الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 أكتوبر 2021 16:25
للمشاركة:

“الوضع في البلاد أصبح مرهقًا”.. تصريحات مرجع ديني تثير جدلًا في إيران

أثارت مواقف المرجع الديني في مدينة قم الإيرانية صادق كلبيكاني ردود فعل متباينة، بعد إعلانه أن الوضع الاقتصادي في البلاد "أصبح مرهقًا للغاية"، داعيًا إلى ضرورة التواصل مع العالم من أجل تحسين الأمور.

وأعرب كلبيكاني، خلال لقائه رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عن قلقه إزاء سوء الوضع الاقتصادي، مشددًا على أن “الناس لا يستحقون هذه الأوضاع”.

ويذكر أنها المرة الثانية التي ينتقد فيها كلبيكاني السياسات الكلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث دعا أكثر من مرة إلى إصلاحها.

وبحسب موقع جماران الإخباري، قال كلبيكاني في إشارة إلى الزيادة الكبيرة في الأسعار والضغوط على الناس: “أصبحت الأسعار الباهظة لا تطاق وأصبح الأمر صعبًا للغاية ولم يعد بوسع الناس تحملها”.

وكان قد نشرت وزارة العمل الإيرانية مؤخرًا تقريرًا أفاد بأن استهلاك اللحوم والأرز انخفض بمعدل النصف مقارنة بالعام الماضي، كما انخفض استهلاك منتجات الألبان بشكل كبير.

ووفقًا لمركز الإحصاء الإيراني، بلغ معدل التضخم ما يقرب 44%، كما ارتفعت أسعار بعض الأطعمة مثل الأرز والدجاج والأسماك واللحوم الحمراء بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي.

تفاعل مع التصريحات

تصريحات كلبيكاني أثارت غضب التيار الأصولي في إيران، حيث تفاعلت بعض شخصيات هذا الفريق مع الموقف المذكور. ونشرت صحيفة “جملة” بعض ردود الأفعال المتفاوتة، وكان أولها تجاهل صحيفة “كيهان” الأصولية لتصريحات كلبيكاني، والاكتفاء بنقل خبر لقائه برئيس البرلمان الإيراني.

من جهته، قال الصحافي في موقع “رجا نيوز” مهدي جمشيدي: “اللافت أن هذه الكلمات قالها حسن روحاني قبل ثماني سنوات لكي يخدع بها عوام الناس والسطحيين وقصيري الرؤية، ليأتي الآن مرجع تقليد ويردد نفس الكلمات بعد ثماني سنوات الأمر الذي يجعلني أتساءل هل أدين تقليدهم أو تحليلهم السياسي الخاطئ تمامًا والمتأخر”.

بدوره نشر حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، صورة له على صفحته على إنستغرام برفقة كلبيكاني، وكتب: هو من بين العلماء الذين لا يزالوا على قيد الحياة ولديهم قيمة، عدا عن زعامتهم الكبيرة، وهي أنك تشعر بالراحة والطمأنينة أثناء حضورهم، والدين بالنسبة لهم هو دين الله فقط.

واستنكر أحد كبار علماء الحوزة العلمية في قم رضا أستادي، الهجمة التي شنت على المرجع كلبيكاني، بقوله: الكل يشهد حرص كلبيكاني على الدين وبأنه يتكلم في المكان المناسب.

ونشرت صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية أيضًا مقالًا لعضو الحوزة العلمية في قم محمد تقي فاضل، كتب فيه: يمتلك كلبيكاني، مواقف جيدة للغاية بشأن القضايا والأحداث السياسية التي تحدث. وكان موقفه الأخير خلال لقائه قاليباف موقفًا جيدًا، ومحاولة لتحقيق تفاعل مع العالم، وفتح باب المفاوضات لحل مشكلة معيشة الناس.

ودافع نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق علي مطهري عن المرجع كلبيكاني عبر تويتر من خلال تغريدتين كتب فيهما: “إن توجيه كلبيكاني بشأن تحسين العلاقات مع العالم لتحسين الظروف المعيشية للناس هو نقطة أساسية يجب على المسؤولين اتباعها، فهذا المرجع الموقر يشعر بالقلق حيال ضعف الدين عند الناس بسبب التقشف الاقتصادي غير الضروري”.

وأضاف: “قول البعض عن جهل بأنه لا ينبغي البحث عن حل لمشاكل البلاد في الخارج هو مغالطة، فلطالما كان رجال الدين الشيعة ملجأ للشعب بسبب استقلالهم عن الحكومات عبر التاريخ”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: