الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة10 أكتوبر 2021 15:22
للمشاركة:

على هامش زيارة باقري كني إلى أنقرة.. لماذا تقلق إيران من الدور التركي في القوقاز؟

كان الدور التركي في منطقة القوقاز ولايزال مقلقًا ومزعجًا لطهران، حيث لم تتوان هذه الأخيرة خلال الأسابيع الماضية عن إظهار ما تشعر به من ریبة إزاء المناورات الأخيرة بين تركيا وأذربيجان وباكستان والتي حملت إسم "الأخوة الثلاثة" في منتصف الشهر الماضي، إذا أن التداعيات في هذه الساحة المجاورة لإيران لم تضع أوزارها بعد.

المناورات المذكورة كانت نقطة خلاف فاصلة بين أذربيجان وحليفتها تركيا من جهة، وإيران وأرمينيا من جهة أخرى. وهو الأمر الذي قابله الجيش الإيراني بإجراء مناورات عسكرية على الحدود مع أذربيجان، وفي وقت لاحق أجرت باكو وطهران مناورات أخرى في منطقة “نخجوان” الأذرية على الحدود مع إيران. هذا في الوقت الذي لا تزال قضية طريق الشاحنات الإيرانية التي تتوجه إلى أرمينيا عبر أذربيجان تراوح مكانها بين البلدين.

في خضم هذه التوترات، وصل وفد إيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية علي باقري كني إلى العاصمة التركية أنقرة، في إطار جولة قام بها هذا الأخير شملت من قبل كل من قطر وباكستان وسلطنة عمان. زيارة الوفد الإيراني استغرقت يومين، استهلها باقري كني والوفد المرافق له بلقاء مع نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم نعمان كورتولموش في مقر الحزب الرئيسي في أنقرة، وكان اللقاء إيجابيًا بينهم كما وصفتهُ وسائل إعلام تركية محلية.

وناقش باقري كني وكورتولموش العلاقات الثنائية بين البلدين ومستقبل التعاون بينهما، فضلًا عن التنسيق بين البلدين في الملفات ذات الاهتمام المُشترك.

أما اللقاء الثاني الذي أجراه باقري كني، فكان مع نظيره التركي سادات أونال. وبحسب الخارجية التركية، بحث الاجتماع سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين والدفع بها نحو الأمام، كما استعرض المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية لا سيما الوضع في القوقاز واليمن وسوريا وأفغانستان.

وسائل إعلام تركية محلية قالت إن جلسة المشاورات التي عُقدَت بين الوفدين كانت مُركزة بشكل كبير على الوضع في القوقاز وسُبل حلحلة الخلاف الحالي بين كافة الأطراف وأليات التهدئة في المنطقة. وفي السياق، ذكرت صحيفة “خبر تورك” أن تعامل الإدارة الإيرانية السابقة مع أذربيجان غداة انتصارها في حرب إقليم قره باغ اتسم بنوع من العقلانية البراغماتية وهذه العقلانية البراغماتية تركت سبيلاً لنهج معارضة أكثر عدوانية (تجاه الانتصار الأذربيجاني).

وتابعت الصحيفة في تقرير لها أن الأجواء المُحيطة بزيارة الوفد الإيراني (برئاسة مساعد وزير الخارجية محمد كاظم سجادبور) الذي زار باكو منذ فترة كانت مليئة بالتفاؤل وما لبثت تلك الأجواء أن تلاشت، بعد عودة الوفد إلى طهران وكيل الاتهامات إلى باكو.

كما أشارت الصحيفة التركية، إلى أن مباحثات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو قبل أيام، شملت النقاش في المناورات الأخيرة بين تركيا وأذربيجان، لافتة إلى أن عبداللهيان قدم شكوى لنظيره الروسي سيرغي لافروف على خلفية تلك المناورات.
“خبر تورك”، اعتبرت أن إيران تعارض تلك المناورات بتعجرف، مرجعة السبب في ذلك إلى أمرين الأول احتمالية عقد اتفاق نهائي بين تركيا وأذربيجان، غير أنها لم توضح ماهية ذلك الاتفاق. أما السبب الثاني، فوصفته بـ “الحقيقة الأهم”، وهو وجود 35 مليون أذري من أصل أذربيجاني يعيشون في جنوب أذربيجان أي على حدود إيران الشمالية.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: