الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 يناير 2022 14:11
للمشاركة:

التقدير الاستراتيجي لمعهد IPS لعام 2022: النووي الإيراني هو التحدي الأول لإسرائيل

قال معهد السياسات والاستراتيجيات الإسرائيلي IPS إنّه في بداية عام 2022 تواجه إسرائيل تحديات استراتيجية مكثفة لأمنها القومي، وعلى رأسها التهديد الإيراني النووي وانفجار الأرضيات على الصعيد الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة.






وفي تقديره الاستراتيجي الذي أصدره مؤخراً، أشار المعهد إلى أنّ إيران تسعى لتبنّي استراتيجية متّسقة والعمل على إقامة نفوذ إقليمي وتقويض الوجود الأميركي في الشرق الأوسط وكسر التحالف الخليجي – الإسرائيلي، إلى جانب أن تصبح دولة على عتبة نووية بحكم الأمر الواقع.

وفي السياق، لاحظ معهد IPS أنّ المحادثات النووية في فيينا، التي استؤنفت بعد نهاية عطلة عيد الميلاد، إلى مرحلة متقدمة سيُطلب فيها من الأطراف المعنية اتخاذ قرارات صعبة بشأن إمكانية تجديد الاتفاق النووي، مضيفاً أنّ ممثلي وفود إيران وروسيا والصين وأوروبا يظهرون تفاؤلاً حذراً على الرغم من الفجوات العميقة المتبقية بشأن قضايا جوهرية. واعتبر المعهد أنّ احتمال حصول أزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة يزداد إذا تم التوقيع على اتفاق يعرّض مصالح الأمن القومي الإسرائيلي للخطر.

وتابع تقدير IPS: “علاوة على ذلك، فإن استراتيجية إسرائيل محصورة في خيارين سيئين: اتفاق نووي قديم جديد من شأنه أن يمنح إيران الشرعية الدولية، ويعزز اقتصادها بطريقة تسمح للنظام بتعزيز أنشطته في الشرق الأوسط، وخنق إسرائيل عبر إقامة قواعد نيران إقليمية وتعزيز الميليشيات، ومن جهة أخرى قد يؤدي انفجار المحادثات النووية بإيران إلى قرار تسريع المشروع النووي وتخصيب اليورانيوم إلى المستوى العسكري للحصول على قنبلة في غضون ثلاثة أسابيع بموجب قرار سياسي”.

من ناحية أخرى، لفت المعهد إلى أنّ الولايات المتحدة تسعى إلى توقيع جديد للاتفاق النووي حتى تتمكن من التركيز على مواجهتها الاستراتيجية مع الصين وروسيا، وتجنب الانجرار إلى أزمة إقليمية أخرى في الشرق الأوسط.

في هذه الحالة، برأي IPS، تسعى الدول العربية الخليجية إلى الوصول لاتفاقات وحوار مباشر مع طهران، ومن أسباب الاهتمام الخليجي بهذا الحوار هو الخوف من التصعيد من دون مساعدات أمريكية، والحملة المستمرة في اليمن وكلفتها الباهظة، كما الرغبة بالحفاظ على الاستقرار الأمني وعدم الانجرار إلى مغامرات خطيرة.

توصيات

وأوصى تقرير المعهد باستعداد إسرائيل لسيناريو توقيع اتفاق نووي لا يتماشى مع مصالحها الأمنية والاستراتيجية، معتبراً أنه بناء على ذلك يجب الاستفادة من هذا الاتفاق لزيادة المساعدات الأمنية من واشنطن، والتجهز بمنصات من شأنها أن تنشئ الميزة النوعية للجيش الإسرائيلي.

ودعا معهد IPS لإيجاد تأثير إسرائيلي على صياغة اتفاق نووي فعال يوفر ضمانات كافية لوقف التقدم النووي، مشجعاً تل أبيب على أن توضح للولايات المتحدة وأوروبا أن الاتفاق الذي لا يعالج هذه الجوانب سيشكل بداية سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، وسيكون لذلك تأثير على الاستقرار الإقليمي وعلى الساحة الدولية.

وتابعت توصيات المعهد: “تحتاج إسرائيل إلى تسريع عملية بناء القوة ورفع القدرة العملياتية لسيناريو مهاجمة المواقع النووية، وذلك عبر تعزيز الردع الإسرائيلي، الأمر الذي سيتيح المرونة في عملية صنع القرار، إذا لزم الأمر”.
  
وشدد المعهد على توطيد إسرائيل علاقاتها الاستراتيجية مع الأردن ومصر ودول الخليج في مواجهة التهديد الإيراني المتزايد في المنطقة (الطائرات من دون طيار، قدرات النيران الباليستية المتقدمة، الدقة، الهجمات عبر الإنترنت وما إلى ذلك).

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: