الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 نوفمبر 2021 18:57
للمشاركة:

إيران و “الطاقة الذرية”.. هل توصل الطرفان لاتفاق؟

أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي عن عدم التمكن من التوافق في المحادثات التي أجراها في طهران معتبراً أن التحديات الماثلة مع إيران هي في فهم الطرفين لبعضهما في ظل وجود حكومة جديدة.

وقال غروسي خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الأربعاء 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، إن الوكالة تريد استعادة قدرتها على المراقبة وتشغيل الكاميرات في مواقع إيرانية داعياً إيران إلى احترام حصانة المفتشين الدوليين وعم ترويعهم وأضاف اتفقت مع وزير الخارجية الإيراني على استمرار التواصل عن كثب مشيرا أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق مع إيران.

في المقابل، لم تتأخر طهران في الرد على غروسي، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان أن بلاده توصلت لاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل حل المشاكل الفنية، مشيرًا وفق ما ذكرت الخارجية الإيرانية بعد اجتماع افتراضي مع نظيره الصيني إلى أن الطرفين سيصدران بيان مشترك في أقرب وقت ممكن. وفي وقت لاحق، أوضح عبداللهيان أن، اجتماع قريب سيعقد مع غروسي بهدف وضع اللمسات الأخيرة على نص تم العمل عليه خلال زيارته الأخيرة لطهران، لافتًا خلال تغريدة على تويتر إلى أن “تسييس الأمور التقنية أمر غير مثمر”.

كما استبق كلام عبداللهيان، تصريحات للمتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي إن المحادثات التي جرت بين منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وغروسي كانت بناءة وتوصل الجانبان إلى اتفاق عام حول كيفية متابعة القضايا ذات الاهتمام. مرجعًا تأخر الإعلان إلى ضيق الرحلة التي تمت عشية اجتماع مجلس المحافظين والقيود الزمنية، كذلك، أوضح أن الطرفان اتفقا على مواصلة المشاورات.

إعلان عبداللهيان حظي بإشادة مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية ميخائيل أوليانوف، حيث غرد على تويتر: سيكون شيئ عظيم لو توصلت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى بيان مشترك!. أما مندوب أميركا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقال: إذا استأنفت إيران التزامها بالاتفاق النووي فإن أميركا سترفع كل العقوبات التي تتعارض مع هذا الاتفاق.

وفي وقت سابق، نقلت “رويترز” عن المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي تهديدًا، جاء فيه أن طهران إذا بدأت الاقتراب من القنبلة النووية فلن نجلس مكتوفي الأيدي،وأضاف مالي إذا اختارت إيران ألا تعود للاتفاق النووي سنضطر للنظر في جهود أخرى دبلوماسية وغيرهامعتبراً أن الإشارات الواردة من ‎إيران بشأن محادثات فيينا غير مشجعة.
وبالتوازي مع ذلك، لوح قائد القوات المركزية في الجيش الأميركي كينيث ماكنزي، باستخدام بلاده للخيار العسكري مع إيران في حال فشلت المفاوضات، ذاكرًا أن لديهم عدة خطط جاهزة للتنفيذ في حال تلقوا الأوامر بالتعامل مع إيران، فضلًا عن تأكيده أن طهران أصبحت قريبة جدًا من امتلاك سلاح نووي.

وكان، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي قد التقى في طهران الثلاثاء 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، كلًا من رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد اسلامي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وفي ختام لقاءه مع الأول، عقد الإثنان مؤتمرًا صحفيًا أكد فيه اسلامي أن إيران ملتزمة بتسوية المسائل الفنية مع الوكالة الدولية دون تسييس مضيفًا أنه تم مناقشة المسائل الفنية والملفات السياسية والمؤامرات التي تحاول إعاقة عمل منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

وقال إسلامي أن إيران مصممة على استكمال برنامجها النووي والوكالة الدولية ستساعدها في ذلك مشيراً بأن غروسي أكد عدم مشاهدة أي انحراف في برنامج إيران النووي، معلناً بأن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعمل بجدية في سبيل التوصل لنتائج إيجابية خلال هذا اللقاء، وأضاف إنّ “ما طرحه أعداء إيران من مزاعم وسلموها للوكالة، قمنا بالرد على الأسئلة المرتبطة بها، لكن بقي جزء منها”. مؤكدًا الاتفاق على إنهاء القضايا التي أغلقت سابقًا.

من ناحيته أكد غروسي أن زيارته تهدف إلى “استمرار العمل المشترك لخلق الشفافية وتعميق الحوارات مع الحكومة الإيرانية الجديدة” وحول مباحثاته مع رئيس الطاقة الذرية الإيرانية، كشف غروسي أنها كانت “مضغوطة ونحن نسعى إلى استمرار العمل ومواصلة العلاقات للوصول إلى أرضيات مشتركة”.

أما لقاء غروسي الثاني في طهران والذي كان مع وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبداللهيان الذي أخبر ضيفه بأن إيران ترى أن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تواصل تعاونها مع إيران في إطار مهامها الفنية وتجنب اتخاذ مواقف سياسية مؤكداً وفق بيان الخارجية الإيرانية على إرادة بلاده للتعامل البناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار الاتفاقات الدولية وآملاً ان تعزز زيارة غروسي الثقة المتبادلة والتعاون بين الطرفين أكثر.
الخارجية الإيرانية نقلت عن غروسي تأكيده لعبداللهيان أن الوكالة تعمل بشكل تقني واحترافي وغير منحاز، منوهًا إلى أن زيارته تظهر إرادة الحوار وحل القضايا العالقة.

الجدير ذكره، أن إيران خفضت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن أوقفت التزامها بالبروتكول الإضافة لمعاهدة حظر الانتشار النووي مطلع العام 2021، لكنها توصلت مع الوكالة الدولية في حينه لاتفاق يقضي بالابقاء على الكاميرات التي ركبت بموجب البروتكول على أن يكون تسليم الأشرطة مرهونًا بالتوصل لاتفاق يقضي برفع العقوبات عن إيران، وفي أيلول/ سبتمبر عاد غروسي لطهران وعقد اتفاقًا مع الحكومة الإيرانية الجديدة يقضي بالسماح للمفتشين بتغيير حافظة الكاميرات الممتلئة، وبعد وقت قصير من الزيارة، أعلنت الوكالة أن إيران نقضت هذا الاتفاق بعد منعها المفتشين من تركيب كاميرات في منشأة لتركيب أجهزة الطرد المركزي في كرج، وهو الأمر الذي نفته طهران، مؤكدة أن هذه المنشأة لم تكن ضمن الاتفاق، كما أن هذه المنشأة التي تعرضت لاستهداف في يونيو/ حزيران تحتاج لصيانة، ثم في وقت لاحق اتهمت الوكالة بتسريب معلومات من تلك المنشأة أدت لتسهيل استهدافها، حيث لا يزال الخلاف قائمًا بين الطرفين حول هذه القضية، وقضايا أخرى تتعلق بأسئلة الوكالة عن تجارب نووية جرت في بعض المواقع الإيرانية قبل توقيع الاتفاق النووي.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: