الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة31 أكتوبر 2021 14:58
للمشاركة:

عبداللهيان: لدينا شكوك جدية بنوايا واشنطن في المفاوضات النووية

أكد وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان أن طهران لديها شكوك جدية حول نوايا واشنطن فيما يتعلق بالمفاوضات النووية. وفي حوار خاص اجرته معه صحيفة "ايران" الحكومية، ذكر عبداللهيان أن "بايدن لم يتخذ حتى الآن أي خطوات عملية لرفع العقوبات، لذلك لدينا شكوك جدية حول نواياهم ونعتقد أنهم لم يتخذوا إجراءات عملية بعد حتى في الجولات الست من المفاوضات".

وتابع عبداللهيان، أن “طهران تناقش كيفية التفاوض واستئنافه، مؤكداً أنّ “هناك طريق واحد وبسيط للعودة إلى التفاوض وهو الموافقة على العودة إلى النقطة التي انسحب منها ترامب”. مبديًا اعتقاده أن “أميركا إذا كانت لديها إرادة جادة للعودة إلى الاتفاق النووي، فإننا لا نحتاج إلى كل هذه المفاوضات على الإطلاق، يكفي أن يصدر الرئيس الأميركي أمراً تنفيذياً اعتباراً من الغد، يعلن خلاله العودة إلى النقطة التي انسحب منها ترامب، لكن المشكلة هي أننا نسمع هذه الإرادة والنية في رسائل الأميركيين لكننا لا نرى هذه الإرادة على أرض الواقع”.

وأشار وزير الخارجية الإيراني أن “واشنطن تريد استمرار جزء كبير من العقوبات التي فرضها ترامب على إيران وهذا غير مقبول لدينا”، كاشفًا إلى أن “أحد نقاط انسداد مفاوضات فيينا هي بند بيعنا وشرائنا الأسلحة بحرية، إذ أن واشنطن تعارض ذلك”.

ورداً على سؤال بشأن العقبة الأصعب التي تعرقل استئناف المفاوضات في الوقت الراهن، أجاب: “لا أرى أي عقبات في الداخل، مشكلتنا هي نوع اللعبة التي يرغب فيها الأميركي على وجه التحديد”، مضيفاً أن “جو بايدن يتحدث عن نهج مختلف عما كان في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ولكن عندما يتحدث عن إيران، يتضح أن لديه النهج السابق نفسه”.

وحول تأثير المفاوضات النووية على علاقات إيران الاقليمية قال وزير الخارجية: علينا ان ننتظر ونرى ما سيحدث خلال المفاوضات وما إذا كانت الأطراف الأخرى لديها إرادة جادة بمواصلة المفاوضات مؤكدا أن طاولة المفاوضات هي نوع من مشهد الصراع والحرب الدبلوماسية، ويجب الدفاع عن مصالح البلاد.

وفي السياق، لفت أمير عبد اللهيان إلى “أننا أحد الأطراف في المفاوضات وبقية الدول في الطرف الآخر، لكننا الطرف الرئيسي في ذلك ويجب علينا أن نرى كيف يمكننا العمل لضمان أقصى قدر من الحقوق والمصالح لشعبنا”. وأردف بالقول: “علينا أن نقبل حقيقة أن وضع كافة البيض في سلة واحدة لن يكون سياسة صحيحة، ولكن إذا نجح الاتفاق النووي، أي رفع الحظر، فإن النتائج ستكون إيجابية، وأننا نتفاوض لتحقيق هذا الهدف، واخيراً فإن الاتفاق النووي له تأثير كبير وهو اتفاق فاعل”.

وأوضح أن هناك عدة محاور تعتمد عليها الحكومة الجديدة في تبني السياسة الخارجية التي تتسم بالتوازن والدبلوماسية النشطة والذكية، لافتًا إلى أن التوازن يعني الاهتمام بتعزيز العلاقات مع بعض الدول وخاصة الجوار وفي نفس الوقت لن نتجاهل اقامة العلاقات مع بقية دول العالم، وسنتابع دبلوماسية متوازنة مع كافة دول العالم بما فيها الدول الأوروبية كما لن ننسى العلاقات مع دول أميركا اللاتينية والدول الافريقية.

وحول علاقات إيران بدول الجوار قال عبداللهيان أن اهتمام طهران بتعزيز العلاقات مع بعض الدول وخاصة الجوار لا يعني تجاهلها للعلاقات مع بقية دول العالم وستستخدم قدرة الصين كقوة اقتصادية في علاقاتنا كما ستستخدم روسيا كجار بما يتماشى مع سياستنا تجاه دول الجوار وآسيا، مضيفا: أننا ملتزمون بسياسة “لا شرقية ولا غربية” ودفعنا الكثير للحفاظ على هذا الاستقلال.

وقال عبداللهيان: “نحن نقبل الحوارات الإقليمية في الإطار الاقليمي ونعتقد أنه لا علاقة بين المفاوضات النووية والحوار الاقليمي، لقد كان حضور ايران في اجتماع بغداد الاقليمي نوعا من إعلان الاستعداد والمشاركة الجادة للحوار في المنطقة مؤكدا أن أي ربط للملف النووي بالقضايا الإقليمية هو تضليل للأطراف الأخرى في المفاوضات النووية.

وفي معرض إجابته إجابته عن أسباب عدم تحقيق مبادرة إيران للتعاون الإقليمي، أوضح وزير الخارجية الإيراني، أن السبب الأول هو وجود وتدخل قوى أجنبية وغرس وإحياء فكرة لا أساس لها وهي “ايران فوبيا” – الخوف من ايران- في المنطقة، والسبب الآخر يتعلق بالثقافة السائدة في المنطقة، لأن  طبيعة التعامل مع دول المنطقة تختلف عن التعامل مع بعض الدول الغربية.

وفي هذا الإطار، أكد عبداللهيان أن إبلاغ تفاصيل المفاوضات النووية إلى بلدان المنطقة أمر ضروري، مشيرًا إلى أنه أجرى في هذا الصدد لقاءات واتصالات هاتفية في الأيام الماضية مع تركيا وسلطنة عمان وقطر والعراق وباكستان واندونيسيا والصين وروسيا وجيراننا الشماليين وحتى دول في جنوب افريقيا. ونوه عبداللهيان إلى أنه سيبدأ جولة من الزيارات في المنطقة قريباً لإطلاع دول المنطقة على سير المفاوضات النووية

وحول المحادثات مع السعودية قال: بدأت المحادثات بيننا وبين السعودية، لكن السلوك السعودي غير البناء معنا خلال السنوات الأخيرة تم تسجيله في الذاكرة التاريخية لشعبنا، موضحًا أن المحادثات مع الرياض كانت بوساطة عراقية وقد تم اتخاذ قرار البدء فيها على المستوى الوطني وبالتنسيق مع جميع الإدارات المسؤولة عن تنفيذ السياسات الخارجية للبلاد، لكننا نشعر بأن السعوديين يتحركون ببطء في هذا المسار. وأكد وزير الخارجية الإيراني أن الطريق أمام الرياض مفتوحة لعودة العلاقات الطبيعية مع طهران وأن المباحثات الجارية إيجابية وتحقق تقدم، لكن السعوديين يحتاجون وفق قوله للمزيد من الدراسة والجهوزية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: