشاء “فيروس الجماعات التكفيرية وداعش”.

وتابع: “انظروا ماذا فعلت الجماعات التكفيرية في ليبيا؟ لم تكن سوريا والعراق فقط، لم تكن أفغانستان وباكستان فقط، لم يكن اليمن فقط، انتشرت إلى أفريقيا وباقي المنطقة لاستخدام القوى الداخلية لهذه الدول في حرب دينية بين الشيعة والسنة، لكنها تستهدف المنطقة بأسرها. تضرر المسيحيون والأيزيديون من هذه الأحداث، وكان هدفهم السيطرة على كل المنطقة”.

وتحدث حاجي زاده عن تقدم تنظيم “داعش” الكبير في العراق عام 2014، معتبراً أنّ ما حصل من تقهقر سريع للجيش العراقي وانضمام البعض منه إلى التنظيم لم يكن صدفة، مشدداً على أنّ قاسم سليماني هو من أحبط خطط التنظيم في العراق في تلك الفترة.

وأشار قائد قوات الجوفضائية للحرس الثوري إلى أن الأميركيين استخدموا وجود وانتشار تنظيم “داعش” كحجة للعودة إلى العراق، مذكّراً بتصريحات لمسؤولين أميركيين عن استمرار الحرب ضد التنظيم لثلاثين عاماً وبعودة بناء المعسكرات الأميركية على الأراضي العراقية في تلك الأجواء.

وأضاف: “تم تدمير الجيش العراقي بالكامل، لم تكن هناك قوة جوية ودُمرت القوة البرية بأكملها. هنا علينا أن نذكر دور سليماني، ونفسّر ما حدث. ما لم يُلاحظ أن الجيش الذي تم بناؤه في العراق على مدار السنين تم تدميره في غضون أيام، وفي غضون أشهر أنشأ سليماني جيشاً ليحل محله، وبهذا أفشل كل المخططات الأميركية في المنطقة بشكل كامل، وحوّل التهديد إلى فرصة، فمن الطبيعي أن يغضبوا منه ويستهدفوه”.

وتناول حاجي زاده ما جرى في المعارك في سوريا، لافتاً إلى أنّ الحرس الثوري لم يكن يعلم تحت أي عنوان عليه أن يشيّع الذين يستشهدون في سوريا، مؤكداً أنّ عمل سليماني هناك كان صعباً ومقيّداً، حيث لم يتمكن من استخدام قوات إيرانية.

وذكر حاجي زاده إنّ بعض الفلسطينيين الذين دعمتهم إيران لسنوات عديدة، وقفوا ضد الحكومة السورية، وقد استغرق الأمر سنوات لتغيير اتجاه هؤلاء وعودتهم إلى حيث كانوا سياسياً.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: